أكرم القصاص - علا الشافعي

مواجهة الإرهاب .. دراسة تكشف عن خسائر وأزمات تنظيم داعش الإرهابى فى العراق

الخميس، 04 فبراير 2021 07:00 م
مواجهة الإرهاب .. دراسة تكشف عن خسائر وأزمات تنظيم داعش الإرهابى فى العراق تنظيم داعش الإرهابي
كتب محمود العمرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد الانتصارات الحاسمة التى يحققها الجيش العراقى على تنظيم داعش الإرهابى، والتى نجم عنها إنهاء معظم قدراته التسليحية والقتالية، التى عمل على بنائها منذ عام 2014 وحتى هزيمته الكبرى فى معركة تحرير الموصل نهاية عام 2017 ، يحاول التنظيم الإرهابى إعادة ترتيب صفوفه، وبذل جهود كبيرة لإحياء عناصر قوته من خلال إعادة ترتيب هياكله التنظيمية وتغيير نظام معركته بما يتفق مع معطيات واقع المعركة مع القوات المسلحة العراقية من النواحى الجغرافية والاجتماعية .

 

وكشفت دراسة أعدها المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب، أن تنظيم داعش الإرهابى يحاول بناء انفتاح عملياتى تراكمى جديد فى مناطق اهتمامه بالعراق، تمثلت بأكداس عتاد ونقاط رصد ومراقبة ومقرات قيادة وسيطرة ومراكز دعم لوجستي وبعض معسكرات التدريب وحفر الأنفاق والخنادق واستغلال الكهوف والطيات الارضية خصوصا فى جنوب كركوك وشمال شرق ديالى وشرق صلاح الدين، فى مناطق جنوب سامراء وشمال بغداد، وجلولاء والشورى جنوب الموصل، وفي جنوب تكريت، مستفيدا من التضاريس الجغرافية الصعبة فى جبال حمرين ومكحول وصحراء بادية الجزيرة وصحراء الأنبار ووادى حوران والقذف، وكذلك وديان جنوب غربي كركوك مثل وادى زغيتون والكرحة وأبو الخناجر، وكذلك بساتين شرق ديالى ومنطقة العظيم.

 

وأضافت الدراسة أن تنظيم داعش الإرهابى حاول بعد هزيمته في الموصل في عام 2017 ومن ثم هزيمته في معارك الباغوز القيام بإعداد جديد لساحة عملياته من خلال بناء انفتاح عملياتى تراكمى فى المناطق المستهدفة، والتى يعتقد قادة التنظيم أنه يمكن إعادة بناء وترتيب حواضن اجتماعية فيها تساعده على ترتيب صفوفه، مستغلا عدم الانسجام بين الحشد العشائرى المناطقى وقوات الحشد الشعبى القادمة من خارج مناطقهم، بما يجعل من ترحيب الأهالي الذين يتعرضون لمشاكل كبيرة مع تلك القوات مرجحا، لكن التنظيم الإرهابى واجه رفضا "واضحا" من العشائر العربية السنية والكردية التى ذاقت الأمرين من جرائم التنظيم بعد عام 2014.

 

وتابعت الدراسة أنه قد دأب تنظيم داعش على السعى إلى استثمار تواجد خلايا التنظيم قرب مناطق الحقول النفطية وطرق المواصلات الرئيسة التى تربط العراق بسوريا وإيران والأردن، للحصول على التمويل لعملياته وأنشطته الإرهابية، وحيث تشير التقارير الاستخبارية إلى أن التنظيم يجنى من الأتاوات وتهريب السلاح والأدوية والنفط والمخدرات ومواد أخرى مبالغ تقدر ( 3 – 4) مليون دولار أمريكي شهريا، بالإضافة إلى أموال تصله من استثمارات داخلية وخارجية، ما يساعد التنظيم في تأمين التمويل اللازم لرواتب عناصر خلاياه فى الداخل العراقى، وبعد مقتل أبو بكر البغدادى بايع تنظيم داعش القائد الجديد، الذى عرّفه التنظيم باسم أبي إبراهيم الهاشمي القرشي، واسمه الحقيقي هو أمير محمد سعيد المولى من تلعفر شمالي العراق.

 

وأوضحت الدراسة أنه فى ضوء مقتل معظم قيادات التنظيم والمتغيرات الميدانية إثر هزائم التنظيم في العراق وسوريا، عمدت قيادة تنظيم داعش الجديدة إلى تغيير الهيكلية التنظيمية فى العراق وسوريا تحت القيادة الجديدة.

 

ولفتت الدراسة إلى عدم اليقين الكبير المحيط بمستقبل عمليات مكافحة تنظيم داعش الإرهابي في العراق بسبب التوترات السياسية والعسكرية بين الفصائل المسلحة العراقية وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، وانتشار وباء كوفيد – 19 ، بالإضافة الى إعادة تموضع وانسحاب قوات التحالف الدولى، ومن ضمنها القوات الأمريكية العاملة في العراق، ما يثير مخاوف مفهومة حول عودة تنظيم داعش في العراق. ويبدو أن عودة التنظيم في العراق مجدداً أمر لا مفر منه – فالبلاد عرضة لعوامل محركة داخلية مختلفة، في وقت تبدو فيه الولايات المتحدة في وضع غير مريح يؤهلها لقيادة دعم دولي جديد لجهود بغداد لمكافحة الإرهاب وقمع أنشطة تنظيم داعش فعلياً في هذه البقعة الساخنة .

 

وأشارت الدراسة إلى أن القوات المسلحة العراقية تحاول اتخاذ إجراءات جديدة لمواجهة تصاعد هجمات التنظيم الإرهابى، من خلال تفعيل آلية التعاون مع السكان المحليين فى الجانب الاستخباراتي، وتنفيذ عمليات دهم وتفتيش مباغتة، والإبقاء على عمليات التفتيش والتشديد الأمني في المناطق الصحراوية والجبلية، خصوصاً تلك القريبة من المدن والقرى التي شهدت هجمات واعتداءات إرهابية في الفترة الماضية، أما بالنسبة لتفشي وانتشار وباء كوفيد – 19 في العراق والمنطقة، فمن السابق لأوانه التنبؤ بكيفية (ومدى) تأثيره على القدرات العسكرية العراقية ، وكذلك بالمقابل ايضا” على قدرات تنظيم داعش الارهابى  خصوصا”.  الا أنه من الواضح أن وباء كوفيد – 19 ، أدى بشكل أو بآخر إلى إعاقة العمل الدولي والمحلي ضد تنظيم داعش بسبب تغيّر الأولويات.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة