اقرأ مع زكى نجيب محمود.. "رؤية إسلامية" ماذا أصاب العالم الإسلامى؟

الأحد، 14 فبراير 2021 12:00 ص
اقرأ مع زكى نجيب محمود.. "رؤية إسلامية" ماذا أصاب العالم الإسلامى؟ غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل إلقاء الضوء على المشروع الفكرى للمفكر الكبير زكى نجيب محمود (1905-1993) ونتوقف اليوم مع كتاب "رؤية إسلامية" .. فما الذى يريده الفيلسوف؟

يقول زكى نجيب محمود، فى مقدمة الكتاب:

سؤال طرحته على نفسى، حين ألقيت نظرة إلى خريطة العالم الإسلامى، فى امتداد رقعته الجغرافية، من أقصى الجنوب الشرقى لقارة آسيا، حتى أقصى الغرب فى معظم القارة الأفريقية، وما إن ألقيت السؤال، حتى أجريت القلم خلال ستة أشهر، بالفصول التى هى مادة هذا الكتاب، وكانت هذه الفصول كلُّها تحمل أطرافًا مما يصح أن يكون جوابًا عن ذلك السؤال.

رؤيه اسلاميه
 
وأما السؤال فهو هذا: ما الذى أصاب العالم الإسلامى، فتخلَّف حتى أصبح فى مؤخِّرة الركب الحضارى فى عصرنا هذا، بعد أن كانت له، ذات حين، قيادة وريادة؟ على أننى إذا أخذت أضع الجواب فى قطرات متفرقة متتابعة، أنظر فى كلِّ قطرة فيها إلى الموقف من إحدى نواحيه، كانت نظرتى تنحصر فى ذلك الجزء من العالم الإسلامى — الذى يكون الوطن العربى الكبير، ثم كانت تلك النظرة — أحيانًا كثيرة — تعود فتزداد انحصارًا — حتى تقف عند حدود وطنى الخاص الذى هو مصر، وسيجد القارئ فى القسم الرابع من هذا الكتاب تحديدًا دقيقًا لدوائر الانتماء الثلاثة، التى على أساسها يتدرَّج الانتماء، من حيث التبعات الاجتماعية، تدريجًا يجعلنى مصريًّا أولًا، وعربيَّا ثانيًا، وفردًا من أبناء العالم الإسلامى ثالثًا، وهو تدرُّج لا أقيمه على درجات "الأهمية" لهذه الأجزاء، بل أقيمه على الأمر الواقع الذى يجعل الإنسان مسئولًا أمام القانون عن وطنه الخاص، قبل أن يكون مسئولًا عن المجالات الأوسع نطاقًا، والتى ينتمى إليها جميعًا بدرجات.
 
وقسَّمت فصول الكتاب أربعة أقسام، ففى القسم الأول منها، حاولت أن أبين كيف يعود العالم الإسلامى إلى قوته، إذا هو جعل العبادة تتَّسع فى معناها، حتى تشمل بكلِّ جدية واهتمام محاولات الكشف العلمى عن أسرار الكون، كشفًا لا يقتصر على مجرد العلم فى ذاته بتلك الأسرار، بل يجاوز ذلك إلى تحويل العلم إلى عمل فى مجالات التطبيق الذى ينشط به الإنسان فى حياته العملية، وإلَّا فماذا تكون الدلالة الحقيقية لكون الأمر بكلمة اقْرَأْ أول ما نزل به الوحى بالقرآن الكريم على نبى الإسلام — عليه الصلاة والسلام؟ ماذا تكون الدلالة فى تلك الأسبقية، إذا لم تكن حثًّا على أن يكون "العلم" هو الركيزة الصلبة التى تقام عليها أركان الإسلام؟ فإذا كان سؤالنا الذى بدأنا به هو: ما الذى حدث للعالم الإسلامي، حتى بلغ من الضعف ما بلغ؟ وجدنا أول كلمة فى الإجابة الصحيحة، كلمة "العلم"، فمع العلم تدور القوة وجودًا وعدمًا، ولربما كان ذلك العلم — لو ترك غير ملجم — سبيلًا يؤدى بالإنسانية إلى الدمار، ولكن قوته الذاتية كفيلة للإنسان بالسمو إلى التقدم، إذا هو ألجم العلم — فى التطبيق — بالقيم الضابطة، والتى مصدرها الأول هو الدين بمعناه العام أولًا، وبمعناه الإسلامى بصفة خاصَّة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة