أحمد إبراهيم الشريف

نجيب محفوظ الخالد بالكتابة

السبت، 11 ديسمبر 2021 09:16 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نجيب محفوظ (11 ديسمبر 1911 – 30 أغسطس 2006) حالة ثقافية عظيمة فى تاريخ الثقافة الإنسانية، إنه امتداد حقيقي لأول من قرر أن ينقش على حجر حكاية، وللمصريين القدماء الذين عبروا عن أحلام وآمال شعوبهم بالخط على ورقة بردي، ولمن كانوا يحكون الحكايات الشعبية، وامتداد حقيقي لسلسلة الخالدين فى تاريخ الكتابة العالمي.
 
ونحن نحتفل اليوم بمرور 110 سنوات على ميلاد نجيب محفوظ، وسنظل نحتفل بهذا اليوم دائما، وذلك لأن نجيب محفوظ حلقة ذهبية فى سلسلة حياتنا الممتدة إلى الأجيال المقبلة.

لماذا إبداع نجيب محفوظ خالد؟

لا تزال كتابات نجيب محفوظ شيقة جاذبة للقراء، وذلك لأسباب عدة منها العوالم التى اختارها لرواياته وأعماله بشكل عام منذ الثلاثية التاريخية التى ألقت الضوء على تاريخ مصر القديم كاشفة عن حضارة المصريين وقوتهم ورغبتهم العارمة فى الحياة ورفض المحتل، ومن بعدها الثلاثية الشهيرة التى قدمت تشريحا اجتماعيا لمصر فى النصف الأول من القرن العشرين، وتحولت شخصياته إلى رموز اجتماعية، لم نزل نراها فى الشارع حتى الآن، ومن بعد ذلك جاءت المرحلة الفلسفية، حيث يتأمل الإنسان نفسه ويبحث عن وجوده، ومن بعد ذلك المرحلة الرمزية ومن خلالها يمكن أن نقرأ أولاد حارتنا وغيرها من الأعمال.
سيظل نجيب محفوظ خالدا لأنه كتب أعمالا خالدة مثل "الحرافيش" التى أبدعها فى سنة 1977، وهى الرواية الأعظم فى تاريخ الرواية العربية، من وجهة نظرى، لقد أبدع فيها وتجلى، وقدم كتابة رغم خصوصية التجربة لكنها عالمية الانتشار،  فالحرافيش وفتواتهم الذين ساروا فى شوارع المحروسة هم رموز لشخصيات وأزمنة مختلفة للانسان منذ خلقه الله وحتى يومنا هذا.   
بالطبع لا يمكن لنا التوقف أمام كل أعمال نجيب محفوظ، سنظلمه إن فعلنا ذلك، وسنظلم أنفسنا بالتالي.

لماذا شخص نجيب محفوظ خالد؟

جانب آخر سيمنح نجيب محفوظ الخلود إنه شخصه الرائع، فهو رجل محب للحياة، وفى الوقت نفسه زاهد فيما فى أيدى الناس، هو نهم للفن لا يشبع منه أبدا، والفن هنا ليس المقصود به الكتابة فقط، لكن استقباله لكل ما يصنع الصفاء للروح، والبحث عن بعض المتع الصغيرة، التى تجعل الإنسان فى حالة من الرغبة فى الاستمرار والابتعاد عن الشكوى والجأر بالمآسى طوال الوقت.
 كما ظل نجيب محفوظ مصرا على أن يملك قدرا من التسامح، الذى يظنه البعض غريبا ومبالغا فيه، لكنه فى الحقيقة ليس كذلك، لقد كان محفوظ يفعل ما تمليه عليه ذاته المحبة للخير والمتصالحة والمؤمنة بنقص النفس وعيوبها.

لماذا نحتاج نحن لـ خلود نجيب محفوظ؟

يمثل نجيب محفوظ لنا قيمة كبرى، إنه الأديب الأبرز فى تاريخ مصر الحديثة،  نتباهى به كما نتباهى فى العربية بالجاحظ وأبى الطيب المتنبى وأحمد شوقى وغيرهم من رموز الثقافة العربية.
كما كان لحصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل فى الأدب فى سنة 1988 نقلة كبرى فى تاريخ الأدب العربي، فقد وضعه نجيب محفوظ على خريطة العالم بالمعنى الرسمى، وصارت الثقافات العالمية الأخرى تعرف  كتابات نجيب محفوظ وتترجمها للغاتها المتعددة.
تشكلت قيمة نجيب محفوظ من هذه الثنائية العظيمة الجمع بين المحلية والعالمية فى وقت واحد، مما شكل أدبا إنسانيا عظيما، يتحدى الزمن، وستأتي أجيال كثيرة بعد ذلك تقف بإجلال أمام أدب نجيب محفوظ، وسيفخرون بأنهم أحفاده وأن موهبته ساكنة فى أرواحهم.
لذا نقول لنجيب محفوظ اليوم كل عام وأنت طيب يا سيد الرواية، وعشت خالدا بينا آلاف الأعوام.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة