نحتفل اليوم بالذكرى المئوية على ميلاد شيخ التربويين العرب الدكتور حامد عمار، إذ ولد المفكر والرائد التربوى الراحل فى 25 فبراير من عام 1925، وكان أول مصرى يحصل على درجة الدكتوراه فى اجتماعيات التربية من جامعة لندن عام 1952 وحملت رسالته عنوان "التنشئة الاجتماعية فى قرية مصرية" وعاد إلى مصر ليعمل بجامعة عين شمس.
عاش حامد عمار حياته من أجل أن يصبح العلم الركيزة الأساسية لتحقيق التقدم والرخاء للمجتمع، وفى كل تجاربه التربوية ومؤلفاته ودراساته الميدانية، كان ينطلق من رؤيته الخاصة لطبيعة المجتمع، وحراكه اليومى وتطلعه للمستقبل، فى إطار ميراثه الحضارى والإنساني، فمزج فى دراسته بين دوائر الاجتماع والتاريخ والتربية، وبنزعة إنسانية ظلت سمة ملازمة له، انحاز إلى هموم المواطن البسيط، وعاش طيلة حياته يدعو لأن يكون التعليم مفتوحا للجميع، يتساوى فيه الغنى والفقير بلا قيود أو عوائق، مؤكدا أن التعليم مسؤولية الدولة فى المقام الأول، ويجب أن يظل دائما قطاعا سياديا كالقوات المسلحة والشرطة والسياسة الخارجية.
وصدر للراحل العديد من الكتب والأطروحات التربوية المهمة، أصدر عمار كتابه الأول "العمل الميدانى فى الريف" فى 1954 وأتبعه بكتب منها "فى اقتصاديات التعليم" 1963 و"أعاصير الشرق الأوسط وتداعياتها السياسية والتربوية" ومن أبرز كتبه:
فى بناء البشر
"فى بناء البشر، دراسات فى التغير الحضارى والفكر التربوى" عنوان كتاب الدكتور حامد عمار الذى صدرت طبعة جديدة منه حديثاً عن دار الصيف، الكتاب نشر لأول مرة عام 1965، لكن القضايا التى يثيرها لا تزال حاضرة وبقوة.
ويناقش أستاذ التربية فى كتابه وبالتفصيل عدداً من القضايا منها النقد التربوى، الأمية، الثقافة الوطنية ومقوماتها ويثير أيضاً عدداً من الأفكار الرائدة التى ترتبط خصوصاً بأنماط الشخصية المصرية وهى حب المؤلف نمط الفهلوى، نمط الهباش ونمط القبضاى.
خطى اجتزناها.. بين الفقر والمصادفة إلى حرم الجامعة
يقول عنها: "مسيرتى رحلة طويلة مذهلة.. من مجتمع الزراعة البدائى واقتصاد الكفاف والاكتفاء بموارده الذاتية إنتاجا واستهلاكا إلى مرحلة آفاق مجتمع العولمة وعصر المعلوماتية والسوق العالمية وثروات الهندسة الوراثية، والسماوات المفتوحة برسائلها الفضائية".
تضمنت السيرة الذاتية سردًا تفصيليا لحياته منذ الطفولة فى قريته فى صعيد مصر، ومصادفة الالتحاق بالتعليم الحديث، واستكماله التعليم الثانوي، ثم دخوله الجامعة واتساع آفاق خبرته، وعمله خارج مصر، والتحولات التى مرت به، ومشاركاته فى الحوارات والمؤتمرات العالمية والدولية والجوائز والتقديرات التى نالها، مرورا بزواجه وأولاده، ومسئولياته العلمية، وهى سيرة تفرغ لكتابتها شهرا كاملا، كان يكتب خلاله ما لا يقل عن عشر ساعات يوميا، ساعدته فى ذلك ذاكرته القوية رغم كبر سنة.
فى التنمية البشرية وتعليم المستقبل
صدر عن مكتبة الدار العربية للكتاب من سلسلة دراسات فى التربية والثقافة، كتاب فى التنمية البشرية وتعليم المستقبل والذى يتناول مستقبل التعليم من اجل تعليم المستقبل، وماتفرضه الحركة بين معطيات الواقع التاريخى والتوجه نحو المستقبل.
المعلمون بناة ثقافة
يقع الكتاب فى عشر رسائل تمثل أهمية بالغة لكل من يطمع فى أن يتشرف بأداء أنبل وأقدس مهمة عرفتها الإنسانية، تبدأ أولها بأهمية قراءة الكلمة التى تحمل المفتاح السحرى فى قراءة العالم وفهمه، ثم أهمية المناخ الديموقراطى الآمن فى رسم ملامح الإبداع، وأهمية برامج الإعداد فى خلق القدرة والمهارة، ثم رسم أطر العلاقة المثالية بين المعلم والمتعلم ثم يتناول مغهوم الهوية الثقافية وعلاقتها بالتعلم.. وكيف أننا نصبح مخلوقات خاصة وفريدة إذا أدركنا عمق هويتنا فى سياق واقعى لا ينفصل عن سياق مادى.
عولمة الإصلاح التربوى بين الوعود والإصلاح
يتناول هذا الكتاب بالتحليل الدقيق العلاقة بين العولمة والإصلاح التربوى بمراحله المختلفة؛ فأقسام هذا الكتاب تستعرض الإطار المرجعى للإصلاح التربوي، وقضايا التعليم، وكيف يمكن أن يتحقق العدل فى التعليم بما يجعل ديمقراطية التعليم قاعدة للسلام الاجتماعى ثم يطرح الكتاب بعض التساؤلات المتعلقة بالتعليم الجامعي، وبعضًا من سياسات التعليم مستشهدًا بما يحدث فى الثانوية العامة كنموذج للسياسات التى تفتقد إلى الرؤية الكاملة وحسن التخطيط ويختم الكتاب رحلته بعرض بعض إشكاليات البحث التربوى وكيفية معالجتها.
فى التوظيف الإجتماعى للتعليم
يتضمن هذا الكتاب مجموعة من الدراسات تتناول: التنمية البشرية ومؤشراتها، والإشكاليات والموازنات فى توظيف التعليم ونظرة نقدية لاستراجية التعليم فى مصر، ونحو تشخيص متكامل لقضايا التعليم، وجوهر مشكلة التعليم اليوم، ومعركة الأمية بين التعبئة والتسكع، والتنمية والتعليم وجهاً لوجه، ومؤشرات الإنجاز التعليمى، وسياسة التعليم فى مصر، والعلاقة بين النظرية والممارسة العملية فى مهنة التعليم، كما يتضمن الكتاب ملحقاً خاصاً بمؤشرات الأمية فى مصر وأقطار الوطن العربى الأخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة