أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد الدسوقى رشدى

عين القاهرة كلمة سر "بورتريه" آثار العاصمة

الخميس، 04 فبراير 2021 04:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل شئ متكامل، كل شئ يضع المستقبل فى حسباته، والحلول الجذرية تنسف المشاكل القديمة، وتعيد بناء مصر من جديد، بفلسفة جديدة قائمة على العمل متعدد الإتجاهات فى مسارات متزامنة من أجل بناء صورة كاملة لمصر الحديثة، مصر التى نريدها، والتى عشنا لسنوات نحلم بها.
 
فى الماضى كان يمكن أن تكتفى القاهرة بمشروع واحد، يتم إنجازه ونفرح، ثم نكتشف أن صورة العاصمة تظل كما هى وكأن شيئا لم يحدث، الأن إختلف الوضع تماما، مصر تعير رسم صورة عاصمتها من جديد، تؤسس العاصمة الإدارية الجديدة بفلسفة مدن الأجيال الجديدة ، وتعيد الرونق للعاصمة القديمة بمشروعات عملاقة تبدأ بالقضاء على المناطق العشوائية الخطرة، وتطوير المتاحف وإستعادة رونق القاهرة التاريخية وصيانة أثارها ، والقضاء على الكثافة المرورية التى كانت عائقا أمام إظهار جمال القاهرة عبر مشروع متكامل لتحسين شبكة الطرق والمواصلات.
 
كل هذا يحدث فى وقت واحد، كل المشروعات تسير على قضبان متوازية ومتزامنة ، لتجعل من القاهرة القاهرة أكبر متحف مفتوح في العالمي يضم في كل شبر منها آثاراً سواء فرعونية أو قبطية أو إسلامية أو رومانية أو يونانية، لتكون أشبه بـ"بورتريه" يحكي تاريخ شعب مصر وحضارته العريقة التي أثرت في البشرية على مر العصور، وحتى تظهر تلك اللوحة للجميع جاء مشروع "عين القاهرة"، فكرة مبتكرة تحقق الربط بين الماضى والحاضر، بين القاهرة بكل تاريخها، والقاهرة التى نريد أن نخبر العالم أنها لا تتوقف عن تطوير نفسها.
 
مشروع "عين القاهرة" كلمة السر في بورتريه العاصمة؛ لأنه سيمكن السياح من مشاهدة لمسافة 50 كيلو متر كافة المعالم البارزة المحيطة حولها، من خلال 48 كابينة بسعة 8 زائرين لكل كابينة، بما يجعل العجلة تستوعب ما يقرب من 2.5 مليون زائر سنويًا، وهو ما يعطي قيمة مضافة لمشروعات التطوير الجارية، ولذا من الغريب أن يدعو البعض لإنشائها بالعاصمة الإدارية الجديدة في الوقت الحالي، لأنه بذلك لن يشاهد أغلب المعالم الأثرية بالقاهرة التاريخية.
 
كما جاء مشروع إنشاء عين القاهرة في توقيت مثالي؛ لأنه من الطبيعي بعد انتهاء مشروعات تطوير القاهرة، وقرب إزاحة غمة كورونا عن العالم عقب اكتشاف اللقاحات المضادة للفيروس، أن تعود السياحة بأعداد أكبر لعاصمة المحروسة، ولذا فـأن العجلة توفر لأول مرة في مصر وجهة سياحية ترفيهية متكاملة وتتيح تجربة ترفيهية فريدة من نوعها ومتكاملة في قلب القاهرة، وهو نوع من السياحة لم يكن موجوداً بالقاهرة، رغم توافر مشروعات مماثلة في مدن سياحية كبرى مثل لندن ودبي ولاس فيجاس وسنغافورة.، تفرد هذا المشروع ليس فى جانبه الترفيهى فقط، ولكنه سيكون النافذة التى سيشهد من خلالها العالم أن القاهرة بكل أزماتها نجحت  الحكومة الحالية فى إنقاذها وإعادة بنائها خلال سنوات طويلة بعدد من المشروعات والخطوات ظللنا لمئات السنين نحلم بها.
 
رؤية القيادة السياسية والحكومة المصرية فى عملية إعادة بناء مصر من جديد تقوم على التصور المتكامل لأى مشروع، مع مراعاة كافة الإعتبارات الإجتماعية والإقتصادية والجغرافية والبيئية، حدث ذلك فى تطوير العشوائيات وعرفنا مفهوم المدن المتكاملة فى العلمين الجديدة والعاصمة الإدارية والمدن الصناعية ، وهو ذاته مايحدث الأن فى مشروع عين القاهرة ، فلقد حرص القائمون على المشروع
على تنفيذ فلسفة الدولة بمراعاة كافة الاعتبارات البيئية والحفاظ على هوية وكيان منطقة الزمالك، مع الأخذ في الاعتبار المحافظة على كافة الأشجار والنخيل في حديقة المسلة التي سيتم تنفيذ المشروع بها كإحدى أهم ركائز المشروع، فضلا على اعتماد مخطط المشروع بحيث يحقق زيادة في إجمالي المساحات الخضراء بالمشروع بنسبة 15%؜ لتصل إلى 7,000 متر مربع بدلا من 6,100 متر مربع حاليًا، ورغم ما يتعرض له المشروع من استهداف بعض المتربصين، ستبقى فكرة قيام شركة بضخ هذه الاستثمارات فى شريان الاقتصاد المصرى وعملية التطوير رغم ظروف جاحئة كورونا أمرا يستحق التأمل ودلالة على أننا أمام رؤية إقتصادية وطنية تعلى من شأن المصلحة العامة ، لأن هذه الإستثمارات تزيد الثقة في الاقتصاد المصري، كما تفتح الباب أمام توفير فرص عمل مباشرة يبلغ عددها 1,200 موظف وغير مباشرة حوالي 4,000 فرصة أخرى.، ولا يخفى عليك أن هذه المناوشات ومحاولات التربص بالمشروع هى ذاتها نفس عملية الإستهداف التى تمت مع كل مشروع أعلنت عنه الدولة، هم لا يريدون للقاهرة أن تفرح ولا أن تخطو للأمام ، ولكن التجربة أثبتت أن كل مشروع قومى وكل فكرة جديدة قامت الدولة بتنفيذها وتشجيعها وفتح المجال أمامها إنتصرت فى النهاية حينما أدرك المصريون أن حكومتهم تضع مصلحة الوطن العليا فوق كل شئ، وتنظر للمستقبل دون الخوف من أى محاولات تربص أو تعطيل ولكم فى مشروع العاصمة الإدارية خير مثال.
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة