تمر اليوم الذكرى الـ 436 على رحيل البابا جريجورى الثالث عشر، إذ رحل فى مثل هذا اليوم فى 10 أبريل 1585م، وهو البابا رقم 226 فى قائمة بابوات الكنيسة الكاثوليكية، يعد أرفع منصب دينى فى الكنيسة الكاثوليكية، ويعد ممثل يسوع المسيح على الأرض، وذلك اتحادًا مع سائر الأساقفة والكهنة، وخليفة القديس بطرس.
ويرتبط اسم البابا جريجوريوس الثالث عشر، بابا الكنيسة الكاثوليكية السابق، بواحدة من أهم المسائل جدلية فى التاريخ الدينى المسيحى، اذ كان صاحب إصلاح التقويم واصدار التقويم الجريجورى، وهو ما وصف بانقلاب اصلاحى فى التاريخ الميلادى وذلك عندما قدم التاريخ الميلادى 11 يوما عن التقويم اليوليانى السابق الذى وضعه يوليوس قيصر، وعندما توفيت القديسة الاسبانية (تيريزا الإبلية) فى 4 أكتوبر سنة 1582 م قاموا بدفنها فى اليوم التالى الذى أصبح يوم 15 أكتوبر 1582م.
وبحسب دراسة للدكتور إحسان هنيدى، نشرت بمجلة "الفيصل: العدد 215"، فإن التقويم الذى فرضه يوليوس قيصر عام 45 ق.م، اعتبر السنة بطول 365.25، ولكن السنة الفلكية الفعلية هى أقصر من ذلك إذ إن طولها بالدقة هو 365 وخمس ساعات وثمان وأربعون ثانية وست أعشار الثانية، ومعنى هذا أن طول السنة الحسابية يزيد بإحدى عشر دقيقة وحوالى عشرة ثانية على السنة الفلكية الفلعيلة، وهذا الفرق قد تراكم حتى أصبح حوالى عشرة أيام عام 1582م.
لهذا أصدر البابا جريجورى الثالث عشر مرسوما بابويا، فى 24 فبراير من 1582م، باقتطاع عشرة أيام من السنة فى الرابع من أكتوبر إلى يوم الجمعة الخامس عشر من أكتوبر من العام نفسه.
خلال جلسة مجمع ترن) ما بين عامى 1562 و1563)، أوكل المجتمعون للسلطات البابوية مهمة حلّ أزمة التقويم عن طريق إدخال تعديلات وتغيير التقويم اليوليانى الذى أصبح غير صالح مع مرور الوقت. وفى الأثناء، انتظر الجميع عقدين من الزمن ليصدر البابا جريجورى الثالث عشر خلال شهر فبراير 1582 مرسوما باباويا أمر من خلاله باعتماد تقويم جديد عرف بالتقويم الجريجورى نسبة إليه، وهو التقويم المعتمد حاليا، امتثل من خلاله لجانب من التحويرات التى وضعها عالما الفلك لويجى ليليو، وكريستوفر كلافيوس.
خلال تلك الفترة، اختارت الكنيسة الكاثوليكية شهر أكتوبر سنة 1582 لبدء اعتماد التقويم الجديد فى سعى منها لتجاوز فترات الأعياد الدينية، وتزامنا مع الانتقال من التقويم اليوليانى نحو التقويم الجريغجوري، شهد العالم حدثا فريدا من نوعه حيث حذفت 10 أيام من التقويم ومع اكتمال يوم 4 أكتوبر سنة 1582 تم الانتقال مباشرة ليوم 15 أكتوبر 1582 وقد جاء ذلك لتدارك التخلف فى عدد الأيام الذى أحدثه التقويم اليوليانى سابقا مقارنة بالسنة المدارية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة