"الدبلوماسية المصرية" حضور إقليمى يتوازى مع الدعم الإنسانى.. دور بارز لحلحلة الأزمة اللبنانية.. مساندة لاستقرار الدول العربية وداعمة لمسيرة التنمية.. مناصرة للحقوق العادلة للفلسطينيين ودافعة بأفريقيا للأمام

الأربعاء، 28 أبريل 2021 04:00 م
"الدبلوماسية المصرية" حضور إقليمى يتوازى مع الدعم الإنسانى.. دور بارز لحلحلة الأزمة اللبنانية.. مساندة لاستقرار الدول العربية وداعمة لمسيرة التنمية.. مناصرة للحقوق العادلة للفلسطينيين ودافعة بأفريقيا للأمام
إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انطلاقة قوية للدبلوماسية المصرية، وحضور فاعل بقوة بكافة الملفات الإقليمية لا يمكن التشكيك فيه، فاستحقت عن جدارة ثقة القارة السمراء لتصبح ممثلة عنها أمام المحافل الدولية.

وبالرغم من مأساة وباء كورونا التى حلت بالعالم، إلا أن مصر لم تتخل يوما عن دورها الريادى وواجبها تجاه أشقائها، فراحت تستكمل رسالتها وأداء دورها المعتاد والمتوقع منها كدولة رائدة بالمنطقة.

201909221253465346
 

دور مصر فى الأزمة اللبنانية

وحظى الملف اللبنانى باهتمام الدولة المصرية، وبرز ذلك من خلال عدة تحركات منها زيارة وزير الخارجية مؤخرا لبيروت ولقائه مع عدد من المسئولين لبحث آخر مستجدات الأزمة الراهنة فى لبنان، والرؤى المختلفة حول كيفية الخروج من الأزمة، وحملت زيارة شكرى رسالة ضمنية مفادها أن مصر فى عون لبنان، وتضامن الدولة المصرية مع شعب لبنان وتوفيرها كل الدعم للخروج من هذه الأزمة، وأكد على استعداد مصر لبذل كل الجهود للتواصل مع كل الجهات لإخراج لبنان من الأزمة السياسية الحالية.

وأكد أن مصر حريصة على أمن واستقرار لبنان، وذلك يقتضى إنهاء حالة الجمود الراهنة واضطلاع الجميع بمسئولياتهم فى تعزيز استقرار لبنان ووحدته، واضطلاع مؤسساته بمسئولياتها الكاملة تجاه الشعب اللبنانى الشقيق.

 

202104091214151415
 

وأكد أيضًا دعم مصر الكامل لجهود تشكيل حكومة منسجمة وقادرة على تنفيذ مهامها الدقيقة والصعبة، وبطريقة غير تقليدية ومختلفة جذريا عن منطلق التعطيل والتجاذب السياسى، باعتبار أن ذلك هو الطريق الوحيد لنجاح "حكومة المهمة" وحصولها على الدعم المطلوب عربيا ودوليا، واستعادة لبنان لموقعه الطبيعى كمنارة عربية عزيزة على قلب كل مصرى وعربى.

كما تستمر جامعة الدول العربية فى دورها الريادى على الصعيد الإقليمى من خلال بذل مساعيها لحل أزمات المنطقة، وكان لها تواجد قوى فى الأزمة اللبناننية حيث قام السفير حسام زكى الأمين العام المساعد الخميس بزيارته الثانية لبيروت، والتقى الأطراف الرئيسية فى الساحة الللبنانية، وشملت اللقاءات الرئيس اللبنانى ميشال عون ورئيس البرلمان اللبنانى نبيه برى ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، وعدد من رؤساء السياسيين البارزين.

وفى السياق ذاته، أكد السفير حسام زكى عقب لقائه الرئيس عون، أن الجامعة العربية حريصة على متابعة الوضع في لبنان، وهو وضع متأزم فهناك أزمة سياسية وأزمة اقتصادية ضخمة، والأزمتان متلازمتان، ولا يمكن حل الأزمة الاقتصادية من دون الوصول إلى مخرج وتسوية للأزمة السياسية، ووضع الأمين العام المساعد السفير زكى، إمكانات الجامعة بتصرف أى خطوة تساعد على تسهيل الاتفاق بين الأطراف اللبنانيين فى المجالات كافية، وفق بيان صحفى صادر عن قصر الرئاسة بلبنان.

 

202104071139283928
 

مبادرات إنسانية

على الصعيد الإنسانى بادرت مصر بإنشاء جسر جوى وبحرى عقب انفجار مرفأ بيروت فى الرابع من أغسطس الماضى، وتم خلاله نقل أكثر من 17 طائرة محملة بمساعدات طبية وإغاثية، إضافة للسفن التى قامت بنقل مواد لإعادة إعمار المنازل والمبانى التى دمرها انفجار مرفأ بيروت، كما دعمت مصر القطاع الطبى فى لبنان من خلال إرسال 21 طبيبا مصريا قدموا الخدمات الطبية للبنانيين.

 

واستمرارا للدور المصرى فى تعضيد اللبنانيين، زارت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة بيروت يناير الماضى، وبصحبتها 3 طائرات تحمل مساعدات طبية للبنان لإعانته فى حربه ضد وباء كورونا، وشملت تلك المساعدات 16 ألف طن من ألبان الأطفال، بالإضافة إلى شحنة من الأدوية والمستلزمات الطبية بلغت 15 ألف طن تضم مستلزمات وقائية، وأدوية بروتوكولات علاج فيروس كورونا، وذلك لدعم القطاع الصحى بدولة لبنان خلال مواجهة جائحة فيروس كورونا، واشتملت الشحنة الثالثة أيضًا على 7.6 طن من الأجهزة الطبية.

 

سوريا

وبالنسبة للأزمة السورية، فكانت فى صدارة أولويات تحركات السياسة الخارجية المصرية، نظرا لعلاقتها الوثيقة بالأمن القومى المصرى والعربى، حيث عملت مصر وما زالت جاهدةً، على دعم جميع السُبل الرامية لإنهاء معاناة الشعب السورى، ووضع نهاية للصراع، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على كيان الدولة السورية ومؤسساتها والعمل على استعادة الأمن والاستقرار في ربوع البلاد وبين أطياف الشعب كافة، وحرصت مصر على إنجاح مهمة مبعوث الأمم المتحدة تنفيذا لمخرجات مؤتمر جنيف ومجلس الأمن 2254.

وتم عقد "مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية" فى يناير 2015، ثم عقد مؤتمر ثان موسع بالقاهرة فى يونيو 2015 صدرت عنه وثيقتا "خارطة الطريق" و"الميثاق الوطني السورى".

وانطلاقاً من ثوابت الموقف المصري المتوازن إزاء الأزمة السورية، تحرص مصر على السعى نحو دعم جهود التوصل إلى تسوية سياسية، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على وحدة واستقلال وسيادة الأراضى السورية.

وعلى المستوى الإنسانى، تواصل مصر جهودها فى استضافة اللاجئين السوريين الذين تقدر أعدادهم بحوالى نصف مليون شخص، حيث يتم تقديم كافة أوجه الدعم والامتيازات لحصول الأشقاء السوريين فى مصر على الخدمات الأساسية بمختلف المجالات، وخاصةً التعليم والصحة شأنهم شأن المواطنين المصرى.

 

مناصرة حقوق الفلسطينيين

وبالتوازى كان لمصر دور بارز فى القضية الفلسطينية ، فمنذ انتخابه لم يدخر الرئيس السيسى جهدا من خلال اتصالاته الدولية وزياراته الخارجية في التأكيد على ضرورة حل القضية الفلسطينية حلًا عادلًا وتشديده على ضرورة اتخاذ التدابير كافة، من قبل المجتمع الدولي لإنهاء هذا الصراع وتمكين الفلسطينيين من العيش بحرية وكرامة، وأيضا تشديده على استعداد مصر لبذل الجهود كافة في هذا الإطار.

وتستمر وزارة الخارجية وبتوجيهات من القيادة السياسية، فى الدفع قُدما بالموقف المصري الثابت من القضية الفلسطينية، ودعم كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وذلك في كافة الاتصالات مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، وكذا داخل المحافل الدولية استناداً إلى القرارات الأممية والمرجعيات الدولية ذات الصلة، فضلاً عن مساندة دور المنظمات الإقليمية والدولية الداعمة للحقوق الفلسطينية.

 

مصر تدفع بالقارة الأفريقية للأمام

وبالنسبة للقارة السمراء فقد كانت مصر أكثر الدول التى تقدمت بمبادرات لدعم الدول بالقارة ، وكان منتدى أسوان للسلام والتنمية الذى عقد مارس الماضىخير دليل على هذا الاهتمام ، وانعقاده في ظروف جائحة فيروس كورونا المستجد، يؤكد استمرار دعم مصر لجهود التنمية في قارة أفريقيا.

وركز الرئيس عبدالفتاح السيسي، في كلمته على تنمية التجارة بين الدول الأفريقية.

وفي بداية 2020 كان هناك استراتيجية موضوعة من الاتحاد الأفريقي للتحول الرقمي، وبعد ظهور جائحة فيروس كورونا اتضحت أهمية التحول الرقمي، ومصر لها دور مهم في هذا الملف لأنها رئيس اللجنة المسؤولة عن الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والإعلام، في الاتحاد الأفريقي، إضافة إلى خبرتها في هذا المجال، وبالتالي يمكن أن تقدم للقارة الأفريقية الكثير والكثير في هذا الملف.

 

مصر تحصد الإنجازات

كان لنجاح الدبلوماسية المصرية حصاد وفير، ومن بين تلك الإنجازات انتخابها لرئاسة الدورة الخامسة عشر للجنة الأمم المتحدة لبناء السلام خلفاً لكندا، فى إطار تبنى مصر للقضايا الأفريقية واستعادة دورها المحورى والتاريخى فى أفريقيا، جاء هذا الإعلان خلال الاجتماع الرسمي الذي عقدته اللجنة، فبراير الماضى، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.

وكانت مصر أُنتخبت لعضوية اللجنة عام 2015 ضمن أحد المقاعد المخصصة لأفريقيا، لتصبح فى 2021 رئيسة لها، ما يؤكد تطور الجهود المصرية إقليميا ودوليا.

وجاء انتخاب مصر لرئاسة اللجنة عقب اعتماد الترشيح المصري على مستوى المجموعة الأفريقية في نيويورك، لتصبح مصر مُرشحاً ممثلاً لأفريقيا لتولي هذا المقعد الأممي الهام، وكذا بعد أن جرت إعادة انتخابها لعضوية لجنة بناء السلام بأعلى الأصوات في انتخابات شهدت مُنافسة كبيرة في ديسمبر 2020.

وفى هذا السياق قال السفير محمد إدريس المندوب الدائم لمصر لدى الأمم المتحدة، إن انتخاب مصر لرئاسة لجنة بناء السلام للمرة الأولى يُكلل جهود الدبلوماسية المصرية على مدار عقد ونصف في دعم هيكل الأمم المتحدة لبناء السلام منذ تدشينه في 2005، ويُدلل على الثقة الأممية والأفريقية في قدرة مصر على مواصلة الإسهام الفاعل في تعزيز دور منظومة بناء السلام بالأمم المتحدة.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة