النار تأكل الكتب.. أشهر حوادث حرائق المكتبات على مر التاريخ

التهمت النيران الكتب محولة تراث البشرية إلى رماد فى حوادث متفرقة عبر التاريخ، غير أن هذه الحوادث فى أغلبها جرت وقائعها عن طريق الخطأ إذ لم تكن مقصودة أو مدبرة، ومن المكتبات التى تعرضت للحريق مكتبة الإسكندرية ومكتبة الكونجرس.

حريق مكتبة الإسكندرية

كتب بلوتارخ Plutarch فى كتابه Life of Caesar فى نهاية القرن الأول الميلادى أن مكتبة الإسكندرية قد احترقت بفعل الحريق الذى بدأه يوليوس قيصر لتدمير الأسطول المصرى المرابط فى ميناء الإسكندرية.

وفى القرن الثانى الميلادى، وفى كتابه  Attic Nights، يذكر المؤرخ الروماني أولوس جليوس Aulus Gellius أن المكتبة الملكية السكندرية قد أُحرقت بطريق الخطأ عندما أشعل بعض الجنود الرومان التابعون ليوليوس قيصر بعض النيران.

وفي القرن الرابع يتفق المؤرخان أميانوس مرسلينوس Ammianus Marcellinus وأوروسيوس Orosius على أن مكتبة الإسكندرية قد أُحرقت خطأً بسبب الحريق الذي بدأه يوليوس قيصر.

وبالنظر لما كتبه المؤرخون الرومان فمن المرجح أن المكتبة الملكية السكندريه قد أُحرقت قبل بداية القرن الثانى الميلادى، وإلا ما كان هؤلاء المؤرخون قد ذكروا حادثة حرقها ليوليوس قيصر.

ومع ذلك فإن هذا الكلام مشكوك فيه، لأن متحف الإسكندرية الذى كان بجوار المكتبة مباشرة لم يصب بأذى كما ذكر الجغرافى "سترابو"، وبعد نحو 30 عامًا من حصار قيصر للإسكندرية لا يذكر "سترابو" أى شىء عن مكتبة الإسكندرية نفسها.

حريق مكتبة الكونجرس

اندلع حريق في مكتبة الكونجرس بالولايات المتحدة الأمريكية ودمر ثلثي المجموعة الأدبية الشخصية لتوماس جيفرسون عام 1851.

وعرض جيفرسون، الذي توفي عام 1826، بيع مكتبته الشخصية للكونجرس بعد أن أحرق البريطانيون مكتبة الكونجرس، إلى جانب باقي مباني الكابيتول والبيت الأبيض، في عام 1814، خلال حرب عام 1812.

وقد جلب 6487 مجلدًا من الكتب والصحف 23950 دولارًا، بالإضافة إلى توفير أرشيف لا يقدر بثمن للأمة، وساعد المقابل في سداد بعض ديون جيفرسون الشخصية.

ووفقًا لمكتبة الكونجرس عرض جيفرسون أيضًا ترتيب وترقيم جميع الكتب بنفسه وقد أطلق على مجموعته، التى تضمنت مجموعة كبيرة من الأعمال العلمية، "كنزًا مثيرًا للاهتمام" كان يأمل أن يكون له "تأثير وطنى".

وكان جيفرسون قارئًا شرهًا حيث كان يقول دائما إنه لا يستطيع العيش بدون كتب غالبًا ما وجده خدمه جالسًا على أرضية مكتبته في مونتايسلو محاطًا بما يصل إلى 20 كتابًا وصحيفة مفتوحة في كل وقت.

ودرس جيفرسون مجموعة متنوعة من الموضوعات فى مختلف المجالات، بما في ذلك علم الأحافير، والميكانيكا، والأدب الكلاسيكي ، والتاريخ الطبيعي ، والزراعة ، والرياضيات ، والكيمياء ، والفلسفة ، وبالطبع السياسة.