ساعات قليلة وينتظر الجميع متابعة نقل موكب المومياوات الملكية من المتحف المصرى للمتحف القومى للحضارة، والذى يتابعه العالم أجمع مساء اليوم.
وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، لا يوجد حديث على صفحات التواصل الاجتماعى المختلفة إلا عن المفارقة التي يتسبب فيها موكب المومياوات، حيث يجمع شخصيتين تاريخيتين كان بينهما صراعات سياسية كبيرة، بينما اليوم يسيران في موكب واحد، وهما الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث.
وفى هذا الصدد بث "تليفزيون اليوم السابع"، تغطية خاصة من إعداد إسراء عبد القادر وتقديم شروق وجدى، والتي استعرض خلالها القصة الكاملة للصراعات التي كانت تدور بين حتشبسوت وتحتمس الثالث.
شروق وجدى
ففي عهد تحتمس الثالث توسعت إلى ما لم تصل إليه من قبله أو بعده، ولقب بـ"نابليون بونابرت العصور القديمة"، و"الفرعون الأسطورى"، وأحد أعظم حكام مصر القديمة، وأحد أقوى الأباطرة في التاريخ، حيث أسس أول إمبراطورية مصرية في ذلك الوقت، هكذا كان الملك تحتمس الثالث، ملك مصر، سادس فراعنة الأسرة الـ18.
منعت التقاليد في مصر القديمة المرأة من أن تصبح ملكاً على البلاد، إلا أن حتشبسوت أكدت أنه باعتبارها ابنة ملك وزوجة آخر، أنها ذات دم ملكي نقي، وداعب سحر السلطة حتشبسوت وأغوتها لذة الحكم، فاغتصبت الحكم من الملك الصغير تحتمس الثالث، وأبعدته إلى رحابة الظل، وسرعان ما أعلنت نفسها ملكاً بالرغم من كونها امرأة، وكانت حتشبسوت هى الحاكم الفعلى للبلاد، وحكمت لعدة سنوات نيابة عن ابن زوجها تحتمس الثالث الذى كان صغيراً عندما اعتلى العرش.
رحل تحتمس الثالث فى 11 مارس عام 1425 ق.م، وشهد عصره العديد من الفتوحات والتوسعات الحربية، حيث جعل حدود مصر تمتد إلى الشلال الرابع جنوبا (السودان)، واستولى على العديد من البلدان والمدن الآسيوية، وخاص أكثر من 17 معركة حربية أهمها على الإطلاق مجدو، والتى ظلت تدرس فى المؤسسات العسكرية إلى العصر الحديث، وامتد حكمه للبلاد فى الفترة ما بين أعوام 1479 ق. م – 1425 ق.م، بعد عمته وزوجة أبيه فى الوقت ذاته الملكة حتشبسوت، حيث اتهم بقتل الأخيرة، ليستولى على الحكم، بعدما قامت بقتل أبيه الملك تحتمس الثانى للاستيلاء على الحكم، لكن هل قتل فعلاً الفرعون تحتمس الملكة حتشبسوت؟.
الدكتور زاهى حواس، عالم الآثار المصرى الشهير، ووزير الآثار الأسبق، أكد فى كتابه "جنون اسمه الفراعنة"، أن الدراسات والأدلة أثبتت أن الملكة لم تقتل كما يدعى البعض، نتيجة الاعتقاد بأنها اغتصبت العرش من ابن زوجها تحتمس الثالث، لكن الملكة ماتت بالسرطان بعد حياة حافلة قويت فيها الإمبرطورية المصرية التى كانت فى حاجة إلى حكمها وليس إلى حكم صبى - فى إشارة إلى تحتمس الثالث-.
ويوضح الدكتور زاهى حواس، أن الأشعة المقطعية لـ"حتشبسوت" أثبتت أن الملكة ماتت فى الخمسين من عمرها، بعد معاناة من التهابات بعظمة الظهر، وأيضًا مرض السكر الذى عجل بموتها، كذلك ثبت أن مرض السرطان قد تمكن من الدم وقضى عليها تمامًا، مشيرًا إلى أن التهابات أسنان الملكة هى التى جعلتهم يكتشفون ذلك السر، بعد العصور على "سن" من أسنان الملكة وجدت داخل صندوق التحنيط الخاص بالحاكمة الخامسة لمصر من حكام الأسرة الثامنة عشرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة