أكرم القصاص - علا الشافعي

د. محمد عبدالرحمن الضوينى

ترشيد الإنفاق

الإثنين، 19 أبريل 2021 08:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد تضمنت الشريعة الإسلامية الأحكام التى تحث على الإنفاق، ولكنه إنفاق موجه بما يصلح الإنسان فى دنياه وآخرته، فيجب على المسلم أن يلتزم بتوجيهات الإسلام فى الإنفاق والاستهلاك، حتى لا يأثم وتتردى أوضاعه الاقتصادية فتسبب له ارتباكا فى ميزانيته، سواء على مستوى البيت أو الدولة. 
 
والشريعة الإسلامية حين تأمر بالإنفاق، فإنه ليس غاية فى ذاته وإنما هو إشباع رغبات الإنسان وحاجياته، مما يرفع من كفاءته وعبادته. 
 
وقد دعا الإسلام إلى الإنفاق وحض عليه، وذلك لأنه يؤدى إلى الرواج وانتعاش الأحوال، أما الاستهلاك فيؤدى إلى الكساد والبطالة والركود، فتملك المال فى الإسلام ليس غاية فى ذاته، وإنما هو وسيلة للتمتع بزينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق، وهو وسيلة لتحقيق مصالح الفرد أو الجماعة التى لا تتم إلا بالمال، الذى استخلف ليحقق به مصالحه، فيقول الله تعالى: «آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه».
 
ويحرص الإسلام على أن يكتسب الإنسان المال بطرق مشروعة، وذلك حتى يكون حلالًا طيبًا، فيقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فيما رواه عنه أنس بن مالك: «طلب الحلال واجب على كل مسلم». 
 
ولقد انعكس هذا المبدأ على الإنفاق بحيث أصبح مقتصرا فقط على الطيبات، فيقول الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون».
 
والأمر بالإنفاق فى الطيبات كثيرا ما ورد ذكره فى القرآن الكريم عقب الأمر بالإيمان بالله ورسوله، مما يدل على أن الأمر بالإنفاق للوجوب لا للندب، وهذا يتضح جليًا من خلال كثير من الآيات بالقرآن الكريم، ففى سورة الأنفال يقول الله تعالى مبينا صفات المؤمنين: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا».
 
وكذلك يجعل الإنفاق صفة أساسية من صفات المؤمنين كإقامة الصلاة والإيمان بالغيب، فيقول تعالى: «الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون».
 
ولقد اختلف المفسرون فى تحديد المراد بالإنفاق الوارد فى الآيات، أهو الزكاة المفروضة؟ أم صدقة التطوع؟ أم النفقة على الأهل؟ والراجح لدى المحققين أن اللفظ يتسع معناه ليشمل كل إنفاق، واجبا كان أو مستحبا، على النفس أو الأهل، فى نفع الجماعة وفى سبيل الله.
 
غير أن الإنفاق الذى مدح أهله الشرع يختلف كثيرا عن الاستهلاك الذى ربما يستحق أهله الذم إن أسرفوا فيه.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة