أثارت خطة إقامة دورى السوبر الأوروبى الذى يشارك فيه كبار اندية كرة القدم الاوروبية بديلا عن بطولة دورى أبطال أوروبا غضب من قادة الدول التى أعلنت أنديتها الانضمام إليها، فيما أشارت التقارير إلى المكاسب المادية الهائلة التى تجنبها تلك الأندية من المشاركة فى البطولة، حيث هاجم رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون خطط إقامة دورى سوبر أوروبى يشارك فيه عددا من أبرز الأندية، من بينهم ستة أندية إنجليزية سيصبحون أعضاء دائمين فى المسابقة الأوروبية الجديدة.

بوريس جونسون
وبحسب ما ذكرت صحيفة التايمز البريطانية، فإن جونسون أبدى معارضته للفكرة، وقال إن هذا الدورى سيضر للغاية بالرياضة على نطاق أوسع، وأن الأندية الإنجليزية التى وقعت على الخطة، وهى مانشستر يونايتد وليفربول وتشيلسى وأرسنال ومانسشتر سيتى وتوتنهام، لا ينبغى أن تتخذ مزيد من الخطوات.
وقال جونسون إن هذه الخطوت ستضرب قلب اللعبة، وأن الحومة تدعم سلطات كرة القدم فى اتخاذ القرار. فيما حذر وزير الثقافة البريطانى أوليفر دودين من أن أى قرارات كبرى ينبغى أن تحظى بدعم الجماهير.
وأضاف: مع كثير من الجماهير، نشعر بالقلق بأن هذه الخطة ستنشئ متجر مغلق على مستوى القمة للعبنتا الوطنية. وتابع قائلا إن الاستدامة والنزاهة والمنافسة العادلة هى أمر بالغ الأهمية، وأى شىء يقوض هذا الأمر هو مقلق للغاية ومزعج لكرة القدم.
وأشار وزير الثقافة البريطانى إلى أن هناك هرم لكرة القدم حيث تتدفق التمويلات من الدورى الإنجليزى الناجح عالميا إلى الدوريات والمجتمعات المحلية، وسيكون خيبة أمل أن نرى أى تحرك يدمر هذا.
وإلى جانب الأندية الإنجليزية سالفة الذكر، سيشاركل من إسبانيا برشلونة وريال مدريد وأتلتيكو، وفى إيطاليا يوفونتس وإيه سى ميلان وإنتر ميلان كل عام دون الحاجة للتأهل للبطولة. وسيكون هناك حافز يصل إلى 350 مليون يورو لكل نادى للانضمام بشكل مبداى، ومزيد من الأموال مقابل حقوق البث التلفزيونى.
وقال وزير الرياضة فى حكومة الظل البريطانية لحزب العمال المعارض إن هذه التقارير مقلقة للغاية. ولو كانت حقيقية، فإن هذه المقترحات ستضر بشدة كرة القدم وجماهيرها، وينبغى ان تنأى الأندية المشاركة بنفسها عن هذا على الفور.
وفي بيان رسمي للرئاسة الفرنسية: "يرحب رئيس الجمهورية بموقف الأندية الفرنسية الرافض للمشاركة في مشروع دوري السوبر الأوروبي الذي يهدد مبدأ التضامن والجدارة الرياضية".
وقال قصر الإليزيه: "الدولة الفرنسية ستدعم جميع الخطوات التي يتخذها الاتحاد ورابطة الدوري الفرنسي ويويفا وفيفا لحماية نزاهة المسابقات الاتحادية سواء كانت وطنية أو أوروبية".
بينما قال الدورى الإنجليزى لكرة القدم فى بيان إن إقامة سوبر دورى سيدمر المنافسة المفتوحة، فجماهير أى ناد فى إنجلترا وعبر أوروبا يمكن أن تحلم فى الوقت الراهن أن فريقهم ربما يقفز إلى القمة ويلعب ضد أفضل الأندية. ونعتقد أن فكرة دورى سوبر أوروبى سيدمر هذا الحلم.
وانتقدت جماعة الرياضة بالاتحاد الاوروبى الخطة، ووصفتها بالمنافسة المغلقة للأندية الثرية للغاية التى سيشكل طبقى متميزة خارج هياكل كرة القدم للأندية الأوروبية.
من جانبها، قالت صحيفة فاينانشبال تايمز إن فكرة دورى السوبر الأوروبى ستمثل أكبر تحول فى كرة القدم منذ عقود. وتهدف المسابقة المدعومة بتمويل ديون بقيمة 6 مليار دولار من جبه بى مورجان، إلى استبدال دورى أبطال أوروبا. وإلى جانب الأندية الـ 12 التى ستشارك، ستنضم ثلاثة أندية أخرى قبل الموسك الافتتاحى الذى من المقرر أن تبدأ فى اقرب وقت ممكن عمليا.
ومن ثم فإن الدورى سيضم 20 فريقا، منها 15 فريق دائما، مما يعنى أنهم لن يكونوا بحاجة للتأهل بأداء قوى فى الدوريات الوطنية.
وتوقعت فاينانشيال تايمز أن يثير هذا الإعلان معركة "قوى" داخل اللعبة الشعبية الأولى فى العالم، حيث تواجه أندية النخبة معارضة شرسة من السياسيين والجماهير والهيئات المنظمة لكرة القدم، التى تعهدت جميعا بمعارضة هذا الانفصال.
إلا أن فلونيتينو بيريز، رئيس نادى ريال مدريد والذى وصف بأنه سيكون أول رئيس لدورى السوبر إنهم سيساعدون كرة القدم على كل مستوى ويأخدونها إلى مكانتها المستحقة فى العالم. فكرة القدم هى الرياضة العالمية الوحيدة التى لديها أكثر من 4 مليار مشجع، ومسئوليتهم كأندية كبيرة هى الاستجابة لرغباتهم.
وتشير وثائق أطلعت عليا فاينانشيال تايمز إلى أن الأندية المؤسسة ستحصل على ما بين 100 مليون إلى 350 مليون يورو لكل منها للانضمام إلى المسابقة، وسيواصلوا اللعب فى دورياتهم الوطنية مثل الدورى الإنجليزى واللاليجا الأسبانى.
ومن المتوقع أن يحققوا عائدات 4 مليار دولار من خلال حقوق البث الإعلامى وحقوق الرعاية، وستحصل الأندية على مبلغ ثابت سنويا 264 مليون يورو سنويا.