اقرأ مع أحمد أمين.. "ظهر الإسلام" نهضة الأمة وإشراقها على العالم

الثلاثاء، 09 مارس 2021 12:00 ص
اقرأ مع أحمد أمين.. "ظهر الإسلام" نهضة الأمة وإشراقها على العالم غلاف كتاب ظهر الإسلام
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل إلقاء الضوء على كتب المثقف الكبير أحمد أمين (1886- 1954) وهو أحد أبرز المثقفين المصريين فى القرن العشرين، ونتوقف اليوم مع كتاب "ظهر الإسلام" وفيه تناول مرحلة إشراق الأمة الإسلامية على العالم كله عندما ازدهرت فيها الحركة العلمية.
 

يقول أحمد أمين فى مقدمة الكتاب:

هذه هى المرحلة الثالثة بعد "فجر الإسلام وضحاه"، ومعذرةً إلى القارئ الكريم من طول الفترة بين ظهور هذا الجزء، وآخر جزء من "ضحى الإسلام"، فإن ما كُلِّفته من عمادة كلية الآداب لم يترك لى زمنًا صالحًا للسير فى هذه السلسلة، فلما تخلَّيْت عنها احتجت إلى زمن آخر أروِّضُ فيه عقلى ونفسى على العودة إلى معاناة البحث، والصبر على الدرس.

واليوم فرغت من إعداد هذا الجزء، وقد قصدت به أن يكون مقدمة لدراسة واسعة للحركة العقلية فى النصف الأخير من القرن الثالث وفى القرن الرابع، وهى أوسع حركة وأخصبها وأعمقها فى تاريخ المسلمين إلى اليوم، وقد حزرت أن يستغرق وصفها خمسة أجزاء، أحدها للأندلس.
 
عنيت فى هذا الجزء بناحيتين:
الأولى، وصف للحياة الاجتماعية فى هذا العصر، فليس يمكن فهم الحياة العقلية إلا بفهم بيئتها التى نشأت فيها، والعوامل التى ساعدت عليها، وطبيعة الناس الذين أنتجوها ونحو ذلك.
 
الثانية، ووصف لمراكز الحياة العقلية، ونوع الحركات العلمية والأدبية التى ظهرت فى كل إقليم وخصائصها، وأشهر رجالها، وهو وصف موجز ونظرة شاملة خاطفة، أردت منها أن تكون نقطة ارتكاز يتبعها تفصيلها والتوسع فيها فيما يأتى بعدُ من أجزاء إن شاء الله.
 
ظهر الإسلام
 
وفى سبيل الله ما لقيت من عناء، وخاصةً فى القسم الأخير، فقد تجاهل مؤلفو تاريخ العلوم ومؤلفو كتب التراجم — غالبًا — الناحية الإقليمية والزمنية، فأرَّخوا الحركة العلمية على أنها وحدة، وترجموا للمؤلفين من غير مراعاة لأزمتهم ولا أمكنتهم، وكل ما راعوا هو ترتيب أسمائهم على حروف الهجاء، فأحمد فى القرن الثانى فى العراق بجانب "أحمد" فى القرن السادس أو السابع فى مصر، وهكذا؛ فمن أراد أن يفرز علماء كل عصر وحدهم، وفى كل قطر على حدة تحمل من العناء ما لا يقدر. ولم يحملنى على سلوك هذا المسلك فى التأليف مجرد الرغبة فى إيضاح الحركة العلمية والأدبية وزمانها ومكانها؛ بل إن تحديد زمانها ومكانها يُعِين على تفهُّم أسباب وجودها وطبيعة تكوينها، فالموشحات والأزجال لم توجد فى الأندلس دون غيرها اعتباطًا، ولا المقامات نشأت فى إقليم خراسان مصادفة، ولا الحركة الفلسفية أزهرت فى العراق أول الأمر اتفاقًا. وإنما ذلك كله يرجع إلى أسباب طبيعية حتمية، وما كان يمكن أن يكون غير ذلك، فتعيين زمن الحركة ومكانِها مُعِين على فهمها فهمًا علميًّا صحيحًا، وهذا ما قصدت إليه.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة