أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد ثروت

ظاهرة التفاهة في عصر السوشيال ميديا

الإثنين، 08 مارس 2021 09:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هذا اول تحليل عميق لمظاهر التفاهة والسطحية في حياتنا اليومية، وهيمنة الثرثرة والنميمة بلا فائدة ترجى من وراءها على متصفحي ورواد ونجوم وسائل التواصل الاجتماعي، حتى أصبحت أهم علامات العصر ما بعد الحداثي. 

يطرح البروفيسور سامي عبد العال أستاذ الفلسفة في دراسة انطولوجيا التفاهة: سؤال اليومي في عصر ما بعد الحداثة. عن كلية الآداب جامعة المنوفية؛ تحليل فلسفي لمشكلة التفاهة بحكم ارتباطها بظواهر انسانية يومية، تكشف تصورا يخص العلم والحياة مثل الحقيقة المسطحة والتكرار والخفة العقلية والخطاب الاحتيالي. وتختلف التفاهة عن موضوعات فلسفية مثل العبث والغثيان والاغتراب والشر،

 انتشرت التفاهات في العالم الافتراضي، بدءا من الشائعات والثرثرة وترويج الأكاذيب وفوضى الكتابات والتعليقات والصور الساخرة.  وترتبط التفاهة بكل من الإغراء بالحياة المرفهة وبروز مجتمعات الاستهلاك والحث على ثقافة الاقتناء المستمر والبذخ والإسراف في شراء سلع الرفاهية غير الضرورية.

 ومن ذلك على سبيل الأمثلة: اهتمام السوشيال ميديا بسيارة الفنان الفلاني وسعرها وفخامتها وألوانها والمظهر الخارجي والملابس الغريبة المثيرة للجدل، ولون زراير القميص وهل هي من الذهب أم النحاس؟   بغض النظر عن دوره في تسطيح وعي الجماهير وحثهم على ثقافة الاستهلاك والثراء السريع بدون تعب أو مجهود أو علم وصبر وكفاح. كما ارتبطت التفاهة بثقافة تسليع الجسد، والإبهار في تقديم حركات انفعالية مصحوبة بموسيقى صاخبة، بحثا عن الشهرة وظهور مصطلحات الافتكاس بديلا عن الإبداع.  

وبينما يظل عالم في مختبره يعمل في صمت مع فريق بحثي ويقدمون إنجازات للبشرية، ولا يسمع به أحد حتى وفاته. بينما تسلط السوشيال ميديا الأضواء على كوميكس وتركيبات صور ساخرة وتعليقات هازئة، لا تقدم أي فائدة تذكر  ولا تسلط ضوءا على مشكلة، بل سخرية من أجل السخرية وتسطيحا على تسطيح. 

 ترتبط التفاهة- كذلك، بالإغراق وشيوع صور وأسطح الأفكار التي تخلق وفرة الحاجات والرغبات في عالمنا المعيش وزيادة مساحة الاصطناع. وتصنع شبكة التفاهة مجموعة من الموالين والانصار يشرعنون التفاهة لنشيع في المجتمع. والتافه يتقلب كالحرباء حسب الظروف. 

 يشير الدكتور سامي عبد العال في دراسته إلى أن الإنسان التافه تابع لغيره ويختار الفرص السهلة للوجود ولا يقوى على الحرية والتفاهة سقوط مدو لحيوية الانسان. ويرى الكاتب ان الفلسفة عقار مضاد للتفاهة وقدرة انسانية فذة على كشف التفاهات،  ذلك أن التفاهة تزييف وتغييب للوعي، والفلسفة تنوير وتبصير للعقول. فلا تعقلون؟










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة