حالة من التخبط الشديد تشهدها جماعة الإخوان، وذلك فى ظل وقائع الفساد المتورط فيها قيادات الاخوان، وحالة الغضب الكبير التى تشهدها القواعد الإخوانية.
وكشفت دراسة لمركز الإنذار المبكر أن قيادة الإخوان تتستر على وقائع الفساد المالى والإدارى عندما يمس الأمر شرف رموزها البارزة، لاعتقادها أن عملية التربية داخل محاضنها التربوية والتى تمتد لسنوات عديدة، وفى نفس الوقت تتعامل بصرامة واضحة مع أى شخص يخرج عن أيدولوجيتها وتعتبره “صاحب فتنة” وأن خروجه من الجماعة يعتبر نفيًا لخبث الدعوة وحرصًا على بقاء صفائها الذاتى، لذا فإن انكشاف وقائع الفساد الإخوانى مرتبط بالخلافات والصراعات الداخلية التى تحدث بين تيارات الإخوان.
الدراسة أوضحت أنه يعد انتشار الفساد الإدارى والمالى داخل جماعة الإخوان، أحد النتائج الطبيعية للعمل السرى والقيادة المنغلقة على ذاتها، التى تُقدم أهل الثقة على أهل الكفاءة، للحفاظ على ما تعتبره وحدة الصف، والتماسك التنظيمى والنقاء الأيدولوجى لها، ولعل أحد أسباب الفساد الرئيسية هو اعتبار تلك القيادات نفسها وصية على الجماعة، إضافة لخلطها أموال الإخوان التى تُجمع عبر اشتراكات وتبرعات الأعضاء وغيرها، بأموال القيادات، مع إعطائهم حرية التصرف والتدبير فى تلك الأموال، دون وجود آلية محاسبية واضحة.
واختتمت الدراسة أن قيادات الإخوان لاسيما المجموعة المتنفذة والمتحكمة فى مقاليد الأمور بها، ستظل تستخدم الفساد المالى والإدارى لإحكام السيطرة على قواعد الجماعة التنظيمية، وتحقيق مصالحها الذاتية والخاصة، وستواصل اتباع أساليب ملتوية وخادعة لعموم الصف الإخوانى والالتفاف على اللوائح الداخلية، وفى نفس التوقيت، ستبقى تلك القيادات تتبنى خطابًا إعلاميًا وتنظيميا يدين الفساد بكل صوره، فى تمثل واضح لظاهرة الانفصام المرضي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة