"إصحى يا نايم وحد الدايم"، بهذه الكلمات تقوم فاطمة السيد، أقدم مسحراتى فى الغربية، بإيقاظ الأهالى داخل منطقة كفر عنان، التابعة لمركز مدينة زفتي، بمحافظة الغربية، لتناول السحور قبل آذان الفجر، وسط فرحة وسعادة كبيرة بين المواطنين.
إلتقى "اليوم السابع"، فاطمة السيد أبو جندى، البالغة من العمر 60 سنة، والتى قالت إن والدها كان يعمل "مسحراتى" بشوارع المدينة، حتى توفى منذ أكثر من 30 سنة، وكانت دائما تخرج معه إلى الشارع خلال شهر رمضان لتقوم بإيقاظ الأهالى وقت السحور.
وأضافت فاطمة، أنها ظلت تعمل فى هذه المهنة لمدة 20 سنة بعد وفاة والدها حتى توفى زوجها هو الاخر وترك لها 4 أبناء جميعهم إناث، فقررت إستكمال المسيرة بجانب عملها فى التجارة حتى تستطيع تربية بناتها، موضحة أنها تحب هذه المهنة، وكانت دائما تطلب من والدها الخروج معه لأنها كانت تشعر بالسعادة وهى تجوب شوارع المدينة لتذكير المواطنين بمواعيد السحور.
وأشارت أقدم مسحراتى فى الغربية، إلى أنها تبدأ عملها يوميا فى رمضان من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، حيث تقوم بالتجول داخل شوارع منطقتها ممسكة بطبلتها وتنادى بجملها الشهيرة "إصحى يا نايم وحد الدايم، إصحى يا نايم وحد الرزاق"، ويلتفت حولها الأطفال الذين ينتظرونها كل ليلة لتنادى عليهم كل طفل بإسمه كما يحرص الكبار على إلتقاط الصور معها كأول مسحراتية فى الغربية.
وأوضحت السيدة فاطمة، أنها تكون فى قمة السعادة بلمة الأطفال حولها خلال تجولها فى الشوارع وهى تنادى عليهم، مشيره إلى أنها لم تتعرض لأى مضايقات بل لمست وشاهدت الفرحة والسعادة فى عيون جميع الأهالى الذين يتعاملون معها لايقاظهم فى الشهر الكريم، مضيفه أنها توقفت حاليا عن مهنة المسحراتى نظرا لسوء حالتها الصحية، وتركتها لأبنائها الذين يحبونها منذ الصغر وأصروا على إستكمال المسيرة.
وتابعت فاطمة، مهنة المسحراتى واحدة من سمات شهر رمضان الكريم والمسحراتى لقب يطلق على الشخص الذى يتولى مهمة إيقاظ المسلمين فى ليالى شهر رمضان لتناول السحور، والمشهور عنه أنه يحمل ويقوم بالعزف عليها لإيقاظ الناس لتناول السحور قبل أذان الفجر.
فيما قال إبراهيم سنجر، أحد الأهالى إنهم لا يتخيلون شهر رمضان بدون الحاجة فاطمة وصوت طبلتها، مؤكدا أنهم ينتظرونها فى كل ليلة للمرور عليهم وتنبيههم للسحور حتى لو كانوا مستيقظين ولكن دقات طبلتها تشعرهم بطعم ليالى الشهر الكريم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة