سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 12 ديسمبر 1976.. اكتشاف مقتل الأميرة فتحية شقيقة الملك فاروق بعد أيام من وقوع الجريمة فى أمريكا بخمسة رصاصات أطلقها زوجها رياض غالى

الأحد، 12 ديسمبر 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 12 ديسمبر 1976.. اكتشاف مقتل الأميرة فتحية شقيقة الملك فاروق بعد أيام من وقوع الجريمة فى أمريكا بخمسة رصاصات أطلقها زوجها رياض غالى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استعدت الأميرة فتحية، 48 سنة، شقيقة الملك فاروق، للخروج من مسكنها فى الفيلا رقم 244 بشارع 16 بضاحية سانت مونيكا، فى لوس أنجلوس بأمريكا، وقبل أن تصل إلى الباب دق جرس التليفون، كان محدثها هو رياض غالى، 56 سنة، طليقها ووالد أبنائها الثلاثة، طلب أن تزوره لتجمع معه ملابس ومقتنيات والدته المتوفاة قبل أيام، حتى تشحنها معها إلى قبرص، حيث كانت «الأميرة» تعتزم السفر لتقديم واجب العزاء فى حماتها، لدفء علاقتهما منذ زواج رياض وفتحية فى 25 إبريل 1950، حسبما يذكر الكاتب الصحفى صلاح عيسى فى كتابه «البرنسيسة والأفندى».
 
ذهبت «فتحية» تحت إلحاح «رياض»، وبعد نحو ثلاث ساعات سمع مدير المبنى طلقات مكتومة، ظن أنها تأتى من مسلسل تليفزيونى، وكانت الرصاصات من مسدس أفرغ منه «رياض» خمسة فى جسد «فتحية» يوم 9 ديسمبر 1976، وبقيت رصاصة واحدة سيكون لها سطر آخر فى هذه القصة الدرامية، التى كانت واحدة من محن الملك فاروق. 
 
يذكر «عيسى»، أن الأبناء بحثوا عن أمهم الغائبة دون معرفة السبب، ومعهم جدتهم «الملكة نازلى» القلقة على مصير ابنتها، وبينما كانت «الأميرة» مضرجة فى دمائها، ذهب ابنها الأكبر «رفيق» إلى والده يسأله، فقال إنها مرت عليه، وتركته لتذهب إلى صديقاتها، وفى صباح 11 ديسمبر 1976، أطلق «رياض» الرصاصة السادسة على نفسه، وبعدها مر ابنه رفيق ليعاود السؤال عن أمه، فدق على الباب دون أن يرد أحد رغم صوت التليفزيون وكسر الباب وكانت المفاجأة أمامه، والده فى غيبوبة وينزف دما، وأمه فى غرفة أخرى مضرجة فى دمائها وفارقت الحياة.
 
 تذكر «الأهرام» فى عددها، 13 ديسمبر 1976، أن بوليس لوس أنجلوس، قال إن الحادث وقع يوم الجمعة 9 ديسمبر، وأن جثمان فتحية ظل فى شقتها حتى اكتشفه ابنها رفيق، عندما توجه لزيارتها بعد ظهر 12 ديسمبر، مثل هذا اليوم، 1976، وأعلن البوليس أن رياض يعالج فى المستشفى من جرح نافذ فى رأسه تحت رقابة البوليس، الذى وجه إليه تهمة الاشتباه فى قتل الأميرة السابقة. 
 
كان الحادث ختاما لقصة بدأت فصولها الدرامية بسفر فتحية وشقيقتها الأميرة فايزة، مع أمهما الملكة نازلى، فى صيف 1946 إلى أوروبا بغرض العلاج، وفى فرنسا كان رياض غالى موظفا بالقنصلية المصرية فى «مرسيليا»، وحسب الدكتور حسين حسنى، سكرتير الملك فاروق الخاص، فى مذكراته «سنوات مع الملك فاروق»: «وجدت الملكة نازلى فى لباقته ونشاطه ما جعلها تطلب السماح له بمرافقتهن إلى سويسرا، فأجيبت إلى ما طلبت، ثم ألحقته نهائيا إلى حاشيتها كسكرتير خاص لها، وانتقلت بعدها إلى أمريكا وهو معها».
 
كانت فتحية ابنة 16 عاما بلا تجربة، وبتشجيع من والدتها وقعت فى غرام رياض (مسيحى الديانة)، وتطورت العلاقة الى إعلان الزواج، فجن جنون الملك فاروق، وفشلت ضغوطه ، ومن بينها تدخل مصطفى النحاس باشا لدى «نازلى» عبر مكالمات تليفونية طويلة من القاهرة إلى أمريكا، وفقا لكريم ثابت، السكرتير الشخصى للملك فاروق، فى مذكراته «عشر سنوات مع فاروق»، وقرر «البلاط الملكى» الحجر على «نازلى»، و«التفريق بين رياض غالى أفندى، وبين الأميرة فتحية، لكن نازلى أصرت على إتمام الزواج، مؤكدة، أن رياض أشهر إسلامه، لكن بعد سنوات اعتنقوا جميعا، رياض، نازلى، فتحية، المسيحية».
 
تذكر «الأهرام» فى تقريرها عن الحادث، أن الملكة وابنتها فتحية امتلكتا بيتين كبيرين، أحدهما فى «يبرلى هيلز»، الحى الأرستقراطى فى لوس أنجلوس، والآخر فى هاواى، قيمتهما حوالى 800 ألف دولار بالإضافة إلى جواهر تساوى حوالى مليون دولار، تؤكد «الأهرام»، أن الملكة وابنتها أعطت توكيلا عاما لرياض ليدير أعمالهما، وبسبب سوء تصرفاته المالية والخلقية، رهن البيتين بحوالى 200 ألف جنيه، ورهن الجواهر مقابل 200 ألف جنيه، وظلت فوائد الديون تتراكم لسنوات طويلة، وبعد اضطراب أحواله المالية تدهورت معنوياته، وأخذ يسرف فى تعاطى الخمور، ثم أخذ يسىء معاملة زوجته والملكة نازلى، 82 عاما، وطرد «فتحية» من البيت، وظل هو يقيم فيه بمفرده حتى وقوع الجريمة واضطرت الأميرة السابقة إلى العمل، غير أن بعض أصدقاء العائلة قدموا إليها ما يكفى من المال لتكف عن العمل.
 
تضيف «الأهرام»: «فى فبراير 1965، طلبت فتحية الانفصال عن رياض، ونفقة شهرية 2140 دولارا، وقالت، إن زوجها يقسو عليها بدنيا وعقليا، وفى خريف 1974 أشهرت نازلى إفلاسها، ووضعت نفسها «تحت رحمة» المحكمة لتتخلص من الديون الباهظة نتيجة سفه رياض، لكن رياض أصر على أن يقتسم فائض تصفية ممتلكات الملكة السابقة وابنتيها، وحصل على 40% من الفائض». 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة