أكرم القصاص - علا الشافعي

شيخ الأزهر: مبدأ "رفع الحرج" يكون عند المشقة التى يصعب معها أداء تكاليف الله

الإثنين، 19 أبريل 2021 04:20 م
شيخ الأزهر: مبدأ "رفع الحرج" يكون عند المشقة التى يصعب معها أداء تكاليف الله فضيلة الإمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن "رفعِ الحرجِ وإزالةِ المشقَّةِ" هو الأساسَ الأوَّلَ من أُسُسِ التشريعِ الإسلامى، وهو داخل فى كلِّ التكاليفِ الإسلاميَّة، عبادةً ومعاملةً، مشيرًا إلى أن مظاهر هذا الأساس وتجلياته انعكسَت فى قواعد كليةٍ تؤكِّد على أصالة مبدأِ رفعِ الحرجِ، وتغلغلِه فى كلِّ تشريعٍ من تشريعاتِ القرآن.

 

وأضاف فضيلته خلال الحلقة السابعة من برنامجه الرمضانى «الإمام الطيب» الذى يذاع ‏للعام الخامس، أن من هذه القواعدِ الكليةِ التى تدورُ مع هذا الأساسِ قاعدةُ "المشقَّةُ تَجْلِبُ التيسيرَ"، ومثالها فريضةَ الصلاةِ التى يجبُ على المسلمِ أن يُؤدِّيَها وهو قائمٌ؛ ولكنْ يُرخَّصُ له أن يُؤدِّيَها وهو جالسٌ أو مُتَّـكئٌ، إذا كانَ مريضًا، أو مُتعَبًا تَعَبًا مُرهِقًا يصعب معه أداءُ الصَّلاةِ وهو قائم.

 

وأوضح فضيلته أن القاعدة ذاتها تطبق فى فريضةِ الصوم؛ حيث يُباحُ الفِطرُ فى حالاتِ المشقَّةِ الشديدةِ؛ مثلَ حالةِ المسافرِ والمريضِ والحاملِ والمرضعِ، وقد امتَنَّ الله علينا بذِكر هذا التيسير صراحةً فى قوله تعالى فى صومِ رمضانَ: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أو عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184]، ثم قال: {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185].

 

وأكد فضيلته أن الفقهاءُ أحصوا وجوهَ التخفيفِ وتطبيقاتِه وآثارَه، ورصَدُوا منها فى هذا المجالِ أنواعًا عِدَّةً؛ منها: إسقاط العبادةِ مع وجودِ العُذْرِ، مِثلِ الحجِّ عند فَقدِ "الأمن"، وتقصيرُ الصلاةِ بالنَّقصِ من ركَعاتِها، مِثلِ قَصرِ الصلاةِ بعِلَّةِ السفر،  والانتقالُ من عبادةٍ أصليةٍ إلى عبادةٍ أَيْسَرَ وأسهلَ، مِثلِ: إبدالِ التيممِ من الوضوءِ،  وتقديمُ الصلاةِ مع تقصيرِها، كالجمعِ بعرَفاتٍ،  وتأخيرُ الصلاةِ مع تقصيرِها، كالجمعِ بمزدلفةَ،  والترخيصُ بالجوازِ بعد المنعِ، مِثلَ أكلِ الميتةِ عند شدةِ الجوع، وشربِ الخمرِ لإزالةِ الغُصَّةِ.

 

وأشار فضيلته أن العلماء بينوا أن مبدأَ "رفعِ الحرجِ" لا يعنى انتفاءَ المشقةِ أيًّا كانت درجتُها، انتفاءً كاملًا، وإنَّما يعنى انتفاءَ "المشقَّةِ" غيرِ المعتادة، والتى يصعُبُ معها أداءُ ما كلَّفَه اللهُ به، فهذه هى المشقَّةُ التى يقومُ التشريعُ على إزالتِها، ويُبيحُ للمكلَّف أن ينتقلَ معها إلى بدائلَ أَيْسَرَ وأسهلَ.

 

يذكر أن برنامج «الإمام الطيب» يذاع للعام الخامس عبر قنوات مصرية وعربية، وقد أطلق ‏البرنامج فى رمضان 2016م ويتناول البرنامج فى عامه الحالى خصائص الدين ‏الإسلامى، ووسطية الإسلام ومظاهرها، وقواعد التكليفات الشرعية، ويسر الشريعة، ‏ومصادر التشريع، والرد على الشبهات حول السنة النبوية والتراث.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة