سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 12 مارس 1972.. السادات والقذافى والأسد يؤدون قسم «اتحاد الجمهوريات العربية».. والرئيس الليبى يصل إلى «قصر القبة» بميكروباص

الجمعة، 12 مارس 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 12 مارس 1972.. السادات والقذافى والأسد يؤدون قسم «اتحاد الجمهوريات العربية».. والرئيس الليبى يصل إلى «قصر القبة» بميكروباص أنور السادات ومعمر القذافى وحافظ الأسد
سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى حفل بسيط لم يستغرق سوى عشر دقائق، أدى الرؤساء الثلاثة أنور السادات، ومعمر القذافى، وحافظ الأسد قسم اليمين الدستورية لدولة «اتحاد الجمهوريات العربية» التى تضم مصر، وليبيا، وسوريا.
 
شهدت «القاهرة» هذا الحدث يوم 12 مارس، مثل هذا اليوم، 1972، واعتبرته جريدة «الأهرام» فى عددها يوم 13 مارس 1972 «لحظات تاريخية فى حياة دولة اتحاد الجمهوريات العربية»، وذكرت أن الرؤساء الثلاثة فى اجتماعاتهم الصباحية والمسائية بحثوا 5 مشروعات بقوانين أعدها المجلس الوزارى العربى الاتحادى، تمهيدا لإقرارها، وأن أداء القسم جاء بعد أن استكمل مجلس الأمة الاتحادى تشكيله بانتخاب رئيسه ووكيله.
 
كانت انتخابات مجلس الأمة الاتحادى أجريت، وأسفرت عن انتخاب الدكتور خيرى الصغير «ليبى» رئيسًا للمجلس، ومصطفى كامل مراد «مصر»، وعبدالله شكرى «سوريا» وكيلين، أما عدد الأعضاء فكان 60 نائبًا.. تذكر «الأهرام» أنه بعد أن ألقى رئيس مجلس الأمة الاتحادى كلمة قصيرة فى معنى هذه المناسبة التاريخية دعا الأعضاء إلى أداء القسم طبقًا لنص الدستور، ووجه دعوته إلى الرئيس السادات ثم الرئيس الأسد والرئيس القذافى لأداء القسم، وكان نصه: «أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصًا على اتحاد الجمهوريات العربية، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أناضل لخدمة مصالح الشعب وتحقيق أهداف الأمة العربية».
 
حمل هذا الحدث تصرفًا لافتًا من القذافى يوم 11 مارس 1972، أى قبل أداء القسم بيوم واحد، حيث ذكرت «الأهرام» فى عددها 12 مارس، أنه وصل فجأة إلى القاهرة فى الساعة الرابعة و45 دقيقة، ولم يتح للرئيس السادات أن يكون فى استقباله، وبالتالى لم يتمكن أحد من المسؤولين من الاشتراك فى استقباله، وأن الرئيس الليبى استقل والوفد المرافق له سيارة نصف أتوبيس «ميكروباص» من مطار القاهرة إلى قصر القبة، وقالت «الأهرام» إن قائد الطائرة الخاصة التى استقلها القذافى، أجرى اتصالًا مع مطار القاهرة فى الساعة الرابعة وخمس دقائق بعد الظهر، يطلب الإذن له بالهبوط، وأن الطائرة وهى من طراز «ميستير الفرنسى الصنع» لا تحمل شخصيات عامة، وكرر قائد الطائرة هذا التصريح إزاء السؤال المتكرر من سلطات المطار عن الشخصيات الموجودة فى الطائرة.
 
وتضيف الأهرام: «ما كادت الطائرة تلمس أرض المطار، حتى تقدم إليها أحد ضباط الشرطة، وسأل قائدها الذى كان لا يزال فى مقعده بكابينة القيادة، عما إذا كانت الطائرة تحمل شخصية عامة، وأجابه قائد الطائرة بالنفى، وبعد لحظات، فتح باب الطائرة، وخرج منه بعض الضباط الليبيين، ثم فجأة ظهر الرئيس القذافى على سلم الطائرة وهو يقول ضاحكًا: «إنها مفاجأة»، وأشار الرئيس الليبى بيده إلى سيارة ميكروباص تابعة لشركة مصر للطيران، قائلًا: هذه السيارة هى التى سأستقلها إلى قصر القبة، ولكن ضباط شرطة المطار ترجوا الرئيس القذافى أن ينتظر سيارة رئاسة الجمهورية، واستجاب لرجائهم بالجلوس حوالى 5 دقائق فى استراحة الرئيس بالمطار، ثم طلب أن تنقله السيارة الميكروباص إلى القصر الجمهورى بالقبة، وأدى انصراف القذافى بالميكروباص إلى عدم تمكن الفريق أول محمد أحمد صادق وزير الحربية ونائب رئيس الوزراء من استقباله، بعد أن توجه إلى المطار فور علمه بوصوله.
 
رغم محاولات إضفاء طابع الجدية على دولة الاتحاد الوليدة، إلا أنها لم تنجح، واستخدمت فى المناورات السياسية كما حدث من السادات، حيث استثمرها للتخلص من خصومه فى قضية 15 مايو 1971.. يذكر الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، فى كتابه «أكتوبر 73 السلاح والسياسة»: «حدث اتفاق من حيث المبدأ عليه بين الدول الثلاث فى يونيو 1970، بحضور واشتراك جمال عبدالناصر، حيث كان يزور طرابلس للمرة الأولى والأخيرة فى حياته، ليحضر احتفالات الجلاء الأمريكى عن قاعدة «هويلس»، وكانت التصورات المبدئية أن تضم مصر وسوريا وليبيا والسودان، لكن الرئيس السودانى جعفر نميرى لم يكن مستعدًا، واقتصرت المناقشات على مصر وليبيا وسوريا، وفى نوفمبر 1970 وفى جو الوحشة والفراغ والإحباط بعد رحيل عبدالناصر، أعاد القذافى طرح الموضوع أثناء اجتماع «مصرى - سورى - سودانى - ليبى»، جرى عقده كمظاهرة تأييد لمصر وللرئيس السادات، وتأجل البحث إلى اجتماع مقبل.
 
ويؤكد «هيكل» أن السادات استدعى فجأة المشروع فى أواخر مارس 1971، للإفلات من مأزق قرار الحرب ضد إسرائيل الذى تحدد موعده فى أواخر إبريل من نفس العام، طبقًا لقرار مجلس الأمن القومى المصرى يوم 26 مارس 1971، وبوصف هيكل: «كان هو فى هذا الاجتماع ضمن أقلية يمكن أن توصف بالانهزامية»، لكنه قرر أن يجارى فى وقت لم يتوافر لقرار الحرب إمكانياته سياسيًا وعسكريًا وحتى نفسيًا.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة