ودعا الراعي - في كلمة له اليوم خلال قداس عظة الأحد - المسئولين السياسيين المعنيين بتشكيل الحكومة، إلى إعلاء مصلحة لبنان وشعبه واستخلاص العبر من التجارب الفاشلة السابقة، وأن يتخطوا العقبات والشروط والمصالح الخاصة، وأن يقوموا بتأليف حكومة تخلو من الهيمنة على مسار أعمالها.


وقال "ليس المطلوب من الرئيس ميشال عون ولا رئيس الوزراء المكلف سعد الحريرى أن يتنازلا عن صلاحياتهما الدستورية ليؤلفا الحكومة، بل أن يتحاورا ويتعاونا من دون خلفيات وتحفظات غير مكشوفة، إن الحرص على الصلاحيات لا يمنع المرونة في المواقف ولا يحول دون التفاهم".


وأضاف "نلاحظ أن عملية تشكيل حكومة جديدة تتعقد بدلا من أن تنفرج، وهذا يلحق الأضرار الجسيمة بالدولة واقتصادها ومالها واستقرار أمنها، ويشل مؤسساتها العامة، ويفكك أوصالها ويذل شعبها".


وأشار البطريرك الماروني إلى أنه سبق وأطلق مؤخرا الدعوة إلى تنظيم مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية من الأمم المتحدة "إنقاذا للبنان ومنعا لسقوطه أمام الظلامية والمشاريع العابرة المشرقة والمخالفة لجوهر الوجود اللبناني".. مشددا على وجوب إعطاء الأولوية للحلول الحضارية والسياسية والدبلوماسية لا للحلول العسكرية.


وأكد أن مثل هذا المؤتمر الدولي الذي دعا لانعقاده، لا ينتزع القرار اللبناني والسيادة والاستقلال، وإنما ينتزعها من مصادريها ويعيدها إلى الدولة والشرعية والشعب، كما أنه (المؤتمر) يوقف التدخلات الخارجية التي تمنع بلورة القرار الوطني الحر والجامع، ويثبت أركان الدولة اللبنانية ويضمن حيادها في ظل الخطر الوجودي الذي تتعرض له.