عندما دخل رجال الفرقة 42 الأمريكية إلى مدينة داخاو البافارية فى نهاية الحرب العالمية الثانية، توقعوا العثور على منشأة تدريب مهجورة ألمانية، أو ربما معسكر لأسرى الحرب، ولكنهم وبدلاً من ذلك، فإن ما اكتشفوه سيظل محفورًا فى ذاكرتهم طوال حياتهم - أكوام من الجثث الهزيلة، وعشرات من عربات القطارات المليئة برفات بشرية متحللة بشكل سيئ، الآلاف من "الهياكل العظمية تمكنت من النجاة من أهوال معسكر داخاو النازى، حسبما ذكر موقع هيستورى.
ولم يكن تحرير داخاو من قبل القوات الأمريكية فى 26 أبريل 1945 أول عملية تحرير من قبل قوات الحلفاء، فقد عثر السوفييت على ما تبقى من معسكرات الموت الأخرى وأطلقوها قبل ذلك بأشهر، لكن الصور المؤلمة والشهادات المباشرة التى سجلها محررو داخاو المصابون بالصدمة جلبت أهوال الهولوكوست إلى أمريكا.
وعندما افتتح داخاو فى عام 1933، أطلق عليه اسم "أول معسكر اعتقال للسجناء السياسيين"، وهذا ما كان داخاو فى سنواته الأولى، معسكر اعتقال لأولئك الذين حُكم عليهم على أنهم "أعداء" للحزب (النازي): النقابيون والشيوعيون والاشتراكيون الديمقراطيون.
خضع السجناء لتجارب طبية، بما فى ذلك حقن الملاريا والسل، وتم حرق آلاف الموتى بسبب الأشغال الشاقة أو التعذيب بشكل روتينى فى محرقة الجثث فى الموقع.
بعد أحداث ليلة الكريستال (ليلة الزجاج المكسور)، التى دمرت فيها المعابد اليهودية والشركات والمنازل من قبل النازيين فى جميع أنحاء ألمانيا، احتُجز عدد أكبر وأكبر من اليهود فى داخاو، وعشية تحرير داخاو كان هناك أكثر من 67 ألف سجين مسجل فى معسكر الاعتقال وكان ثلثهم تقريبًا من اليهود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة