تحتفل الكنائس البريطانية فى 10 أبريل من كل عام بيوم وليام الأوكامى، وهو راهب ومدرسى إنجليزى من أوكام، قرية صغيرة فى سري، يعتبر وليام الأوكامى بالترافق مع توما الأكويني، دانز سكوطس، وابن رشد من عظماء المفكرين فى القرون الوسطى، وكان له أثر فكرى وسياسى على مجارى الأحداث فى القرن الرابع عشر، وحدث خلاف بينه وبين البابا وقد ترك أفينيون سرا عام 1328.
ويعتبر وليام الأوكامى من الفلاسفة المهمين باعتباره لاهوتيًا امتلك اهتمامًا قويًا ومتطورًا فى المقاربة المنطقية ومنهجًا ناقدًا غير معتمد على مناهج بناء الأنظمة، له فكرة فلسفية تسمى شفرة أوكام والتى توضح أن أبسط السبل لحل المشكلة هو الحل الصحيح لها.
استمع إلى دروس الفيلسوف دونس سكوتس، ثم صار له خصمًا فيما بعد، ويعد الأوكامى مؤسسًا لشكل من أشكال الفلسفة الأسمية nominalism، أسس قاعدة شهيرة تسمى "شفرة أوكاك" ولها تطبيقات عديدة، ولها أشكال عديدة مثل: "لا يفترض الكثرة دون ضرورة"، "يفضل التفسير الأبسط على التفسير الأكثر تعقيدًا"، "الشرح الأقل تعقيدًا هو الأفضل"، "الأولوية للأبسط والأقل تشعبا".
وبحسب الباحث عادل زكرى، تجد لهذه القاعدة تطبيقات كثيرة فى مجال الاقتصاد فيما يسمى "قانون البخل أو التوفير" الذى يعنى تقليل التكلفة وتحقيق أفضل النتائج، وفى مجال الرياضيات يُفضل أقل البراهين تعقيدًا، وفى مجال الفيزياء والفلك: أقل التفاسير تعقيدًا لظاهرة ما هو الافضل هذا ما دعى نيوتن وآخرون يرفضون نظرية الأثير لأنها عقدت أمورًا كثيرة.
كذلك كتب ويليام الكثير عن الفلسفة الطبيعية، بما فى ذلك تعليق طويل على مؤلف "السماع الطبيعي" لأرسطو، ووفقًا لمبدأ الالتزام الأنطولوجي، يؤكد ويليام أننا لا نحتاج إلى السماح للكيانات بالوجود فى جميع فئات أرسطو العشر، وبالتالى نحن لا نحتاج إلى فئة الكمية، لأن الكيانات الرياضية ليست «حقيقية»، اعتقد أرسطو بوجوب تطبيق الرياضيات على فئات أخرى كالمادة أو الصفات، وبالتالى توقع النهضة العلمية الحديثة بينما انتهك الحظر الأرسطى للتغير فى الموضع.