"معابد النوبة".. تاريخ إنقاذ آثار عصر الدولة الحديث والعصرين اليونانى والرومانى.. المجتمع الدولى تضامن مع مصر للحفاظ على مواقع التراث الثقافى من أجل البشرية.. و4 تجمعات للمعابد أبرزها معبدى "أبو سمبل وفيلة"

الإثنين، 22 فبراير 2021 06:00 م
"معابد النوبة".. تاريخ إنقاذ آثار عصر الدولة الحديث والعصرين اليونانى والرومانى.. المجتمع الدولى تضامن مع مصر للحفاظ على مواقع التراث الثقافى من أجل البشرية.. و4 تجمعات للمعابد أبرزها معبدى "أبو سمبل وفيلة"
كتب محمد أسعد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تضم النوبة عددا كبيرا من المعابد المصرية التى تم تشييدها خلال عصور الدولة الحديثة والعصرين اليوناني والروماني. كما شيد الملك رمسيس الثاني وحده 7 معابد منها 6 على غرب النيل ومعبد على شرق النيل.

 

وتعد الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة أكبر حملة إنقاذ للتراث الثقافي، وذلك من خلال تكاتف وتضامن المجتمع الدولي ومصر ومنظمة اليونسكو للحفاظ على مواقع التراث الثقافي من اجل البشرية. حيث كانت تلك الآثار تحت تهديد ارتفاع منسوب مياه نهر النيل، بعد عملية بناء السد العالي في أسوان.

 

حملة إنقاذ معابد النوبة:

بدأ العمل بتلك الحملة في مارس ١٩٦٠م. وانتهى في ١٠ مارس ١٩٨٠م، من قبل فريق متعدد الجنسيات يضم علماء الآثار والمهندسين ومشغلي المعدات الثقيلة الماهرة.

 

بدأت الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة أعمالها اعتبارا من سنة ١٩٦٠، و انتهت في مارس ١٩٨٠م، وقامت بإنقاذ جميع المعابد المصرية بمنطقة النوبة، وتمت إقامة ٤ تجمعات للمعابد، أولها منطقة جزيرة كلابشة، وتضم معبد كلابشة ومعبد جرف حسين ومعبد بيت الوالى ومقصورة قرطاسى، والتجمع الثانى كان على بعد ١٥٠ كيلومترا جنوب مدينة أسوان، وعلى ضفاف بحيرة ناصر أقيمت منطقة السبوع الجديدة وضمت معابد وادى السبوع والدكة والمحرقة، والتجمع الثالث كان على بعد ١٩٠ كيلومترا جنوب مدينة أسوان باسم "منطقة عمدا الجديدة" وضمت معبدي عمدا والدكة ومقبرة بنوت، فيما كان التجمع الرابع هو معبدي أبو سمبل.

 

التوثيق والانقاذ والنقل لمعبدي أبو سمبل

:

بدأ إنقاذ معبدي أبو سمبل في عام  ١٩٦٤ من قبل فريق متعدد الجنسيات من علماء الآثار والمهندسين ومشغلي المعدات.

معبد أبو سمبل الكبير مكرس لعبادة رع حور اختي و بتاح وآمون، أكبر ثلاثة آلهة فى الدولة المصرية فى ذلك الوقت، تتكون واجهة المعبد الكبير على أربعة تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني، الواحد منها ٢٠ م. وقد تم تصميم المعبد لتضئ الشمس على وجه تمثال رمسيس الموجود لقدس الاقداس بداخل المعبد في ساعة الشروق.

ويقع إلى الشمال من معبد رمسيس الثاني، المعبد الصغير لزوجته نفرتارى وهما متقابلان لا يفصلهما إلا وادي صغير. وقد استغرق العمل لنقل المعبدين قرابة ست سنوات، ليعاد تشييدهما في موضع أعلى ٦٤ مترا.

 

باقي معابد النوبة التي تم إنقاذها بالترتيب حسب بعدها عن محافظة أسوان:

معبد دابود:

يقع على مسافة ٢٠ كيلو متر من جنوب خزان أسوان، وقام ببناءه الملك " أزخر أمون " أحد ملوك دولة " مروي " على الطراز المصري. وأضاف إليه فيما بعد الملك " بطليموس الثالث ”، وبعض أباطرة الرومان من بعده. وهو يتكون من ثلاثة بوابات يتلوها فناء مفتوح ثم ردهتان وينتهي بقدس الأقداس الذي يحوي " ناووسا " من الجرانيت.

 

معبد قرطاسي:

يقع هذا المعبد الصغير على مسافة ٤٥ كيلو متر إلى الجنوب من خزان أسوان.  ويعد من أجمل معابد النوبة السفلى، ويرجع إلى العصر الروماني وتهدمت معظم أجزائه في القرن العشرين، ويمتاز بوجود الكثير من التماثيل المنحوتة في بعض أجزائه كما يوجد على مقربة منه حصن روماني لا تزال الجدران المحيطة به قائمة.

 

معبد طاقه:

وهو يقع بالقرب من ” معبد قرطاسي“ ، وحتى عام ١٨٨٠ م كان هناك معبدان؛ أختفى أحدهما تماما، و ظل الثاني قائما وهوعبارة عن معبد صغير بني على أساس مرتفع.

 

معبد كلابشة:

هو أكبر المعابد المشيدة في بلاد النوبة السفلى ويبعد عن خزان أسوان حوالي ٧٥ كيلو متر. تم بناءه في عهد الملك " أمنحتب الثاني " بالقرن ١٥ ق.م، وأعاد بناءه فيما بعد الإمبراطور " أغسطس " عام ٣٠ ق.م . ويتكون من بوابة هائلة وفناء مكشوف وبهو للأعمدة  وغرفة داخلية، ويحيط بمبنى المعبد من الخارج سور جانبه الأيمن جزء خارجي منحوت في الصخر يؤدي إلى النيل؛ وفي الركن الجنوبي الشرقي من السور يوجد " بيت الولادة " الإله إيزيس، كما يوجد سلم يؤدي إلى السطح ومنه إلى مقصورة للإله أوزوريس. وتوجد معظم الصور الزخرفية في هذه الفناء على الجدران الداخلية للمعبد وعلى واجهة المدخل والجدار الخلفي والغرف الخارجية لبهو الأعمدة المكشوف.

 

معبد بيت الوالي:

يقع هذا المعبد ناحية الشمال الغربي من معبد "كلابشة"، وهو أحد المعابد الستة التي نحتها رمسيس الثاني في الصخر ببلاد النوبه. ويتكون من فناء أمامي مشيد من الأحجار، ثم صالة أعمدة وقدس أقداس وكلاهما منحوت في الصخر. وتم تحويل هذا المعبد إلى كنيسة في العصر المسيحي.

 

معبد دندور:

يقع على الشاطئ الغربي للنيل على بعد ٧٨ كيلومتر إلى الجنوب من أسوان. قام ببناءه الإمبراطور " أغسطس " عام ٣٠ ق.م ؛ وهو عبارة عن بوابة رئيسية يليها المعبد، ومن أهم النصوص التي سجلت فوق جدرانه نص مكتوب باللغة القبطية يروي تحويل هذا المعبد إلى كنيسة مسيحية عام ٥٧٧ م.

 

معبد جرف حسين:

يقع على بعد ٩٠ كيلومتر إلى الجنوب من أسوان، وهو ثاني معابد الملك رمسيس الثاني المنحوتة في الصخر، ويشبه تصميمه معابد رمسيس الثاني .

 

معبد الدكة:

يعد من المعابد الكبرى ببلاد النوبة، ويقع على مسافة ١٠٧ كيلومتر إلى الجنوب من أسوان. وتم اكتشاف هذا المعبد عام ١٩٦٣م اثناء نقل طريق الكباش المقدس الخاص بمعبد الدكة ؛ إذا بالمعبد المفقود يبرز كله فجأة تحت الرمال بعد أن ظل مطمورا تحت أحجار معبد الدكة ذاته أكثر من ألفي عام. وكان تحتمس الثالث كرسه للإله حورس ليحرس الطريق المؤدي إلى مناجم الذهب الموجودة بهذه البقعة، وتحول فيما بعد إلى كنيسة في العصر المسيحي.

 

معبد كوبان:

تقع هذه القلعة التاريخية على مسافة ١١٠ كيلومتر جنوب الخزان، وأقيمت في عصر الدولة الوسطى لحراسة الطرق المؤدية إلى مناجم الذهب بوادي العلاقي، وقد طغت مياة خزان أسوان على هذه القلعة فتهدمت جدرانها ولم يبق منها إلا أجزاء قليلة من الحجر.

 

معبد وادي السبوع:

يقع على مسافة ١٥٠ كيلو متو إلى الجنوب من سد أسوان، وهو المعبد الثالث من المعابد التي قام بنحتها الملك "رمسيس الثاني" ببلاد النوبة. وتم تحويلة إلى كنيسة مسيحية وطليت جدرانه بطبقة سميكة من الجص، وهو مزين بكثير من الرسوم اتسمت بالحفاظ على تفاصيلها والوانها الزاهية، من بينها صور للقديس بطرس. وفي عام ١٩٦٣م تم العثور على (الفآز) القبطي الذي أستعمل في مراسم التكريس التي حولت هذا المعبد إلى كنيسة مسيحية، مدفونا أمام المذبح المسيحي.

 

معبد عمدا:

يقع هذا المعبد على مسافة ١٨٥ كيلومتر جنوب خزان أسوان، وهو أقدم المعابد القائمة في بلاد النوبة إذ شيده تحتمس الثالث، و أضاف إليه أبنه أمنحوتب الثاني ومن بعده تحتمس الرابع. كما أمر ستي الأول بترميمه وإصلاحه بعد أن خربه اخناتون عندما خرب كل المعابد التي خضعت لعبادة آمون. وتحول هذا المعبد إلى كنيسة مسيحية طليت جدرانه بالجير الأبيض لإخفاء الصور والنقوش المصرية . وكان من الصعب تفكيك المعبد إلى أجزاء لنقله“ فتم اتباع نقله نفس طريقة نقل المباني على القضبان كتلة واحدة بعد قيام الحكومة المصرية بتفكيك واجهة المعبد، ليتم نقله لمسافة ٢٦٠٠ متر إلى علو ٦٥ مترا.

 

معبد الدر: 

يقع على مسافة ٢٠٠ كيلومترا إلى الجنوب من سد أسوان، وهو المعبد الرابع للملك رمسيس الثاني في الصخر.

 

قلعة قصر إبريم:

تقع القلعة على أرتفاع ٢٠٠ قدم من سطح النيل، وعلى بعد ٣٥ ميلا شمال أبي سمبل. وهي قلعة ومدفن ومسرح لأحداث ٣٥ قرنا؛ فقد لعبت هذه القلعة دورا كبيرا في العصر الروماني، كما أحتلها السلطان سليم الأول في القرن ١٦ الميلادي. وبها آثار مسجد تهدمت أجزاءه، وفي سفح الربوة توجد خمسة هياكل صغيرة منحوتة في الصخر بمعرفة بعض حكام النوبة في عصر الدولة الحديثة.   

 

معبد أبو عودة

: يقع هذا المعبد الصغير أمام معبد أبو سمبل، ونحته في الصخر الملك "حورمحب " أول ملوك الأسرة التاسعة عشر. ويعد أجمل المعابد من الناحية الفنية، ويحتوي على صالة ذات أعمدة تقع على جانبيها حجرتان، وفي نهايتها حجرة ثالثة هي قدس الأقداس. وتم تحويل هذا المعبد إلى كنيسة مسيحية كسيت جدرانها بالجص، ورسم فوقها صورا لبعض القديسين.

 

معبد فيلة:

هذا يطلق على الجزيرة الصغيرة التي تتوسط النيل وتقع على مسافة أربعة كيلومترات إلى الجنوب من خزان أسوان، وهي عبارة عن جزيرة صخرية من الجرانيت الوردي كسيت على ارتفاعات مختلفة بطمي النيل، وكذلك يطلق على هذه الجزيرة "أنس الوجود ”. وهي تضم الكثير من المعابد تمثل مختلف العصور؛ أقدمها مقصورة شيدها الملك "طهرقا" سنة ٧٠٠ ق.م. أما المعبد الرئيسي فيرجع بناؤه لعصر البطالمة، ومن بعده الأباطرة الرومان، وكل منهم يزيد من أجزاء المعبد.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة