مع انتشار فيروس كورونا المستجد والإجراءات الاحترازية التى تسببت فى وقف جميع الأنشطة الثقافية لجأ عدد كبير من المثقفين إلى إقامة الندوات الافتراضية "أون لاين"، وأصبحنا نسمع كثيرًا عن إقامة أمسيات شعرية وجلسات نقاشية وندوات ثقافية "أون لاين" على صفحات المثقفين والشعراء والروائيين المصريين والعرب.
كذلك لجأت العديد من المراكز والهيئات الثقافية إلى إقامة ندواتها وأمسيتها الثقافية "أون لاين" لتعويض غياب الندوات الواقعية والتى تأثرت بسبب الجائحة، لكن يبقى السؤال الذى يدور فى ذهن البعض هل حققت مثل تلك الندوات المطلوب؟ وهل يمكن أن تغنينا تلك الندوات عن نظيرتها الواقعية؟
قال الكاتب والروائى منير عتيبة، مدير مختبر سرديات مكتبة الإسكندرية، "أنا مؤمن جدًا بالمجال الرقمى، وأرى أنه له فوائد ومميزات عديدة، وأنا كنت من أوائل من اتجهوا إلى هذا النوع من الوسائط، حيث أصدرت مع عدد من الأصدقاء مجلة "أمواج سكندرية" وكانت جريدة إلكترونية، فى مطلع الألفية الجديدة.
وتابع "عتيبة" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، "الندوات الافتراضية أو (الأون لاين) كما تسمى لها مميزات عديدة، وأكبر ميزة لها الآن أنها أصبحت حقيقة، فقبل أزمة العزل والإجراءات المتبعة للوقاية من فيروس كورونا المستجد، كان البعض يتخوف منها بحجة عدم نجاحها، لكنها تنفيذ فى أوقات العزلة أكد عكس ذلك.
وأكمل الروائى منير عتيبة، "الندوات (الأون لاين) أثبتت نجاحا فى إمكانية تنفيذها، كذلك الحضور الجماهيرى فيها أكبر أحيانا من نظيرتها الواقعية، فضلا عن أنا بثها على الإنترنت يجعلها مسجلة وموجودة ومتاحة طوال الوقت، من الممكن من فاتته أن يعود إليها بكل سهولة عن طريق المنصات والصفحات التى تبث الندوات.
واستطرد "عتيبة"، كذلك فإن الندوات الافتراضية لها ميزة أخرى، فالندوة المقبلة التى سيقوم المختبر بتنظيمها مثلا يشارك فيها كتاب من مصر وتونس والسودان، وهو أمر تنفيذه فى الواقع صعب ومكلف جدا، لكنه أصبح متاح وسهل التنفيذ فى حالات الندوات الافتراضية.
وعاد مدير مختبر سرديات مكتبة الإسكندرية ولفت "لكن بكل الأمانة الندوات الافتراضية لن تغنينا عن الواقعية وإلا تحولنا إلى آلات وستفقدنا روح التواصل الإنسانى، فالندوات الواقعية لها ميزاتها الإنسانية الكبيرة خاصة فى التفاعل المباشر بين القارئ والمؤلف، وغيرها من المناقشات التى تدور داخل تلك الندوات.
وأتم الروائى منير عتيبة "هناك بعض الهيئات ومنها مكتبة الإسكندرية تتخوف من إقامة ندوات واقعية ولا يلتزم البعض بالإجراءات الاحترازية لكن مع عودة الحياة إلى طبيعتها وعودة كامل الأنشطة كما كانت اعتقدت أن الندوات الواقعية ستعود كما كانت، لكن علينا أن نستفيد من مكتسبات الندوات الافتراضية والروح التى خلقتها خاصة فيما يخص التواصل بين الكتاب من مختلف الأقطار العربية".
