كاتب الأميين.. "العرضحالجى" استثمر قدرته على التدوين وباع الشكاوى فى عرايض

الأربعاء، 01 ديسمبر 2021 11:44 ص
كاتب الأميين.. "العرضحالجى" استثمر قدرته على التدوين وباع الشكاوى فى عرايض العرضحالجى
كتب سليم على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بملابس متواضعة يجلس " العرضحالجى" على كرسي خشبي وأمامه مكتب خشبي صغير وفوقه شمسية، أمام المحكمة أو المصالح والدوائر الحكومية ليكتب للناس شكواهم نظير أجر معروف.. من هنا جاء دور العرضحالجى الذى جسدته الأفلام والدراما والذى مع مرور الزمن تلاشت هذه المهنة.

وجاء مصطلح " العرضحالجي" من "عرض حال" أو سرد الشكوى وظهرت في مصر لأول مرة في القرن التاسع عشر الميلادي، وبدأ استخدامها بمعنى "الشكوى" ابتداء من القرن الـ 19.

واشتهر "العرضحالجي" في قرى محافظات مصر، وتواجد أمام أقسام الشرطة لمساعدة المواطنين في تقديم شكواهم للمسئولين، وكان بمثابة الكاتب العمومي عندما كانت الغالبية القصوى من الشعب رجال ونساء أميون لا يعرفون الكتابة والقراءة وعندما يطلبون للشرطة أو الذهاب لتقديم بلاغ أو مذكرة أو خطاب أو أى شيء يتعلق بالورقة والقلم وكتابة المذكرات والدعاوى والرسائل كان العرضحالجي يقوم بكتابتها مقابل بعض الجنيهات، ويقبع مكانه دوما فى الشارع بجانب المصالح الحكومية ذات الصلة المباشرة بالمواطن كالمحاكم وأقسام الشرطة بكرسي وطاولة صغيرة والقلم ودواة الحبر وقلم الكوبيا الشهير.

وازدهرت مهنة "العرضحالجي"، في سبعينيات القرن الماضي، بعد إنشاء أول محكمة بدمياط، وجلسوا في أكشاك خشبية متجاورة بجوار المحكمة ومجلس المدينة والنيابة الإدارية، وزادت أعدادهم في المكان حتى تعدوا العشرين شخصا، وعلى كل كشك لوحة تحمل اسم صاحبه، وزينوا أكشاكهم بالصور واللوحات.

ومع انتشار التعليم وتطور المحاكم المصرية، بدأت مهنة "العرضحالجي" في الاندثار، وبدأ الناس يعتمدون على أنفسهم في الكتابة فلم يحتاجوا بعد ذلك للجوء إلى العرضحالجي، وبعدما كان يجمع خمسين جنيها في اليوم بدأ يقل عدد زبائنه حتى اختفى تدريجيا إلا أنه يوجد في بعض القرى النائية.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة