تمر اليوم الذكرى الـ149 على العثور على السفينة الأمريكية مارى سليست بدون طاقمها من قِبل السفينة الكندية "دى جراشا"، حيث كان قد تم التخلى عن السفينة قبل تسع أيام لكنها كانت فقط متضررة ضررًا بسيطًا، وذلك فى 4 ديسمبر عام 1872.
ومارى سليست، كانت إحدى بريجانتين تجارة أمريكية، اكتشفت منجرفة ومهجورة فى المحيط الأطلسى بالقرب من مضيق جبل طارق على الحدود المغربية الإسبانية، فى يوم 4 ديسمبر 1872، حيث عثرت عليها السفينة الكندية "دى جراشا" فى حالة سيئة ولكنها صالحة للإبحار، تحت شراع مضبوط جزئيًا، وكان قارب النجاة مفقودا.
فى نوفمبر 1872 أبحرت مارى سليست من نيويورك، وعليها 1701 برميل من الكحول الخام مرسل إلى إيطاليا، وبعد شهر من ابحار السفينة، كانت سفينة أمريكية أخرى اسمها ديا كراتيا تبحر باتجاه أوروبا تحت إمرة القبطان ديفيد مورهاوس وهو صديق قديم لبنيامين بريدج قبطان السفينة، ولم يكن يتوقع أبدا ان يلتقى بالسفينة مارى سليست فى عرض المحيط لأنها كانت قد انطلقت فى رحلتها قبل ثمانية أيام على إبحاره.
وبينما كان القبطان مورهاوس يبحر بسفينته فى المحيط على بعد 600 ميل إلى الغرب من البرتغال، لمح بحارته سفينة مجهولة على مسافة حوالى 8 كيلومترات من سفينتهم، فأمر القبطان مورهاوس بحارته بالتوجه نحو السفينة المجهولة، وعندما اقتربوا منها بدرجة كافية اكتشف القبطان مورهاوس أن السفينة المجهولة هى "مارى سليست" سفينة صديقه القبطان بينيامين بريدج، التى كان من المفروض أنها تبحر الآن قرب مضيق جبل طارق.
وكانت شكوك حول مصير الطاقم تتجه إلى مالك السفينة الذى كان طلب بالحصول عليها لكى ينقل عليها عدد من البضائع، لكن المحقق طلب أن يترك صاحبها 15 ألف دولار كرهن، وهو مبلغ ضخم بمقاييس هذا الزمان، ولم يكن يملكه صاحب السفينة، وذلك بناء على شكوك راودت المحقق بأن مالك السفنية خطط لإرسال لصوص لقتل من عليها بما فيهم القبطان، لكن هذا الاتهام تم دحضه بعد تقرير خبير بحرى أمريكى أكد أن أثار الدماء التى وجدت على المركب ليست دماء بشرية، ولكنها علامات وجدت بسبب الأمواج والعوامل الطبيعية.
واختلفت التكهنات حول مصير طاقم المركب، فأكد البعض أن اختفاء القبطان، كان مقصودا بترتيب من قبطان السفينة الكندية كون الاثنان أصدقاء، وذلك بغرض الحصول على تعويض الإنقاذ، لكن هذا الاحتمال تم استبعاده كون أن قبطان السفينة ترك ابنه مع جدته قبل رحيله ولم يعد إليه، فيما اتهم البعض القبطان الكندى باستدارج قبطان السفينة فى عرض البحر لقتله، فيما ذهب آخرون أن صاحب السفينة قتل الطاقم من أجل الحصول تعويض شركة التأمين، والذى كان مبلغا ضخما، وتم استبعاد هذين الاحتمالين أيضا.
الاحتمالات ذهبت أيضًا إلى احتمال مهاجمة بعض القراصنة المغاربة للسفينة، لكن وجود مقتينات السفينة على متنها استبعد هذا الاحتمال.
هناك بعض الاحتمالات الغربية مثل التى تداولتها بعض الصحف الأمريكية حينها بأن قبطان السفينة تمكنت منها حالة روحانية دينية بقام بقتل طاقم السفنية، لكن هذه الاحتمال اعتذر عنه صاحبه فيما بعد، وفسر البعض أن "سبيدج عملاق" - أحد الحيوانات البحرية الضخمة – هاجم السفينة وقتل من عليها وهو احتمال لم يتم إثباته أو نفيه.
الاحتمال الأدق هو الذى جاء فى فيلم وثائقى حمل اسم السفينة الأمريكية، أنتج عام 2007، يرى أن عطل بإحدى الآلات أدى إلى توقف المركب، ونظرا لتلف البوصلة تم تحديد موقع السفينة بالخطأ، حيث اعتقدوا ركاب المركب أنهم على مقربة من جزيرة "سانتا ماريا" البرتغالية، لكنهم فى الواقع كانوا على بعض 190 كيلوا مترا، وهى مسافة ضخمة، وهنا قرر القبطان استقلال النجاة إلى الجزيرة البرتغالية، وبسبب عدم استقرار الأوضاع الجوية والبحرية، فقد طاقم المركب فى ظروف غامضة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة