وجدى زين الدين يحصل على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى

الجمعة، 02 أبريل 2021 04:20 م
وجدى زين الدين يحصل على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى وجدى زين الدين يحصل على درجة الدكتوراه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لأول مرة ببليوجرافيا تناقش الاتجاه الاشتراكى فى النقد والإبداع فى الصحافة المصرية

الدراسة عالجت 15 عاما مفصلية فى تاريخ مصر من 1952 إلى 1967

رئيس تحرير الوفد ينال تقدير لجنة المناقشة بالإجماع

زين الدين: عشت فى رحاب محمود أمين العالم طوال إعداد هذه الدراسة.. وزوجتى قوتنى بعد انكسار

بدوى: الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية.. والباحث بذل مجهوداً واضحاً

زعيمة: الدراسة متميزة وزين الدين يذكرنى بنفسى فى الشغف بالعلم

علم الدين: الرسالة عالجت منطقة جديدة فى البحث لم يتطرق إليها أحد

 

أكثر من 700 مقال تحمل حكاوى الوطن، يكتبها وجدى زين الدين رئيس تحرير جريدة الوفد كل يوم، وقبلها مئات غيرها، منذ بدايات الجريدة أوائل الثمانينات من القرن الفائت، وما يقرب من 10 كتب تنتهى بتوقيعه، جاءت جميعها تحمل هموم الوطن؛ إنجازاته، وخيباته، ومحاولات الخروج؛ الناجح منها، والتى ظلت محاولات؛ لذا هو يدرك تماماً أثر الكلمة، خاصة حين تدق حروفها تروس المطابع. لتظل الكلمات؛ قارئوها وكاتبوها همه الأبدى.

وجدى-زين-الدين-يحصل-على-الدكتوراه

لذا عندما شرع وجدى زين الدين فى إعداد رسالة علمية يحصل من خلالها على رسالة الدكتوراه، اختار أساطين الكلمات، الذين نُشرت كتاباتهم فى الصحافة المصرية؛ فعرفوا طريقهم إلى القُراء، وعرفهم القُراء من خلال الصفحات الأدبية. وعلى الرغم من أهمية الموضوع من حرفه الأول، إلا أن وجدى زين الدين لم يكتفِ بذلك، فاختار فترة مفصلية وشائكة فى تاريخ مصر، كانت هى الأصعب سياسياً واجتماعياً، وبالتالى إبداعياً ونقدياً، وهى الخمسة عشر عاماً التالية  لثورة يوليو1952 بكل ما لها وما عليها وما فيها،  ليوثق لوجود وتأثير الاتجاه الاشتراكى فى الإبداع والنقد، فى فترة ظلت غائبة عن منطقة البحث والدراسة لأكثر من خمسين عاماً، ليأتى الأن وجدى زين الدين ويفتح ملفاً مهماً، أتوقع أنه سيظل مرجعاً مهماً لسنوات كثيرة قادمة، حتى يتمكن اليافعون من متابعة تطور المجتمع المصري المعاصر على الصعيدين السياسي، والثقافي، جاء ذلك من خلال رسالة علمية دعمت ترشيحه للحصول على درجة الدكتوراه، فى فلسفة النقد الفنى من المعهد العالى للنقد الفنى، تخصص النقد الأدبى بمرتبة الشرف الأولى، بقاعة المعهد العالى للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون،عن أطروحة تقدم بها الباحث وجدى زين الدين بعنوان الاتجاه الاشتراكى فى الإبداع والنقد فى الصحافة المصرية 1952 1967.

 

ضمت لجنة المناقشة الأستاذ الدكتور أحمد عبدالله بدوى مشرفاً أساسياً ومناقشاً ومقرراً، الأستاذ الدكتور حسام نايل مشرفاً مشاركاً، الأستاذ الدكتور محمد السيد زعيمة مناقشاً من الداخل، والأستاذ الدكتور محمود علم الدين مناقشاً من الخارج.

 

تضمنت الدراسة تمهيداً وبابين وخاتمة، اشتمل كل باب على فصلين، جاء الفصل الأول تحت عنوان الواقع الاشتراكى السياسى والفكرى خلال الفترة من 1952 1976، والثانى هو الاشتراكية وجدلية العلاقة بين الصحافة والإبداع النقدى، أما الفصل الأول من الباب الثانى فهو بعنوان الواقعية الاشتراكية فى النقد، فى حين كان الفصل الأخير بعنوان الملامح الاشتراكية السياسية والثقافية والنقدية لمحمود أمين العالم؛ حيث تفاعل الباحث خلال رسالته مع نصين من الأهمية بمكان للموضوع محل الدراسة للفيلسوف والمفكر الكبير محمود أمين العالم؛ نشر الأول منهما فى جريدة الوفد المصرى مطلع عام 1954 بعنوان  الأدب بين الصياغة والمضمون بالاشتراك مع الناقد الأدبى عبد العظيم أنيس، والثانى هو  ثلاثية الرفض والهزيمة،  تلك الدراسة النقدية التى اعتنت بثلاث روايات لصنع الله ابراهيم هى؛ تلك الرائحة عام 1966 ،نجمة أغسطس 1974، واللجنة 1982. وقد اختار وجدى زين الدين تلك الرائحة لإنها تحقق الغرض المطلوب للفترة الزمنية موضوع البحث. كما تضم الدراسة جانباً تطبيقياً أعتمد فيه الباحث على دراسة نماذج من مقالات للويس عوض، وسلامة موسى، ونعمان عاشور، وألفريد فرج. ممن كان لهم حضور ومساحة فى الحياة الثقافية.

وجدى-زين-الدين-يحصل-على-درجة-الدكتوراه-(2)

تعتبر إشكالية ظروف قيام ثورة 1952، وهل كانت حركة منظمة أم وليدة ظرف راهن؟ من أهم الإشكاليات التى طرحها الدكتور محمد زعيمة أستاذ الدراما والنقد المسرحى بأكاديمية الفنون على الباحث وجدى زين الدين، حيث رأى أنه ذكر فى فقرة ما فى الرسالة إن الثورة قامت دون نظرية مسبقة عليها واستشهد الباحث فى ذلك بإحدى خطب الرئيس الأسبق جمال عبد الناصروالتى قال فيها للجماهير ما أحنا لو كنا قعدنا نعمل نظرية مكناش هنعمل ثورة،  وهو ما أكد عليه الباحث من خلال رأى الدكتور عصمت سيف الدولة والذى استند عليه فى هذه الجزئية من الدراسة، دون تعليق من الباحث، وهو ما اعتبره زعيمة موافقة ضمنية على هذا الرأى من الدارس، يأتى ذلك على الرغم من  ذكره فى فقرة لاحقة أن ثورة يوليو استطاعت القضاء على الإقطاع، مما اعتبره المناقش تناقضاً فى موقف الباحث من تلك الفترة على الرغم من أهميتها، مبرراً عبارة عبد الناصر فى خطبته، بأنها ربما جاءت كنوع من الحميمية مع الجماهير، وأنها لا تعنى أبداً غياب النظرية عن الثورة. وأكد الدكتور محمد زعيمة أنه كان يتمنى أن يكون موقف الباحث أكثر وضوحاً فى هذه النقطة؛ بمعنى هل هو مع أن ثورة يوليو كانت تمتلك النظرية المسبقة أم لا؟.

 كذلك ذكر الباحث عبارة مضمونها يؤكد على أن الجماعة الثقافية بكل أشكالها تمكنت خلال الفترة موضوع البحث من ممارسة أعمالها الإبداعية بكل حرية؛ بينما فى فقرة لاحقة من الرسالة أشار إلى حركة الاعتقالات الواسعة التى تعرض لها أغلب المبدعين فى هذه الفترة، وهو ما اعتبره المناقش تناقضاً فى الرسالة موضوع البحث وبالتالى فى موقف الباحث. وهو ما رد عليه وجدى زين الدين؛ بأن المبدعين المؤثرين فى تلك الفترة كان أغلبهم يعود إلى الجيل السابق على الثورة، وكان أغلبهم قد حفر اسمه على جدران الوطن، لذا فهو جيل تميز بعدم مبالاته بالاعتقالات أوغيرها من أشكال التنكيل المختلفة، وهو ما أبقى على الإبداع فى أبهى صوره حتى وإن كُتب أغلبه فى قاعات السجون.

 

 وهنا وجه زعيمة تساؤلاً لزين الدين عن وجهة نظره فى أسباب كبت الحريات فى تلك الفترة، ففند الباحث عدة أسباب لهذه الظاهرة؛ أهمها المشروع السياسى للدولة بعد ثورة يوليو. وهنا بادر زعيمة ممسكاً بهذه الكلمة قائلاَ تمااااااماً، إذن نحن نتفق أن هذا الحيز من كبت الحريات فى هذه الفترة كان بهدف الحفاظ على المشروع السياسى الوليد للدولة، وحماية مكتسبات هذا المشروع التى كانت فى الأساس تخص الفئات الأكثر فقراً بين المصريين.

 

ثم أنتقل بعدها الدكتور زعيمة للحديث عن الجزء التطبيقى فى الرسالة مناقشاً الباحث فى تحليله لثلاثية الرفض والهزيمة، مبدياً أعجابه بتحليله والذى وصفه بالمهم، خاصة فيما يخص تفنيدزين الدين لنصوص محمود أمين العالم ولويس عوض، وكذلك تحليله لفكر سلامة موسى وألفريد فرج، وأيضاً نعمان عاشور.

 

ومع انتهاء حديث الدكتور محمد زعيمة عاد بنا الدكتورأحمد بدوى أستاذ النقد الفنى بمعهد النقد الأدبى، ليدلى برأيه فى إشكالية ظروف قيام ثورة 1952، وهل كانت حركة منظمة أم وليدة ظرف راهن؟ ليؤكد إن كثيراً من المؤرخين ذكروا إن 23 يوليو لم تكن ثورة بالمعنى المفهوم، إنما هى حركة نجحت وتطورت، وإننا حينما نذهب إلى الجزء التالى لهذه الحركة، والمعروف اجتماعياً بعملية تكميم الأفواه، فنجد أنفسنا أمام حقيقة لا يمكن إغفالها، ضارباً فى ذلك مثلاً بمسرحية مأساة الحلاج لصلاح عبد الصبور، والتى ذكر فيها أغلب مفردات تلك الحقبة مثل زوار الليل. وتساءل بدوى لو لم يكن هناك تراجع فى ملف الحريات فى تلك الحقبة،  لماذا إذن أحتل الإسقاط السياسى الإبداع فى هذه الفترة؟ مستدلاً على ذلك بمسرحية أنت اللى قتلت الوحش للكاتب المسرحى على سالم، والتى توقف عرضها بعد عشرين الليلة فقط، عندما وصل إلى علم القيادة السياسية أن بطل المسرحية المقصود بها الرئيس جمال عبد الناصر. ثم أشار بدوى إلى أن كل مسرح الستينات تقريباً تمحور حول  دوائر ثلاث هى؛ الحاكم المنزه من كل الخطايا، وطبقة الأعوان المتسببة فى كل الرزائل، وعامة الشعب. وعلى هذا؛ فقد ذكربدوى أن النظرية فى الثورة كانت موجودة لذا نجحت، كما أن كبت الحريات أيضاً كان متواجداً وبوضوح طوال هذه الفترة.

وجدى-زين-الدين-يحصل-على-درجة-الدكتوراه

بعدها بدأ الدكتور محمود علم الدين أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة نقاشه لافتاً إلى أهمية الإشكالية موضوع البحث؛ وهو ما وصفه بالكلاسيكى مشيراً إلى إنه ليس هناك أية دراسات تناولت هذه المنطقة من قبل، ذاكراً أنها  شديدة الأهمية والخطورة؛ حيث أن الدراسة عكفت على تحليل ورصد إنتاج فصيل مبدع رغم أهميته فهو له ماله وعليه ما عليه، ومن هنا جاءت أهمية هذه الرسالة فى محاولة تفسير حياة  هؤلاء المبدعين، والتى اتسمت حياتهم بالمد والجزر، ولفت علم الدين إلى أن مِن أبدع ما كان فى هذه الرسالة أن يعدها رئيس تحرير أكبر وأهم جريدة ليبرالية معارضة فى مصر والشرق الأوسط.

 

وعلق علم الدين على عنوان الرسالة لافتاً إلى أنه صحفي أكثر منه أكاديمياً، وأنه كان يتمنى لو أن العنوان قد ألمح إلى المشكلة البحثية، مقترحاً إضافة كلمة تأثيرات الاتجاه الاشتراكى، أو علاقة الاتجاه الاشتراكى بالسلطة السياسية، أو دور الاتجاه الاشتراكى فى تطوير الصحافة المصرية، معتبراً أن العنوان جاء مبتوراً، وأنه يصلح كعنوان كتاب أكثر منه أطروحة دراسية، مفسراً وجهة نظره بأن العنوان هنا حمل وجهين من ثلاثة، كان يجب توافرها فيه وهى؛ الزمان والمكان وهما ما تواجدا، أما المشكلة البحثية فلم تتوفر.

وأبدى علم الدين أعجابه بالإطار المعرفى للرسالة واصفاً جهد الباحث بالمذهل على أكثر من مستوى، منها مثلاً مستوى شرح الوضع السياسى، وواقع الصحافة المصرية، مؤكدا على أن الباحث قد نجح فى هدفه من الرسالة تماماً. ثم وجه له سؤالا عن القيمة المضافة من خلال رسالته من وجهة نظره؛ فذكر له زين الدين  أن هذه الفترة التاريخية المهمة جداً والتى تمثل مفصلاً مهما فى تاريخ مصر، للأسف قد عزف الباحثون عنها تماماً، ربما كانت أسبابهم فى ذلك، أن أحياناً يكون فى البعد السلامة، ففضلوا عدم الخوض فى المشروع السياسى لهذه الفترة، وقد تكون الأعمال الإبداعية التى أُنتجت فى هذه الفترة تمت تحت ضغط، مستدلاً على ذلك بأعمال صنع الله ابراهيم التى كتبت أغلبها فى سجن الواحات، وعلى هذا فربما أبتعد الباحثون عن هذه الفترة لأنها شائكة، لكننى غامرت بهذا الموضوع وشجعنى عليه الدكتور أحمد بدوى. وهنا أيد علم الدين حديث الباحث وقال أننا نمر بمرحلة إعادة إنتاج لرموز الثقافة وبالتالى أصبح مهماً فهم هذه الفترة الخطيرة فى مصر والتى تحتوى كنوزاً معلوماتية لا يستهان بها، ولا يكفى أن أقول أن هذه الفترة أنتج فيها أكثر من سبعمائة فيلم، فهى فترة بالفعل كانت زاخرة وكانت تبحث عمن يبحث عنها.

 

وفى النهاية لا يسعنا إلا أن نؤكد على ذكاء الباحث وجدى زين الدين رئيس تحرير جريدة الوفد فى اختيار هذه المنطقة المظلومة معرفياً، متمنين أن نرى هذه الرسالة فى كتاب بين أيدينا فى وقت قريب، حتى تتعلم الأجيال القادمة أن إعادة قراءة تاريخ الأوطان هى الضمان الوحيد لبناء مستقبلها، ولتصبح مرتبة الشرف الأولى التى حصل عليها وجدى زين الدين مصحوبة بدرجة الدكتوراه بمثابة سراج ينير هذه الفترة، ويرفع البهتان عن كل صاحِب قلم صَاحب هذا الوطن فى آماله وآلامه.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة