اعتاد علي العيش وسط الجزر في نهر النيل منذ الصغر لعمله في الصيد الذي يوفر له الرزق اليومي لأسرته بالإضافة إلي الأعمال الأخرى مثل الزراعة والأعمال اليومية، ليصبح ذات قلب لا يعرف الخوف ولا يوجد في قاموسه ويبدأ رحلة جديدة من التطوع حينما قرر منذ أكثر من 13 عاما أن يتطوع لانتشال جثث الغرقي بمساعدة قوات الإنقاذ النهري وكذلك مؤخرًا مساعدة العاملين في أحد مشارح قريته بالمستشفي.
جبريل محمود صاحب الـ 33عاما، الشاب الأسمر ذات الملامح الصعيدية لا يتردد في تقديم المساعدة للجميع في قريته وخارجها فوجهه معروف للجميع وأخلاقه وطيب قلبه يحكي عنها أهالي القرية عند الحديث عنه، يخرج في كل صباح قاصدًا رزقه في العمل بالصيد أو العمل باليومية، بجلد وصبر ينتظر جبريل شباكه التى أعد لها مسبقًا، ليغزل بصبره ما ستخبأه الشباك من صيد فى نهاية اليوم ليعود لبيعه فى سوق القرية والمدينة.
الصياد جبريل
قال جبريل محمود، من أبناء قرية كوم الضبع، جنوب محافظة قنا، إنه تعلم السباحة منذ أن كان صغيرًا بعمر 5 سنوات وساعده ذلك في تعلم الصيد والبدء في مزاولته كحرفة تساعده علي الرزق وذلك منذ سنوات بالإضافة إلي عمله البعيد عن الصيد مثل العمل باليومية والعمل في الزراعات وكذلك علي تروسيكل للمعيشة والكسب للإنفاق علي أسرته وأبنائه الإثنين بالمراحل التعليمية المختلفة الذين يحتاجون إلي متطلبات يومية.
جبريل محمود صياد بقنا
كنت بصيد وتعثرت جثث غرقي في الشبك" هكذا يتحدث جبريل محمود عن بداية تطوعه لأعمال انتشال جثث الغرقي حيث كانت تصادفه جثث وتتعثر في شباك الصيد ويستطيع استخراجها ومن هنا بدأ في مساعدة قوات الانقاذ النهري والمسطحات المائية والغطاسين الذي يبحثون عن الجثث الغارقة فور الإبلاغ عنها، كما أنه تعلم انتشال الجثث عن طريق الممارسة والتعود أثناء النزول إلي الماء ومساعدة قوات في البحث وانتشال الجثث قبل نزولهم في بعض الأحيان أو الذهاب إلي أماكن الغرقي قبل وصول القوات.
جبريل محمود صياد متطوع لانتشال الجثث بقنا
وأوضح جبريل، أن منذ 6 أشهر تعرض طفلين للغرق وقام بانتشال جثثهم والنزول إلي المياه دون أجهزة تنفس أو أسطوانات أكسجين معتمدًا علي نفسه وقدرته علي الغوص، والذهاب بهم إلي مشرحة المستشفي قبل وصول قوات الانقاذ النهري وهو ما تكرر خلال سنوات التطوع التي اعتاد فيها علي الانقاذ والنزول إلي أعماق نهر النيل أو الترع دون تردد أو خوف من الجثث والعمق الذي ينزل إليه، مشيرًا إلي أن أصعب المواقف حينما تعرض للنزول إلي المياه لاستخراج جثتين لأشقاء من عمق تحت الأشجار المغمورة في المياه وتمكنهم من انتشال جثة واحدة وفقدان الأخري حيث لم يتمكن أحد من انتشالها.
جبريل منقذ جثث الغرقى
ولفت جبريل محمود، أن حالات الغرق تزيد في احتفالات موسم شم النسيم حيث يتواجد الشباب عن شواطئ نهر النيل ويتعرض الكثير للغرق بسبب عدم مقدرتهم علي السباحة، لافتًا أنه يتمني أن يعلم الشباب والصغار السباحة خلال فصل الصيف تطوعا حتي لا يتعرضون للغرق وذلك خلال أوقات فراغه ولاسيما في فترة الصيف التي يتراجع فيها الصيد عن فترة الشتاء التي يقبل فيها الصيادين علي نزول نهر النيل وممارسة حرفتهم.
صياد قنا بالفلوكة في نهر النيل
وأضاف جبريل، أنه تطوع أيضًا لمساعدة تشريح الجثث في إحدي مستشفيات القرية التي تجاور قريته دون مقابل مادي، حيث اعتاد علي التعامل مع الجثث وعدم الخوف منها أثناء التواجد داخل المشرحة، مؤكدًا أن المشرحة لا تدعو للخوف لاسيما في ظل التعود علي الدخول إليها وفضل التطوع بعد تراجع أعداد العاملين فيها ومساعدة ذوي أهل المتوفين.
مراسل اليوم السابع مع جبريل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة