"مشروب الجبنة" هو مشروب شهير عند قبائل العبابدة بمحافظة أسوان ويتم إعداده من حبات البن بعد تحميصها وطحنها، "اليوم السابع" التقى بعدد من أبناء قبائل العبابدة خلال تجهيزهم لمشروبهم الشعبى والتراثى، بهدف التعرف عن قرب على جلسات مشروب الجبنة.
فى البداية كشف الشاب محمد حسين حامد حاصل على شهادة الثانوية الأزهرية، ومن أبناء قبائل العبابدة بمحافظة أسوان شمال شرق محافظة أسوان، عن الكثير من العادات والتقاليد المتوارثة من الآباء والأجداد عن "مشروب الجبنة"، وذلك بداية من شراء الخامات والتمسك بالأدوات التراثية، وهى الفخارة والهون والفناجين الخاصة بمشروب الجبنة والتى تختلف عن الفناجين العادية مرورا بعملية التجهيز التى تجرى على الفحم، كما يتم شراء بن الجبنة والجنزبيل من العطار أو من البقال.
ويقول الشاب محمد حسين لـ"اليوم السابع"، أنه يهوى إعداد الجبنة بنفسه مهما كلفه ذلك من وقت وجهد ومتاعب، حيث أنه يسعد بهذه التجربة اليومية كما يسعد بجلسات مشروب الجبنة التى تضم الأهل والاحباب ويحرص على تقديم مشروب الجبنة لضيوفه، مضيفاً أنه عمل فترة فى السياحة بالبحر الأحمر وأن السياح هناك انبهروا بمشروب الجبنة، وأصروا على أخذ الأدوات والسفر بها لبلادهم بعد معرفة طريقة الإعداد، وأرسلوا لهم رسائل شكر وفيديوهات عندما وصلوا لبلادهم وهم يقومون بتجهيز واعداد مشروب الجبنة، وهؤلاء السياح من دول عديدة مثل المانيا وبولندا وايطاليا التى تشتهر بالقهوة وأنه سعيد بنشر ثقافة وتراث وطنه لبقية دول العالم.
وأردف إبن قبائل العبابدة، قائلا أنه فى شهر رمضان الكريم يبدأ كل بيت فى الاستعداد بإعداد مشروب الجبنة قبل المغرب بحوالى ربع ساعة، حيث يتم تجهيز الفحم وتحميص البن وطحنه ليكون جاهز عقب تناول البلح والعصير ليكون مشروب الجبنة فى المرتبة الثانية وقبل تناول طعام الإفطار، ليس هذا فحسب بل يبدأ كل بيت فى استقبال زواره على مدار ليالى الشهر الكريم من الأقارب والأصدقاء والجيران ويقومون بالالتفاف حول مشروب الجبنة، كما تقام حفلات الشواء ويتم تناول الجبنة مع السلات وهو نوع من اللحوم المشوية على الفحم.
ويشير محمد حسين، إلى أن مشروب الجبنة يتناوله أبناء القبيلة فى السراء والضراء فى الأفراح والأحزان وتقديمه للضيوف وعقب العمل، كما أنه مشروب صحى ومنبه وغير مكلف حيث يمكن بعشر جنيهات شراء المكونات، فمثل يمكن شراء مقدار من البن بحوالى خمس جنيهات وخمس جنيهات للزنجبيل الذى يضاف بكميات قليلة، ولا تقتصر الجبنة على أبناء العبابدة بل كل القبائل تتناولها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة