أحمد التايب

"شرايين الخير".. والاستفادة من كنوز الصعيد

الإثنين، 27 ديسمبر 2021 12:21 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من ينكر أن الصعيد عاش زمنا طويلا من التهميش والإهمال، ومن ينسى أحاديث منابر الخبراء والإعلام التى دائما ما كانت تؤكد حتمية العدالة في توزيع فرص التنمية حتى يتم النهوض وتطالب بضرورة تصويب النظر إلى الجنوب للتخفيف من معاناة أهالى الصعيد من نقص الخدمات، ومنعهم من الاضطرار للهجرة إلى القاهرة، لتجد الدولة قبل 2014 نفسها أمام معادلة صعبة يدفع الجميع ثمنا باهظا لعدم حلها وفك طلاسمها.
 
لتأتى بشائر الخير 2014، وإعلان استراتيجية البناء والتنمية المستدامة، وتعلن الدولة بوضوح وإصرار الاتجاه نحو الصعيد وإصلاح ما أفسدته الاستراتيجيات الماضية للاستفادة من كنوزه، وبما أن المحاور والطرق هي شرايين الحياة، فجاءت على رأس أولويات هذه الاستراتيجية الجديدة إنشاء عدد من المحاور وشبكة طرق عملاقة، ليصل إجمالي المحاور في الصعيد إلى أكثر من 20 محورا أى محور كل 25 كلم، في نقلة نوعية لم تحدث من قبل، مؤكد أنها ستساهم  في نقل السكان من التجمعات القديمة إلى المدن الجديدة وإحداث تنمية شاملة في القطاع ككل وربط جميع المحافظات بعضها ببعض.
 
ومن المؤكد أن ذلك لم يأت من فراغ، إنما جاء نتيجة إصرار وعزيمة من الدولة رغم التحديات التي تواجه المنطقة بل العالم بأثره، وحتى لا يكون الكلام مرسلا، فدائما لغة الأرقام هي الأدق، فلك أن تتخيل أنه تم توجيه استثمارات حكومية قدرها 92,4 مليار جنيه خلال عام 21/2022 لتنمية محافظات الصعيد، يستحوذ إقليم جنوب الصعيد على النسبة الأكبر من هذه الاستثمارات بنسبة 55,2% بقيمة 51 مليار جنيه، هذا في عام واحد فقط.
 
لذلك أعتقد أن ما يحدث في الصعيد الآن من تنمية في كافة المجالات سواء بإنشاء محاور وطرق أو بإنشاء مجمعات صناعية ضخمة أو بالارتقاء بحياة المواطنين تعليميا وصحيا وثقافيا واجتماعيا في ظل مبادرة حياة كريمة الرئاسية التي حصلت محافظات الصعيد على نصيب الأسد من مستهدفاتها، حقق بالفعل وسيحقق عددا من المكاسب، أولها عودة الأمل من جديد لأهل الصعيد بعدما فقدوا هذا الأمل سنوات وراء سنوات، فها هم يرون بأم أعينهم اليوم تنفيذ المشروعات وافتتاح فعلى للمحاور، وإنشاء شبكات طرق ضخمة و"حياة كريمة" تطرق أبوابهم ليلا ونهارا، للنهوض بمستوى معيشتهم.
 
وأخيرا.. نستطيع القول، إن ما يحدث الآن في الصعيد إنجاز يشبه الإعجاز حقا، فلما لا يكون إعجازا ومؤشرات فرص العمل في الصعيد في ازدياد في ظل هذه تنفيذ هذه المشروعات العملاقة؟.. ولما لا يكون إعجازا والإحصائيات تؤكد تضاؤل عمليات الهجرة من الجنوب إلى العاصمة أو إلى بعض محافظات الشمال خلال العام الماضى؟..  ولما لا يكون إعجازا والخبراء بالمؤسسات الدولية يؤكدون أن هذه التنمية الحادثة الآن بالصعيد من شأنها قطعا زيادة الإنتاج وتقليل تكاليف الاستيراد من الخارج، وتوفير العملات الأجنبية، وزيادة عمليات التصدير وتحقيق الاكتفاء الذاتي في ظل جمهورية جديدة قائمة على العدالة الاجتماعية والاقتصادية بين ربوع الوطن؟..
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة