حسين حمودة يكتب: نظرة خاطفة على عالم عزت القمحاوي

الخميس، 23 ديسمبر 2021 10:00 ص
حسين حمودة يكتب: نظرة خاطفة على عالم عزت القمحاوي الدكتور حسين حمودة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كتابات عزت القمحاوى متنوعة وكبيرة الحجم والقيمة معا. أصدر عددا من الأعمال السردية التى توزعت بين مجموعات قصصية، من بينها: (حدث فى بلاد التراب والطين)، و(مواقيت البهجة)، و(السماء على نحو وشيك).. وروايات من بينها: (مدينة اللذة)، (غرفة ترى النيل)، (الحارس)، (بيت الديب)، (البحر خلف الستائر)، (يكفى أننا معا)، (ما رآه سامى يعقوب)، (غرفة المسافرين)..كما كتب نصوصا متنوعة، لا تخلو من حس سردي، وتخوض مغامرات على مستوى التصنيف، مثل (كتاب الغواية)، و(ذهب وزجاج)، و(العار من ضفتين: عبيد الأزمنة الحديثة فى مراكب الظلمات) و(الأيك فى المباهج والأحزان).
 
السمة الأساسية فى هذه الأعمال تتمثل فى نزوعها المغامر لاختبار الجماليات التقليدية المستتبة حول الأنواع الأدبية، فضلا عن التنوع الذى يقطع مساحات مترامية على مستوى التناول. انتمى جزء من المجموعة القصصية الأولى للقمحاوى (حدث فى بلاد التراب والطين) إلى صياغات تتحرك بين "الحكايات" و"التصاوير"، واعتمد لغة تراوح بين السرد والشعر. واتخذت روايته الأولى (مدينة اللذة) منحى مفتوحا، ينأى عن تقنيات الكتابة الواقعية، فى تأملات تجربة "اللذة" بدلالاتها وأسرارها وأغوارها السحرية. وغير بعيد عن مدار تلك التجربة، وإن باستقلال واضح عنها، تحركت مجموعة عزت القمحاوى الثانية (مواقيت البهجة).
 
 وفى نصه (كتاب الأيك فى المباهج والأحزان) استشراف خلاق لكتابة جديدة، تنبنى أيضا عبر نص مفتوح على الحواس المشرعة على عوالم تراوح ـ كما يومئ العنوان ـ بين البهجة والحزن، وذلك خلال نزوع حسى وسرد متراكب المستويات، مفتوح على معارف ونصوص وتجارب تتحرك بين تواريخ مرجعية متعددة. وفى روايته (غرفة ترى النيل) مقاربة لعالم أكثر تعيّنا وتحديدا، متصل بتجربة شخصية محورية بعينها، ومرتبط ـ أيضا ـ بعالم مرجعى بعينه فى تاريخ محدد، يطل خلاله الموت وتطل كذلك صراعات الحياة فى الحاضر والماضى، بموازاة بين احتضارين، فردى شخصى ومجتمعى عام، وذلك كله خلال كتابة مترامية المساحات فيما يتصل بالتعدد السردى. وفى روايته (الحارس) ـ كما يشير عنوانها ـ بناء يتمحور حول شخصية بعينها، وإن تم اتخاذها بؤرة للتعبير عن عالم متشابك، حافل بالإحالات على حيوات ماضية وطموحات راهنة وأبعاد غامضة، معها تؤول الأحلام إلى اكتشافات لوقائع باردة، وخلالها تتلاشى الهوية الإنسانية وراء ملامح نمطية جامدة، كالأقنعة، يختفى معها الإنسان إلى حد الغياب. وفى روايته (بيت الديب) كتابة تنطلق من وقائع تاريخية لكنها تصوغ من هذه الوقائع تاريخها التخييلى الخاص. وفى (كتاب الغواية) يعيد القمحاوى ابتعاث تقنية الرسائل، القديمة فى موروث الرواية الغربية، ليعبر عن عالم مسكون بشواغل القراءة والكتابة والتوق إلى الخلود.
 
فى أعماله المتأخرة، خصوصا (ما رآه سامى يعقوب)، (غرفة المسافرين).. تتنامى مغامرة عزت القمحاوى وتتخذ أبعادا أخرى، فتراهن على مستوى أعلى من الرهافة التى يرتهن توصيلها ووصولها بمقدرة القراء المدرّبين، وتتحرك حركة واسعة، سلسة التنقل، بين جماليات الفانتازيا، والاهتمام بالتفاصيل المرجعية، و الرؤى الداخلية الأقرب إلى الأحلام، والرصد الخارجى الدقيق المحايد، والتصادى الروائى مع وقائع العالم خلال كتابة شفيفة، محمّلة بإمكانات متعددة للتأويل، الواضح المباشر فى أحيان، والخفى المستتر فى أحايين. وخلال هذه الحركة الدائبة تتوارى أحيانا الملامح المرجعية، الزمنية والمكانية، وتطل هذه الملامح بحضور مشهود فى أحيان أخرى، لكن تظل الرؤى الداخلية لها، من قبل شخصيات بعينها، هى الأكثر مثولا، والأجدر بالاهتمام، سواء على مستوى الأولويات التى تنطلق الكتابة منها، أو على مستوى الطرائق التى يتم خلالها تلقى هذه الكتابة. 
 
بجانب كتاباته السردية المتنوعة، يكتب عزت القمحاوى سلاسل من مقالات ببعض الصحف والمصرية والعربية.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة