مصطفى فرغلى

أخلاق الرسول.. اعتزل هؤلاء

السبت، 25 ديسمبر 2021 04:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حكيم ربنا فى تصرفاته، عظيم فى ابتلاءاته، رحيم فى حُكْمِهِ، ابتلى عباده بالخير والشر، والإيمان والكفر، والطاعة والمعصية، لينظر كيف يعملون فيما هم مبتلون فيه، وأمرنا باستباق الخيرات، فقال: "فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إلى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ".
 
البعض يحسبون أنهم ملائكة، بينما يقعون فى الآثام والمعاصى، كبيرة كانت أو صغيرة، غير منتبهين إليها، فقط يركزون فى أخطاء ومعاصى غيرهم، قديمة كانت أو حديثة، مصدرين الأحكام التى تصل إلى الخلود فى النار، ناسين أن من يُدْخِل النار هو الله ومن يُدْخِل الجنة هو الله أيضا، وأن رحمته وسعت كل شيء.
 
هؤلاء يعلمون عن البعض ما قد وقعوا فيه من أخطاء وآثام - قدر الله أن يقعوا فيها - متناسين ما يفعلونه هم، فبعضهم يسرق.. وبعضهم يظلم.. يبخل.. يأكل حقوق الناس بالباطل.. لا ينفذ شريعة الله فى الميراث مثلا.. يغتابون.. ينمّون.. وبينما هذا حالهم يتغافلون أنهم مستمرون على هذه الذنوب ويركزون فى أخطاء غيرهم، وقبل أفعالهم هذه لا يحافظون على الصلاة التى قال عنها النبى صلى الله عليه وسلم، إن صلُحَتْ صلُحَ سائر العمل، وإن فسدت فسد سائر العمل. 
 
هؤلاء اعتزلهم خير لك، بل قد يرقى إلى أن يكون عبادة لأَنّ فى مخالطتهم شقاء وعناء ونكد وضيق، أَتَى رجل إلى النَّبِى ﷺ فَقَالَ: أَى النَّاسِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: رَجُلٌ يُجَاهِدُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ. قَالَ: ثُمَّ مَن؟ قَالَ: مُؤْمِنٌ فِى شِعْبٍ مِنْ الشِّعَابِ يَعْبُدُ اللَّهَ رَبَّهُ وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ).
 
واعلم أن فى البعد عن هؤلاء واعتزالهم: "راحةٌ من غِيبة وفِرارٌ من نميمة ودرءٌ من سقطاتِ اللسان ورحماتٌ من القيلِ والقال.. وأن ينقطع طمع الناس عنك وطمعك عنهم فإن رضاهم غاية لا تدرك".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة