وثقت عدد من الكتابات الغربية تورط جماعة الإخوان فى العمالة لصالح سلطات الاحتلال خلال سنوات ما قبل ثورة يوليو ١٩٥٢ كان من بينها كتاب “الإخوان المسلمون والغرب: تاريخ العداوة والارتباط” الصادر عن جامعة هارفارد الأمريكية، والذي اعتمد مؤلفه مارتن فرامبتون، أستاذ التاريخ في جامعة “كوين ماري” البريطانية، على كم هائل من الوثائق والملفات والتقارير السرية التي يُكشف عن بعضها لأول مرة في كتابه.
وبحسب دراسة عن الكتاب نشرها المركز المصرى للفكر والدراسات الإستراتيجية فأنه وفقًا لما تكشفه الوثائق البريطانية، لم يحصل تنظيم الإخوان في البداية على اهتمام البريطانيين، لكن هذا بدأ يتغير في مطلع الثلاثينات من القرن العشرين عندما حول التنظيم اهتمامه نحو الأجندة السياسية، وانتقل مؤسسه حسن البنا إلى القاهرة عام 1932، حيث تم تعزيز الهيكل التنظيمي للحركة.
وأكدت أنه "بحلول نهاية الثلاثينات، لم يعد الإخوان تنظيمًا دعويًّا، بل تنظيم سياسيّ شبه عسكري. وفي أبريل 1936، أرسل المفوض البريطاني السامي إلى مصر، السير مايلز لامبسون، برقية إلى لندن تضمنت تقريرًا من القسم الخاص بوزارة الداخلية المصرية، أعطى تفاصيل “حفل شاي” عقده فرع من “جمعية الإخوان المسلمين”، بمناسبة زيارة وفد كبير من جمعية خيرية سورية".
وتابعت: "كان معظم الحاضرين (نحو 200 شخص) طلابًا من جامعة فؤاد الأول أو جامعة الأزهر، وقد وُصفوا في التقرير بأنهم “شباب متطرفون”، وعبّر كاتب التقرير عن قلقه من أن جماعة الإخوان مع الوقت ستخلق “جيلًا متهورًا وغافلًا”.
وروت الدراسة أنه بعد ما يزيد قليلًا على شهر من صدور المذكرة، أرسلت السفارة البريطانية في القاهرة 1936 تقريرًا آخر إلى لندن جمعه مدير الأمن العام المصري، وركز فقط على الإخوان في علامة على تزايد القلق منهم.
وأوضحت الدراسة أن السير مايلز لامبسون، وفي إشارة مباشرة إلى تنظيم الإخوان، فقد أشار إلى أن مصر شهدت “تكاثرًا للجمعيات الإسلامية ببرامج ظلامية”، تدعو “لإحياء ادعاءات العصور الوسطى لأسلمة الهيكل القضائي والإداري للدولة”، وفي تقييم لامبسون: “لا يمكن أن يأتي أي خير من هذه التحركات”.
وذكرت الدراسة أن اهتمام البريطانيين بتنظيم الإخوان ازدادت وتيرته مع التنظيم أكثر للانغماس في الشأن السياسي. ففي هذه المرحلة، أقام حسن البنا علاقة جيدة مع “الرجل القوي” في السياسة المصرية، علي ماهر باشا، الملقب أيضًا بـ”رجل الأزمات”، والذي ظهر بعد عام 1937 كشخص قوي التأثير على الملك الشاب فاروق. فقد كان علي ماهر رئيسًا للديوان الملكي، ويسعى للعودة إلى منصب رئيس الوزراء (بعد أن خدم لفترة وجيزة في هذا الدور في عام 1936).
ونقلت الدراسة عن المؤرخ البريطانى فرامبتون إن البرقيات بين الخارجية البريطانية والسفارة في القاهرة والوثائق تكشف أن سنوات الحرب العالمية الثانية كانت حاسمة فيما يتعلق بتأسيس تنظيم الإخوان. فقد جلبت الحرب أشكالًا للمواجهة ضد الإخوان تشمل الاعتقالات، وتعطيل الأنشطة والمراقبة. لكن مصاعب الإخوان لم تدم طويلًا، فقد أظهر البنا تكتيكًا سياسيًا منفعيًا بارعًا للغاية، وفتح قنوات مع القصر والوفد والسعديين والبريطانيين والألمان والإيطاليين، وحافظ على هامش مناورة أعطاه حماية مؤكدة تحت أعين البريطانيين والقصر والحكومة. وفي الوقت الذي تم فيه إقالة النحاس، كان تنظيم الإخوان المسلمين أقوى من أي وقت مضى باعتراف الدبلوماسيين والاستخبارات البريطانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة