قصة إسلام خالد بن الوليد.. ما يقوله التراث الإسلامى

السبت، 13 فبراير 2021 05:00 م
قصة إسلام خالد بن الوليد.. ما يقوله التراث الإسلامى كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعد الصحابى خالد بن الوليد، من أبرز الشخصيات فى الجيل الأول من المسلمين، كان عقلية عسكرية بامتياز، ولكن ماذا عن قصة دخوله الإسلام، وما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟

يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "طريق إسلام خالد بن الوليد"

قال الواقدى: حدثنى يحيى بن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال: سمعت أبى يحدث عن خالد بن الوليد قال: لما أراد الله بى ما أراد من الخير قذف فى قلبى الإسلام وحضرنى رشدى، فقلت: قد شهدت هذه المواطن كلها على محمد ﷺ، فليس فى موطن أشهده إلا أنصرف وأنا أرى فى نفسى أنى موضع فى غير شىء، وأن محمدا سيظهر.
 
فلما خرج رسول الله ﷺ إلى الحديبية، خرجت فى خيل من المشركين، فلقيت رسول الله ﷺ فى أصحابه بعسفان، فقمت بإزائه وتعرضت له فصلى بأصحابه الظهر أمامنا، فهممنا أن نغير عليهم ثم لم يعزم لنا - وكانت فيه خيرة -فاطلع على ما فى أنفسنا من الهم به، فصلى بأصحابه صلاة العصر صلاة الخوف، فوقع ذلك منا موقعا وقلت: الرجل ممنوع فاعتز لنا، وعدل عن سير خيلنا، وأخذ ذات اليمين، فلما صالح قريشا بالحديبية ودافعته قريش بالرواح قلت فى نفسى: أى شىء بقى؟
 
أين أذهب إلى النجاشى فقد اتبع محمد وأصحابه عنده آمنون، فأخرج إلى هرقل فأخرج من دينى إلى نصرانية أو يهودية فأقيم فى عجم، فأقيم فى دارى بمن بقى، فأنا فى ذلك إذ دخل رسول الله ﷺ مكة فى عمرة القضية فتغيبت ولم أشهد دخوله، وكان أخى الوليد بن الوليد قد دخل مع النبى ﷺ فى عمرة القضية فطلبنى فلم يجدنى، فكتب إلى كتابا فإذا فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد: فإنى لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام وعقلك عقلك، ومثل الإسلام جهله أحد؟ وقد سألنى رسول الله ﷺ عنك وقال: أين خالد؟
فقلت: يأتى الله به.
فقال: "مثله جهل الإسلام ولو كان جعل نكايته وجده مع المسلمين على المشركين كان خيرا له، ولقدمناه على غيره" فاستدرك يا أخى ما قد فاتك فقد فاتتك مواطن صالحة.
قال: فلما جاءنى كتابه نشطت للخروج وزادنى رغبة فى الإسلام، وسرنى سؤال رسول الله ﷺ عنى، وأرى فى النوم كأنى فى بلاد ضيقة مجدبة، فخرجت فى بلاد خضراء واسعة، فقلت: إن هذه لرؤيا.
فلما أن قدمت المدينة قلت لأذكرن لأبى بكر.
فقال: مخرجك الذى هداك الله للإسلام، والضيق الذى كنت فيه من الشرك.
قال: فلما أجمعت الخروج إلى رسول الله ﷺ قلت من أصاحب إلى رسول الله ﷺ؟
فلقيت صفوان بن أمية فقلت: يا أبا وهب أما ترى ما نحن فيه، إنما نحن كأضراس وقد ظهر محمد على العرب والعجم، فلو قدمنا على محمد واتبعناه فإن شرف محمد لنا شرف، فأبى أشد الإباء فقال: لو لم يبق غيرى ما اتبعته أبدا، فافترقنا وقلت: هذا رجل قتل أخوه وأبوه ببدر.
فلقيت عكرمة بن أبى جهل فقلت له مثل ما قلت لصفوان بن أمية.
فقال لى مثل ما قال صفوان بن أمية.
قلت: فاكتم على.
قال: لا أذكره.
فخرجت إلى منزلى فأمرت براحلتى، فخرجت بها إلى أن لقيت عثمان بن طلحة فقلت: إن هذا لى صديق فلو ذكرت له ما أرجو، ثم ذكرت من قتل من آبائه فكرهت أن أذكره، ثم قلت: وما على وأنا راحل من ساعتى، فذكرت له ما صار الأمر إليه.
فقلت: إنما نحن بمنزلة ثعلب فى جحر لو صب فيه ذنوب من ماء لخرج، وقلت له نحوا مما قلت لصاحبي، فأسرع الإجابة وقال: لقد غدوت اليوم وأنا أريد أن أغدو، وهذه راحلتى بفج مناخة.
قال: فاتعدت أنا وهو يأجج إن سبقنى أقام، وإن سبقته أقمت عليه.
قال: فأدلجنا سحرا فلم يطلع الفجر حتى التقينا بيأجج، فغدونا حتى انتهينا إلى الهدة فنجد عمرو بن العاص بها.
قال: مرحبا بالقوم.
فقلنا: وبك.
فقال: إلى أين مسيركم؟
فقلنا: وما أخرجك؟
فقال: وما أخرجكم؟
قلنا: الدخول فى الإسلام واتباع محمد ﷺ.
قال: وذاك الذى أقدمني، فاصطحبنا جميعا حتى دخلنا المدينة فأنخنا بظهر الحرة ركابنا، فأخبر بنا رسول الله ﷺ فسر بنا، فلبست من صالح ثيابي، ثم عمدت إلى رسول الله ﷺ فلقينى أخى فقال:
أسرع فإن رسول الله ﷺ قد أخبر بك فسر بقدومك وهو ينتظركم، فأسرعنا المشى فاطلعت عليه فما زال يتبسم إلى حتى وقفت عليه، فسلمت عليه بالنبوة فرد على السلام بوجه طلق.
فقلت: إنى أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.
فقال: "تعال".
ثم قال رسول الله ﷺ: "الحمد لله الذى هداك، قد كنت أرى لك عقلا رجوت أن لا يسلمك إلا إلى خير".
قلت: يا رسول الله إنى قد رأيت ما كنت أشهد من تلك المواطن عليك معاندا للحق فادعو الله أن يغفرها لي.
فقال رسول الله ﷺ: "الإسلام يجب ما كان قبله".
قلت: يا رسول الله على ذلك؟
قال: "اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه من صد عن سبيل الله".
قال خالد: وتقدم عثمان وعمرو فبايعا رسول الله ﷺ.
قال: وكان قدومنا فى صفر سنة ثمان.
قال: والله ما كان رسول الله ﷺ يعدل بى أحدا من أصحابه فيما حزبه.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة