كثيرا ما يتعرض نجوم الفن لبعض المتاعب والمفارقات والمواقف الغريب أثناء تصوير المشاهد الخارجية التى يتم تصويرها فى الشوارع والمرافق العامة ، ومن هذه المواقف ما تعرض له نجوم الزمن الجميل أثناء تصوير أعمالهم فى الشارع بين الجمهور.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1954 حكى المخرج الكبير عاطف سالم عن أصعب المشاهد التى قام بتصويرها فى محطة قطار الجيزة.
وقال عاطف سالم أنه كان يستعد لتصوير مشاهد فيلم بطولة ماجدة وجمال فارس فى محطة قطار، وكان الفيلم مليئاً بالمشاهد الصعبة، وكان المفترض أن يسجل أخرمشاهد هذا الفيلم فى محطة القطار بالجيزة.
واتجه عاطف سالم لمحطة الجيزة فى الفجر حيث حصل على تصريح بالتصوير فى هذا الوقت حتى يقل الزحام إلى حد ما، لكن شاءت الصدفة أن يتأخر القطارعن موعده، وان المشهد يقضى أن تودع ماجدة حبيبها فى الفيلم والذى جسد شخصيته الفنان جمال فارس بقبلة حارة، وانتظر فريق العمل وصول القطار حتى بدأ التزاحم يزداد فى المحطة بعد أن طلع الصبح، عرف الأهالى أن السينما تصور فى محطة القطار، وتجمع الصبية وأولاد البلد.
ووقف مجموعة من الجزارين يتابعون الموقف ويراقبون ما يحدث بين ماجدة وجمال فارس، وحين وصل القطار بدأ تصوير المشهد ليصعد جمال فارس للقطار وأطل من النافذة واقتربت منه ماجدة لتوديعه بقبلة، وهنا صرخ أحد الجزارين ثائراً :" إيه ياجدع انت وهو إحنا مش واقفين ولا ايه "، قاصداً المخرج عاطف سالم والفنان جمال فارس.
وذهب عاطف سالم ليفهم الرجل طبيعة المشهد وما يفعلونه وأن المسألة لا تعدو كونها تمثيل، ولكن الجزار ورفاقه استمروا فى غضبهم ، ورد أحدهم قائلاً :" مفيش حاجة اسمها تمثيل، انتوا قصدكوا ايه يعنى؟، مفيش بوس واحنا واقفين"
وأشار عاطف سالم إلى أن مجموعة الجزارين أعلنوا عن غضبهم وشرعوا فى رفع أسلحتهم من السكاكين وهموا بالانقضاض على فريق العمل، ولم يجد مهرباً سوى أن يستخدم الدبلوماسية ويعتذر لهم ، قائلاً : "فعلا إحنا غلطانين وعندكم حق، مش هنصور مشاهد بوس"
وأسرع عاطف سالم ليأمر فريق العمل بمغادرة محطة القطارعلى الفور قبل أن يتصاعد غضب الجزارين وينفذون تهديدهم، وجرى العمال يرفعون المعدات وهم يتصببون عرقاً ، بينما اصيبت الفنانة ماجدة بالرعب واصفر وجهها وظلت صامتة، وبعد أن خرج عمال الفيلم من محطة القطار غنوا :" سالمة ياسلامة رحنا وجينا بالسلامة"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة