وقال السفير محمد حجازى، تعقيبًا على توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الخرطوم، إن زيارة الرئيس للسودان تمثل مقدمة لإطلاق علاقات وطيدة واستراتيجية كبرى تترجم أواصر العلاقات التاريخية الممتدة بين الشعبين.


ونوه بأن العلاقات المصرية السودانية مؤهلة خلال المرحلة القادمة لطفرة يقودها التفاهم والتعاون بين القيادتين بالبلدين في إطار حرص مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي على مساعدة السودان في العبور من المرحلة الانتقالية وتحقيق أهداف ثورتها المجيدة.


وذكر مساعد وزير الخارجية الأسبق بأن زيارة الرئيس إلى الخرطوم قد سبقها زيارة هامة لمريم الصادق المهدي وزيرة الخارجية السودانية لمصر والتي استقبلها خلالها الرئيس السيسي، كما أجرت مباحثات مهمة مع وزير الخارجية سامح شكري الذي أشار إلى توجه الدولتين لعلاقات استراتيجية من خلال تنفيذ العديد من المشروعات المشتركة.


ولفت إلى إحياء الاتفاقيات الموقعة بين البلدين وعلى رأسها اتفاقية "الحريات الأربع"، بجانب مشروعات البنية التحتية الجاري تنفيذها من ربط كهربائي، حيث يصل خط الربط الكهربائي إلى السودان منقولاً من مصر بطاقة 300 ميجاوات، وكذلك مشروعات الربط البري بين البلدين و فتح المعابر الحدودية ودعم نشاطها في "قسطل" و "أرقين" لإنشاء الطريق الساحلي بطول 270 كم وتطوير ميناء "بورتسودان" و الموانئ النهرية في "وادي حلفا" لدعم التبادل التجاري بين البلدين بالإضافة إلى الطريق الدولي العابر للحدود (طريق القاهرة-كيب تاون) عبر السودان بالإضافة لطريق بري يربط بين مصر والسودان وتشاد.


وأضاف أن زيارة الرئيس السيسي إلى الخرطوم ستكون مدخلًا لتطبيق كل الاتفاقيات السابقة والنهوض بالعلاقات لآفاق استراتيجية تترجم هذا الواقع الذي يربط بين الأمن القومي المصري والسوداني والدفاع عن المصالح المشتركة خاصة في ضوء ما تشهده المنطقة من توترات سواء على الحدود مع إثيوبيا أو تضامنها مع إريتريا مما يهدد شرق السودان، بالإضافة الى توتر الأوضاع في الصومال و تشاد وبالعديد من المناطق المحيطة بالقرن الأفريقي و المطلة على البحر الأحمر ما يهدد أمن الملاحة في هذا الممر الاستراتيجي ويستلزم تضافر للجهود وتنسيق مصري سوداني مشترك.


ورأى أن تلك الزيارة تأتي كذلك في إطار التضامن المصري في ضوء الأبعاد الأمنية والاستراتيجية والعسكرية، حيث سبقت تلك الزيارة أيضا عقد اللجنة المصرية السودانية العسكرية المشتركة والتي اتفق خلالها على تقديم كل ما تحتاجه السودان من دعم ليس فقط من النواحي العسكرية بل أيضا في مجالات الصناعات الاستراتيجية خاصة توطين صناعة الدواء لاسيما كون الدرس المستفاد من أزمة جائحة كورونا أن الأمن الدوائي من الأمن الاستراتيجي والقومي للدول.