وأفادت الصحيفة البريطانية بأنه في ضوء تضحيات الجيوش الغربية في أفغانستان على مدى العقدين الماضيين، فإنه لأمر محبط ومحزن التفكير في كيفية قيام طالبان حاليًا بتعزيز قبضتها على البلاد.


وأشارت إلى فرار شباب أفغانستان المتعلم الذي يتمتع بأسلوب حياة أكثر ليبرالية خلال السنوات الأخيرة، من العنف المتفاقم، لافتة إلى استهداف الحملة الإجرامية للمجتمع المدني ، والتوجه عمدا إلى القضاة والنشطاء والصحفيين ورجال الدين المعتدلين والطلاب وغيرهم من المهنيين ،الذين غالبا ما يٌرحب بهم باعتبارهم مستقبل أفغانستان المشرق.


ووفقا للصحيفة البريطانية، يُعتقد بأن حركة طالبان هي من دبر هذه الموجة الإرهابية، على الرغم من أن الحركة تنفي ذلك، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن عدد من الهجمات. 


وذكرت أنه يٌعتقد بأن طالبان تسعى لتخويف المعارضين الأيديولوجيين قبل إجراء أي محادثات تهدف إلى التوصل لتسوية سياسية،وتتعدى طالبان أيضا على مدن رئيسية ويُقال إنها على وشك السيطرة على المركز الاقتصادي الجنوبي في إقليم قندهار.


وبموجب اتفاق مع إدارة ترامب، من المقرر أن تغادر جميع القوات الأجنبية، بما في ذلك 2500 أمريكي، أفغانستان بحلول الأول من مايو المقبل، غير أن المراقبين يقولون إن هجوم طالبان انتهك شروط الاتفاق .


وقالت التلجراف إن بايدن الذي لم يكن أبدًا داعما قويا لالتزام الولايات المتحدة، يواجه الآن معضلة، سواء بالمضي قدما في الجدول الزمني للانسحاب أو الاحتفاظ بالدعم العسكري الأمريكي للشرطة والجيش الأفغاني .


واختتمت الصحيفة البريطانية تقريرها بالقول إن البنتاجون ألمح إلى أنه سيراجع الاتفاق الموقع بين واشنطن والحركة، لكن طالبان تصر على ضرورة إتمام الاتفاق لأنها وقعته مع الحكومة الأمريكية وليس مع شخص الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لافتة إلى أن أي إعادة تفكير من جانب واشنطن قد تؤدي إلى تجدد الهجمات على القوات الأمريكية وقوات الناتو، مما يزيد من إطالة أمد الالتزام العسكري الذي هو بالفعل أطول التزام أمريكي، مما يجعل من أفغانستان على وشك أن تصبح أول اختبار كبير للسياسة الخارجية للرئيس بايدن.