الحكومة الجزائرية تنتقد بشدة تقرير بنجامان ستورا وتعتبره "يساوى بين الضحية والجلاد"

الخميس، 18 فبراير 2021 05:57 م
الحكومة الجزائرية تنتقد بشدة تقرير بنجامان ستورا وتعتبره "يساوى بين الضحية والجلاد" الجزائر
كتب أحمد علوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انتقد وزير الاتصال والمتحدث باسم الحكومة الجزائرية عمار بلحيمر الأربعاء بشدة تقرير "مصالحة الذاكرة" للمؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا، الذي يهدف لطي صفحة الماضي الأليم بين البلدين، والانتقال لمرحلة جديدة.

وقال في مقابلة مع موقع إلكتروني إن التقرير "لم يكن موضوعيا إذ يساوي بين الضحية والجلاد". وذكر الوزير بمطالب الجزائر "المرتكزة على اعتراف فرنسا بجرائمها الاستعمارية وتقديم الاعتذار رسميا عن ذلك، وتعويض الجزائيين ضحايا هذه الجرائم".

في رد منه على تقرير المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا حول "مصالحة الذاكرة"، اعتبر وزير الاتصال الجزائري والمتحدث باسم الحكومة عمار بلحيمر،  أن التقرير "جاء دون التوقعات".

وأوضح في حوار للموقع الإلكتروني "الجزائر الآن" أن التقرير الذي تسلمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "لم يكن موضوعيا إذ يساوي بين الضحية والجلاد وينكر مجمل الحقائق التاريخية".

وتابع أنه "يتجاهل (أيضا) المطالب المشروعة للجزائر، وفي مقدمتها اعتراف فرنسا رسميا بجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، التي اقترفتها خلال احتلالها للجزائر لمدة قرن و32 سنة من الزمن".

وفي الحوار المطول المنشور عشية إحياء الجزائر ذكرى "يوم الشهيد"، اعتبر بلحيمر في أقوى انتقاد لعمل المؤرخ الفرنسي من قبل عضو في الحكومة أن "الخبراء والجامعيين والشخصيات الوطنية بل حتى بعض النزهاء الفرنسيين أجمعوا على رفض تقرير ستورا".

وذكر الوزير بـ"مطالب الجزائر غير القابلة للتقادم أو التنازل والمرتكزة على اعتراف فرنسا بجرائمها الاستعمارية وتقديم الاعتذار رسميا عن ذلك، وتعويض الجزائريين ضحايا هذه الجرائم في حق الإنسانية".

ولم يصدر أي رد فعل من الرئيس عبد المجيد تبون أو من مدير الأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي الذي يفترض أنه قام بعمل مواز مع نظيره بنجامان ستورا.

ولكن المنظمة الوطنية للمجاهدين (محاربو حرب التحرير الجزائرية) رفضت التقرير، لأنه "تغاضى عن الحديث عن الجرائم المتعددة التي ارتكبتها الدولة الفرنسية، باعتراف الفرنسيين أنفسهم".

وكلّف إيمانويل ماكرون بنجامان ستورا، أحد أبرز الخبراء المتخصصين بتاريخ الجزائر الحديث، في تموز/يوليو "بإعداد تقرير دقيق ومنصف حول ما أنجزته فرنسا حول ذاكرة الاستعمار وحرب الجزائر" التي وضعت أوزارها العام 1962، وما زالت حلقة مؤلمة للغاية في ذاكرة عائلات ملايين من الفرنسيين والجزائريين.

وما زال تقرير المؤرخ الفرنسي الذي قدمه إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 20 كانون الثاني/يناير، يثير الكثير من الجدل والانتقادات في وسائل الإعلام وبين المؤرخين في فرنسا والجزائر.

ورفض ستورا الاتهامات التي وجهها إليه جزائريون حول دعوته إلى عدم "اعتذار" فرنسا عن 132 سنة (1830-1962) من الاستعمار للجزائر، وقال: "لقد قلت وكتبت في تقريري أنني لا أرى مانعا من تقديم اعتذارات من فرنسا للجزائر على المجازر المرتكبة".

وكان ماكرون وعد باتخاذ "خطوات رمزية" لمحاولة المصالحة بين البلدين، لكنه استبعد تقديم "الاعتذارات" التي تنتظرها الجزائر.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة