أكرم القصاص - علا الشافعي

تصميم أكبر مختبر طائر فى السماء.. يحمل 18 عالما داخل طائرة ويحلق بارتفاع 35 ألف قدم فوق المحيط.. هدفه فهم التفاعلات المعقدة بين الغلاف الجوى والبحر.. ويعمل لكشف تحديات تلوث الهواء وتغير المناخ والطقس بشكل أفضل

السبت، 10 أبريل 2021 05:30 م
تصميم أكبر مختبر طائر فى السماء.. يحمل 18 عالما داخل طائرة ويحلق بارتفاع 35 ألف قدم فوق المحيط.. هدفه فهم التفاعلات المعقدة بين الغلاف الجوى والبحر.. ويعمل لكشف تحديات تلوث الهواء وتغير المناخ والطقس بشكل أفضل أكبر مختبر طائر
كتب محمد تهامى زكى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يوما تلو الآخر، يبتكر العلماء حلولا متميزة تسهل من عملهم وتوفر من وقتهم المهدر وتزيد من قيمة أبحاثهم، وهذا ما تم ابتكاره مؤخرا، بتصميم أكبر مختبر طائر فى أوروبا، لكنه ليس طائرة عادية أو طائرة ركاب صغيرة، لكن بمجرد الدول إليها ومن الوهلة الأولى، ستفاجئ بأنها طائرة مختلفة ومبتكرة، المعدات العلمية تحل محل صفوف المقاعد، وبدلاً من مخازن الأمتعة توجد الأنابيب والأسلاك. وبدلاً من المسافرين، يجلس علماء الأبحاث.

الخبراء داخل المختبر
الخبراء داخل المختبر

ووفقا لشبكة cnn الأمريكية، فإن هذه الطائرة تبدو كأنها طائرة ركاب صغيرة، لكن بمجرد الدخول إليها يتضح أنها ليست طائرة نموذجية، حيث يتم تشغيل المختبر المتنقل جواً بواسطة مرفق المملكة المتحدة لقياسات الغلاف الجوى المحمولة جواً، ويمكن العثور عليه يجوب السماء حول العالم، وتساعد هذه الطائرة من خلال أبحاثها على فهم تحديات مثل تلوث الهواء وتغير المناخ والطقس القاسى بشكل أفضل.

أكبر مختبر طائر
أكبر مختبر طائر

بدوره، أوضح آلان وولى، رئيس مرفق المملكة المتحدة لقياسات الغلاف الجوى المحمولة جواً، أن قياس التأثيرات الفيزيائية والكيميائية فى الغلاف الجوى يُظهر النماذج المناخية، ويطلعنا على كيفية تغير المناخ بمرور الوقت، مضيفا: "نحاول فهم كيفية عمل البيئة من خلال الغلاف الجوى، حتى نتمتع بالمسؤولية عن القرارات التى نتخذها للحفاظ عليها.

المختبر خلال طيرانه
المختبر خلال طيرانه

وأشار الموقع الأمريكى، إلى أن مرفق المملكة المتحدة لقياسات الغلاف الجوى المحمولة جواً، وهو جزء من المركز الوطنى لعلوم الغلاف الجوى، بدأ فى استخدام مختبر الطائرة النفاثة فى عام 2005، وأكمل منذ ذلك الحين أكثر من 15،000 رحلة، غطت مساحة مليونى ميل، ولم تبدأ الطائرة مشوارها كمختبر طائر، إذ أنها فى الأصل طائرة ركاب تجارية من نموذج "بريتش ايروسبيس 146" أعيد تشكيلها، وهو نموذج استخدمته العديد من شركات الطيران، بما فى ذلك شركة طيران "إيزى جيت" البريطانية، ولا تزال تستخدمه حتى اليوم الناقلات الإقليمية، وقامت شركة "بى إيه إى سيستمز"، المختصة فى الصناعات الجوية والدفاعية، بتعديلها لتلبية احتياجات مرفق المملكة المتحدة لقياسات الغلاف الجوى المحمولة جواً.

3

 

وأثناء الرحلات البحثية، يمكن للطائرة أن تحمل ما يصل إلى 18 عالماً. ويمكن أن تصل إلى ارتفاعات تبلغ 35،000 قدم، وتنخفض لتحلق على ارتفاع يصل إلى 50 قدماً فوق المحيط، لفهم التفاعلات المعقدة بين الغلاف الجوى والبحر بشكل أفضل، وبسبب المهارة المطلوبة لقيادتها، غالباً ما يقود الطائرة طيارون متقاعدون من الخدمة فى سلاح الجو الملكى.

6
 

ولتقليل المخاطر عند الطيران على ارتفاع منخفض، تتمتع الطائرة بهيكل جناح مرتفع يضيف ثباتاً ويرفع محركاتها بعيدًا عن الأرض، حيث تحتوى الطائرة على خزانات وقود طويلة المدى وقدرات إقلاع وهبوط قصيرة، مما يسهل الوصول إلى المطارات الأصغر والمواقع البعيدة، كما تم تجهيزها بحوالى أربعة أطنان من المعدات لتمكين البحث المتطور.

5
 

ويوضح وولى: "تم تفريغ النوافذ ولديها فتحات مخصصة لامتصاص الهواء لغرض تحليل المكونات الغازية، مثل تركيز غاز ثانى أكسيد الكربون، ويتم التقاط جزيئات السحب والدخان والضباب والغبار البركانى والملوثات، عن طريق مجسات أخذ العينات التى تتدلى من الأجنحة، ثم يتم إحضارها إلى الطائرة لتحليلها، بينما يتم تحليل الجسيمات التى يصعب قياسها، مثل الغبار الصحراوى أو رذاذ ملح البحر، بواسطة أدوات خارج الطائرة أثناء طيرانها.

ويقول وولى، إن الطائرة تشبه إلى حد ما سكين الجيش السويسرى، لأنه يمكن إعادة تشكيلها لتلبية الاحتياجات البحثية المختلفة، مضيفا: "فى عام 2010، أدى ثوران بركانى ضخم فى إيافيالايوكل، أيسلندا، إلى إغلاق المجال الجوى فى جميع أنحاء أوروبا، مما كلف صناعة الطيران أكثر من مليار دولار، وتم إطلاق المختبر الطائر لمسح الغلاف الجوى بحثاً عن علامات الرماد".

وبعد عامين، ساعدت الطائرة شركة الطاقة "توتال" فى استجابتها لتسرب الغاز فى منصة إلجين على بعد 150 ميلًا قبالة سواحل اسكتلندا، من خلال قياس مستويات غاز الميثان فى الهواء، وربما يساهم عملها أيضاً فى إنقاذ الأرواح، وفى عام 2016، نفذ مرفق المملكة المتحدة لقياسات الغلاف الجوى المحمولة جواً مهمة لدراسة الرياح الموسمية فى الهند، من أجل استيعاب أفضل لكيفية تطور الغيوم بمرور الوقت، والتنبؤ بأنماط هطول الأمطار، وهو عمل من الممكن أن يساعد فى ضمان الأمن الغذائى.

ويعمل الفريق حالياً على مشروع لمراقبة ممرات الشحن فى شمال المحيط الأطلسى، لقياس تأثير اللوائح الجديدة التى تحد من انبعاثات الكبريت للسفن فى المياه الدولية، وستساعد البيانات فى تحليل تأثير الشحن على الصحة والمناخ.

وأوضح وولى، أنه وبسبب جائحة فيروس كورونا، أُجلت العديد من المشاريع، لكن الفريق يأمل فى مواصلة عمله فى وقت لاحق من هذا العام، مشيرا إلى أن الهدف الحقيقى هو فهم المناخ بشكل أفضل، مضيفا أن "ستساعدنا هذه المعلومات على اتخاذ قرارات أفضل لتقليل التأثير الذى قد تحدثه تأثيرات الغلاف الجوى على المجتمع.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة