"كل ما أتمناه أن أجد أهلي حتى لا أعانى من اليتم، الذى ذقت مرارته خلال سنوات حياتى الماضية"، هكذا تحدث إلينا الشاب طارق منصور الذى لم يتجاوز عمره الثالثة والعشرين وهو يحمل بين يديه صورة طفل صغير، هي الأثر الوحيد الباقى له من طفولته التي نحلتها السنين، وكل أمله أن يتعرف عليه أحد من والديه السابقين أو أقاربه بعد أن قام بعرضها على إحدى صفحات التواصل الاجتماعي.
وفى أحد محلات الموبيليا بمدينة الزقازيق، حيث يعمل طارق، جلس يحدثنا عن السبب الحقيقى وراء رحلة بحثه عن أسرته، وقال، اعتمدت على نفسى بعد أن انفصلت عن إحدى دور رعاية الأيتام، التى تربيت فيها أنا ومجموعة من زملائى، ليستقر بنا الحال في منزل خاص، وكل منا يشعر باستقلاليته ويسعى لتكوين أسرة خاصة به.
وبعد أن تقدمت لخطبة إحدى الفتيات واتفقنا على موعد الزفاف، فوجئت بتراجعهم عن إتمام الزيجة، بحجة عدم معرفتهم لأسرتي أو أحد من أقاربي، الأمر الذى جعلنى أبدأ البحث عن أسرتي الحقيقية، من خلال المستندات الخاصة بى في دور الرعاية، وكانت البداية بصورتى وأنا طفل التي قمت بنشرها على إحدى صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، والتي وصلنى عن طريقها الكثير من الأسر تطلب مساعدتى، وانتهى بى المطاف بإحدى السيدات، التي أكدت أنها أمى وسوف نقوم خلال الفترة القادمة بعمل تحاليل "DNA" للتأكد من صلة القرابة، وكلى أمل في أن تصبح امى الحقيقية .
