كأحد أفراد جيلي جيل التسعينات ومنذ بداية إدراكي للشأن العام ومفهوم الدولة ومقوماتها والدور المجتمعي الواجب تأديته تجاه بلدي
وكشاهد عيان علي ما قبل ٣٠ يونيو وما بعدها كان يتردد علي مسامعي دائماً وكنت أري في صفحات الحرائد مصطلح (النخبة) ومدي تأثيرها في المجتمع إذ انها تستطيع ان تأثر سلباً وإيجاباً في مختلف الشرائح وتستطيع ان تتحكم في المزاج العام للمجتمع بل وتستطيع ايضاً ان توجه الشعب لرأي ما او لقضية ما او حتي لثقافة ما ، وبالبحث عن هذا المصطلح ومع اختلاف المدارس والمفكرين الذين اجتهدوا في وضع تفسير لهذا المصطلح خلُصت الي مفهوم جامع وهو ان النخبة عدد من الأفراد الذين يمتلكون القوة والمعرفة والقدرة علي التأثير في المجتمع اكثر من غيرهم وهنا أتساءل وان كان هذا التفسير صحيحاً كيف يمكن لدولة بحجم مصر وشعب عظيم كهذا ان تكون نخبته غير صادقة ؟!
وهنا سؤال آخر وهو من يصنع تلك النخبة ؟!
ربما في سؤالي الأول قد تكون الإجابة واضحة بعد كم الأحداث التي شهدناها خلال العقد الماضي وتحديدا ما قبل ٢٠١١ ومدي موقف من كان يطلق عليهم في مثل هذا التوقيت بالنخبة أين كانوا؟ وأين تأثيرهم في الحفاظ علي مقومات هذه الدولة والحفاظ علي تشكيل وعي هذا الشعب وقيمه هل كانوا لا يسعون إلا لمصالحهم فقط؟ أم انهم نخبة زائفة صُنعت بشكل او بآخر لتحقيق أهداف أهري لا تمت بصلة عن دورهم في خدمة هذا المجتمع الا من رحم ربي ولعل هذا كان واضحا جدا في تصرفات المجتمع وثقافته والعد عن قيمه واخلاقه النبيلة وابتعاده عن المعرفة والثقافة والعديد والعديد من الأمثلة ربما بدأت تتلاشى مع مرور الوقت وظهور نخبة صادقة جديدة وهنا تأتي إجابة السؤال الثاني من يصنع النخبة ؟؟ الحقيقة في وجهة نظري ان هناك جهات عديدة تصنع النخبة الإعلام يصنع نخبة ، والسجادة الحمراء والمهرجانات تصنع نخبة والشارع ايضاً يصنع نخبة ولكن النخبة التي نتطلع اليها دائمًا هي التي تسهم في التنمية والتغيير الإيجابي وتطوير المجتمع الي الأفضل ويجب ان ندرك تماما ان هناك خط فاصل رسمه الشعب بالمسطرة ما بين ٢٠١١ وما بعدها وهنا لابد ان نشير ان هنآك دائمآ ضوء في اخر النفق واننا استطعنا في وقت قصير ان يكون لدينا نخبة صادقة او حتي شرعنا في تكوينها لتتسع وتكبر بين أوساط الشعب المصري هذه النخبة الشابة نخبة ٣٠ يونيو الشابة من حيث العمر والفكر نخبة لا ترتبط ببيروقراطية الدولة ولا تدافع عن المصالح الضيقة لأفرادها بل وأصبحت لا تحد هدفا سوي مصلحة الوطن والمواطن وهذا التحول سببه الرئيسي ان الشباب اصبح يلعب دوره الطبيعي في بناء مجتمعه والحفاظ علي هويته
ونهايةً يجب ان نعترف جميعاً ان سنوات حكم الرئيس السيسي وسياسته الواضحة أسقطت ورقة التوت عن قطاعات واسعة من النخب وان القادم يحمل بشائر الخير بروح الشباب وخبرة المخلصين لهذا الوطن .
* طاهر أبوزيد أحمد عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة