أحمد الطاهرى يطالب بإعادة بناء الكادر الصحفى

السبت، 20 مارس 2021 08:27 م
أحمد الطاهرى يطالب بإعادة بناء الكادر الصحفى الكاتب الصحفى احمد الطاهرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طالب الكاتب الصحفى احمد الطاهرى رئيس تحرير مجلة روزاليوسف بضرورة تدخل الدولة لإعادة بناء الكادر الصحفي بعد نجاحها فى إعادة بناء الكادر السياسي وتطوير الكادر الوظيفي الذى سيتم نقله إلى العاصمة الإدارية الجديدة، مشيرا إلى أهمية بحث هذا الأمر وعما إذا كان من الممكن أن يمتد نشاط الأكاديمية الوطنية لإنجاح هذا الأمر بالغ الأهمية في هذا التوقيت اذا كنا نبحث عن مستقبل حقيقي لصحافة مواكبة للجمهورية الثانية .
 
b4863bb6-3402-4798-9735-84d8ae14ff0f
 
وأضاف الطاهرى فى مقال "بحثى" بافتتاحية العدد الجديد من مجلة روزاليوسف، مطول تناول تجربة الصحافة مع الجمهورية الأولى ويبحث عن مستقبلها مع الجمهورية الثانية، موضحا أن التجربة اثبتت وجود علاقة طردية بين قوة الجمهورية  وحيوية الصحافة والارتباط وثيق  بينهما وأنه إذا كان مفهومنا للجمهورية الثانية أنها جمهورية التخطيط الوطنى بعيد المدى بحيث تصبح غير قابلة للسقوط؛ فإن المبدأ نفسَه يجب أن ينسحب على الصحافة بأن تمتلك أيضًا رؤية وطنية بعيدة المدَى تتسق مع المخطط الاستراتيجى للدولة المصرية، وأن هذا التفكير يستدعى الاستثمار فى الرسالة الصحفية نفسها اولا .
 
ولفت الى أن نقطة البداية هى إعادة بناء الكادر الصحفى من وجهة نظره بفلسفة هذا العصر وروحه وأدواته، مشيرا الى أن الصحفى الآن تُميزه عن المدوّن ليس بسرعة الخبر، الخبر أصبح مُلقًى على قارعة الطريق، على مواقع السوشيال ميديا، ولكن بقدرته البحثية والتحليلية التى تجعل منتجه الصحفى إضافة فكرية يسبق مجتمعه بخطوة ويصحب الناس إلى أماكن من المعرفة من الصعب أن يصلوا إليها بمفردهم.
 
وناشد بمد أطر عمل الأكاديمية الوطنية للتدريب إلى الكادر الصحفى، وأن تتولى الدولة إعادة بناء هذا الكادر،مثلما نجحت فى إعادة بناء الكادر السياسى وتطوير الكادر الوظيفى الذى يستعد للانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة، مطالبا بحتمية الحفاظ على الصحافة الورقية لأبعاد سياسية واستراتيجية تتعلق بحفظ تاريخ مصر وتوثيقه وقال ان الجمهورية الثانية  لن توثق بـ (هاشتاج).
 
وشدد على أنه مَهْمَا تعددت وسائل الاتصال يظل للصحافة الورقية بشكل عام فى العالم كله أهميتها؛ وذلك مرجعه أن وسائل الاتصال الإلكترونية تبنى ثقافة مجتمعية (فوّارة) تصعد سريعًا وتنتهى أيضًا سريعًا وكأنها لم تحدث، فى حين تبقى الصحافة الورقية وثيقة مكتوبة تحفظ يوميات وتاريخ وحركة الإنسانية، وأنه فى دولة بحجم مصر فإن هذا الدور يتعاظم لأسباب عديدة، أولها أن معركة مصر الحقيقية هى معركة (الوعى) وأدوات الاتصال (الفوّارة) لن تبنى وعيًا.
 
وتابع:" فى مرحلة صناعة تاريخ وكتابة تاريخ جديد لمصر،مَن الذى سيحفظ هذا التاريخ ويبتعد به عن التشويه أو التزييف؟،هل سيحفظ التاريخ الجديد لمصر برابط إلكترونى (لينك) يُحذف أو يُعدل أمْ يوثقه ويحفظه (هاشتاج) ينتهى مفعوله مع نهاية يومه، بعد خمسين عامًا من الآن سيكون ما توثقه الصحافة الورقية اليوم مرجعًا لمن يريد معرفة ما الذى يجرى على أرض مصر؟ حكاية الإنسان المصرى الذى أعاد بناءَ وطنه تحت القصف واصطف خلف قيادته لتأسيس الجمهورية الثانية،وهذا المنطلق للرسالة الصحفية لا يتسق مع الفهم المتعثر الذى ينظر إلى الصحافة على كونها (سلعة) تُباع وتُشترَى وتحقق رقمًا فى النهاية، ولكنها رسالة أولاً،تدعم بصناعة كبرى ثانيًا، وهذه الصناعة إن تعثرت يجب أن يستثمر فيها ويكون الاستثمار معرفيّا وصحفيّا، وتجارب الصحافة الغربية فى هذا المضمار كثيرة،من الاستثمار فى بيوت التفكير ومراكز الأبحاث ودوائر استطلاعات وقياس الرأى العام وتحويل المادة الصحفية إلى مواد سينمائية، سواء وثائقية أو درامية، وصولاً إلى امتلاك ميزة تكنولوجية وبيعها وتصديرها وتأسيس مَعاهد ومدارس صحفية،أمّا توصيل الرسالة الصحفية فله أيضًا أدواته، وهنا تستخدم وسائل الاتصال الحديثة ويدعم (اللينك) و(الهاشتاج) المحفور على الورق".
 
وأوضح أن النصوص الدستورية الراهنة تدعم بناء صحافة قوية للدولة المصرية وقال دعنا نتفق أن الدستور المصرى حفظ للصحافة مهمتها وحدّدها فى نصوصه، وجعل من نفسه سندًا لتنوعها بأن تصبح مُعبرة عن مكونات الرأى العام المصرى، إضافة إلى وجود هيئات صحفية وإعلامية مستقلة دستوريّا، وهذه النصوص تم تطبيقها ويمكن البناء عليها مستقبلاً، مضيفا :" قد يكون هناك تفاوتٌ بين طموح النصوص ومعوقات الواقع فى التنفيذ كما هو الحال فى العديد من المجالات، ولكنه أمْرٌ طبيعى لأن الدولة كلها كانت فى مرحلة إعداد للانتقال من عصر إلى عصر ومن زمن إلى آخر ومن جمهورية أولى إلى جمهورية ثانية".
 
واختتم مقاله قائلا:"الفكر، هو الفلسفة التى تنطلق منها الجمهورية الثانية،والفكر أيضًا يجب أن يكون هو الفلسفة التى تنطلق منها صحافة الجمهورية الثانية،وإذا لم تواكب الصحافة الجمهورية الجديدة عليك أن تعلم أن الأزمة،أزمة فكر".
 
1e984b11-0443-4c80-9b74-44e793279dad
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة