القاهرة وبيروت علاقة استثنائية ضاربة فى جذور التاريخ.. مصر أول دولة عربية تعترف باستقلال لبنان.. الحريرى يبحث فى مصر أزمة تشكيل الحكومة والتدهور الاقتصادى.. ويتطلع لمحور عربى يحصن بلاده من الصراعات الإقليمية

الأربعاء، 03 فبراير 2021 12:23 م
القاهرة وبيروت علاقة استثنائية ضاربة فى جذور التاريخ.. مصر أول دولة عربية تعترف باستقلال لبنان.. الحريرى يبحث فى مصر أزمة تشكيل الحكومة والتدهور الاقتصادى.. ويتطلع لمحور عربى يحصن بلاده من الصراعات الإقليمية رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريرى
كتب : أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ترتبط مصر بعلاقات متميزة مع الدول العربية بشكل عام، ومع دولة لبنان بشكل خاص، حيث تعمل القاهرة على تحييد بيروت عن الصراعات الإقليمية التى تستهدف أمن واستقرار البلاد فى ظل ظروف اقتصادية وسياسية صعبة عقب انفجار مرفأ بيروت.

 

وتتميز العلاقات الثنائية بين القاهرة وبيروت بأنها تستند على مبدأ الاحترام المتبادل، وتنسيق المواقف تجاه القضايا الثنائية وملف مكافحة الإرهاب، فى ظل معاناة الدولة اللبنانية من انتشار جماعات مسلحة ومتشددة على حدودها مع سوريا.

 

وتعد مصر الدولة العربية الأولى التى اعترفت باستقلال لبنان خلال أربعينيات القرن الماضى، وشكلت مركزًا للتفاوض على استقلال الدولة اللبنانية، حيث استضافت اجتماعًا حضره كل من الرئيس اللبنانى بشارة الخورى ورئيس الوزراء اللبنانى رياض الصلح برعاية رئيس وزراء مصر الأسبق مصطفى نحاس باشا، ونتج عن الاجتماع إعلان التحالف بين الخورى والصلح، وصياغة ما يسمى بـ"الميثاق الوطنى" الذي أسس نظام الحكم في لبنان في مرحلة ما بعد انتهاء الانتداب الفرنسي.

 

وتتطور العلاقات الثنائية بين مصر ولبنان خلال العقود الأخيرة في كافة المجالات، وقد ظلت مصر أحد أبرز الدول الداعمة للدولة اللبنانية ومؤسساتها الوطنية في فترات عصبية عاشتها بيروت.

 

ويتصدر ملف تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة جدول مباحثات رئيس الحكومة المكلف سعد الحريرى خلال زيارته للقاهرة فى ظل التباين الواضح فى وجهات النظر بين الرئاسة اللبنانية والحريرى حول الأسماء المرشحة لتولى بعض الوزارات، حيث يتمسك الأخير بحكومة تكنوقراط بعيدا عن المحاصصة الطائفية والحزبية.

 

وجرى تكليف سعد الحريري بتشكيل حكومة جديدة في لبنان خلال أكتوبر الماضى، لكن جهوده لم تثمر حتى الآن بسبب الانقسامات الداخلية بين الأطراف اللبنانية رغم انجراف البلاد فى أزمة مالية خانقة هى الأسوأ منذ عقود.

 

ويعانى لبنان من استقطاب سياسى حاد بين المكونات والطوائف التى تتصارع للفوز بعدد من الوزارات، ما يضع عراقيل أمام الحريرى في تشكيل حكومته التي ستواجه أعباء وتحديات كبيرة، أبرزها الوضع الاقتصادى المتردى وملف إعادة الإعمار بعد انفجار مرفأ بيروت.

 

ودعمت مصر الدولة اللبنانية في كافة تحركاتها واتصالاتها مع الأطراف الإقليمية والدولية وحرصت على المشاركة في المؤتمر الدولي لدعم لبنان، والذي نظمته فرنسا والأمم المتحدة بمشاركة لفيف من رؤساء الدول والحكومات، وأكدت على ضرورة حشد الدعم من قبل شركاء لبنان الرئيسيين وإرسال المساعدات الطارئة من المجتمع الدولي في مواجهة تداعيات انفجار مرفأ بيروت، وذلك لمساندة الشعب اللبناني والاستجابة لاحتياجاته في هذا الصدد، سواء المساعدات الطبية والغذائية وتلك المتعلقة بإعادة تأهيل البنية التحتية.

 

وقدمت مصر مساعدات غذائية وطبية إلى لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت وعقب تفشى فيروس كورونا المستجد بشكل كبير داخل المدن اللبنانية، وذلك فى إطار الحرص المصرى على تقديم كافة سبل الدعم إلى الأشقاء فى لبنان الذين يعولون على الدعم العربى بشكل عام والمصرى بشكل خاص لتجاوز الأزمات التى تعيشها البلاد.

 

ويتطلع الحريرى خلال زيارته لمصر لحث القاهرة على حشد الدعم العربي لبلاده في ظل الأزمات الاقتصادية التي تعصف باقتصاد البلاد، فضلا عن تشكيل محور قوى يدعم تحركاته للتصدى لأى محاولات تدفع بلبنان كساحة لتصفية الحسابات بين عدد من الأطراف الإقليمية والدولية.

 

وتشهد الدولة اللبنانية احتجاجات منذ أسابيع دفعت المتظاهرين لقطع الطرق وإضرام النيران في عدد من المباني الحكومية، احتجاجا على الوضع المعيشى المتردى الذى يعيشه الشعب اللبناني، والذى يتطلع لحكومة تكنوقراط تعمل على إخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد وتحافظ على سيادة الدولة وتحييدها عن الصراع الإقليمى.

 

وتشهد مدينة طرابلس اللبنانية منذ أيام حالة من الانفلات الأمني، إثر مواجهات بين قوى الأمن ومتظاهرين رافضين للأوضاع المعيشية والاقتصادية، حيث أسفرت عن سقوط 200 جريح.

 

ويمر لبنان بأسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1975 واستمرت لمدة 15 عاما وهو ما تسبب في تراجع غير مسبوق في قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار، وانهيار القدرة الشرائية لمعظم المواطنين.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة