أصبح الأمر في العشرية الثانية من الألفية الثالثة مخيفاً جداً، بعد ما نشهده حالياً من إنحدار ملحوظ في مستوي الثقافة، مصحوباً بإنحدار في الأخلاق، و موازياً لإنهيار في مستوي الذوق العام.
و كأن هناك وحشاً أسطورياً ذو أذرع متعددة إنهال علي المجتمع المصري ليقوم بجريمته المكتملة الأركان. بداية من التحول الي كل ما هو رقمي، فقلَّما تجد من يتصفح كتاباً ورقياً او جريدة أو يشاهد التليفزيون أو يستمع الي الراديو، حتي المشاعر الانسانية تم اختصارها برسالة نصية او نقرة إعجاب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وصولا الي انحدار مستوي بعض الأغاني و الأفلام لدرجة ان يتغني البعض بألفاظ نابية و جنسية و ترديدها دون خجل.
تلك الجريمة البشعة المرتكبة في حق تاريخ تلك الدولة العظيمة، و في حق هويتنا المصرية، نعم فما يحدث الآن هو تدمير للفن المصري و هو أحد أهم عناصر الهوية المصرية. بل إن كل من يقوم بتشجيع مثل هؤلاء المفسدين فهو متنازل عن هويته المصرية ان جاز التعبير.
هل توافق أن تكون تلك هي الأغاني المصرية أمام العالم؟ هل توافق أن تكون أفلام البلطجة هي المعبرة عن السينما المصرية؟ ألا يعتبر ذلك تشويهاً لتاريخ مصر الفني؟
إذا كانت الاجابة "لا"، فكيف وصل الوضع الي ما هو عليه الآن؟ و من هو المسؤل؟
المسؤل سيدي المواطن هو أنا و أنت و هؤلاء .. نعم .. كان يجب علينا منذ الوخزة الأولي التي شعرنا بها في قلوبنا عند مشاهدتنا او استماعنا لأول شئ لا يتوافق و ثقافة مجتمعنا المصري ان نعترض و ان نواجه و ان نقول "لا" .. ان نطالب القنوات الشرعية في الدولة بإيقاف هؤلاء المفسدين .. ان نمنع أبنائنا من تشجيعهم و الاستماع اليهم و ترديد اغنياتهم.
سيدي المواطن .. هل شاهدك إبنك و لو مرة و انت تتصفح كتاب؟ هل شجعته علي القراءة و هي أول و اهم وسائل المعرفة؟ هل مرنت أذنيه منذ نعومة أظافره علي الموسيقي الهادئة و الكلمات الراقية؟ هل تتابع ما يسمعه و ما يشاهده من خلال عالمه السري "هاتفه المحمول" و تمارس عليه رقابة أبوية؟
اذا كنت ممن يتغنون بإفساد الذوق العام، فعليك ان تراجع نفسك أولا .. سيدي المواطن "ربي عيالك" فحين تستقيم الأسرة يستقيم المجتمع.
* إيريني عبد الملاك عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة