فى مدينة الخارجة القديمة بمحافظة الوادى الجديد ما زال هذا المنزل القديم صامداً أمام تحديات الزمن رغم مرور أكثر من 600 عام على بنائه إلا أن كل ركن فيه يحمل عبق الزمن القديم وتراث الأجداد من الجيل العاشر لأهالى الواحات الخارجة ممن عاشوا فيه وتعاقبت انسالهم على هذا المنزل الذى وقف وحيداً كآخر منزل تبقى من أعظم درب تاريخى كان يدب بالحياة والروح فى هذا المكان منذ عهد الرومان والعثمانيين وهو درب السندادية التاريخى.
ويعكس هذا المنزل المبنى على الطراز الواحاتى القديم ملامح الحياة القديمة فى الواحات منذ عدة قرون مع نهاية العصر الرومانى ومطلع الحكم الإسلامى فى مصر، وقد تحول إلى مزار سياحى ووجهة لعشاق التراث الواحاتى حيث يحتوى على عدد كبير من الغرف صغيرة الحجم وجيدة التهوية لكثرة منافذ الهواء بها كما أنه يضم ٤ طوابق مبنية بنظام شديد.
غرفة خاصة بالنوم فى المنزل
الطوب اللبن وخشب الدوم والسنط اهم مكونات المنزل
المنزل عمره يزيد عن 600 سنة
وأوضح عبد ربه أن درب السندادية كان يضم بوابة المتاريس وبوابة الشيخ عتمان وبوابة كتان، ويمتد طول الدرب حوالى 500 متر، وهو عبارة عن درب متعرج متفرع من عدة حارات صغيرة على جانبى من المنازل السكنية المتلاصقة، مؤكدا على أن منطقة درب السندادية تحولت إلى أثر بعد عين، وجرى تنفيذ مشروع التطوير الحضرى على المنازل المنهارة فى المكان.
متعلقات خاصة بالمقيمين فى المنزل
وأكد عبد ربه أن درب السندادية فى يمثل القرية الأصلية لواحة الخارجة التى نشأت بعد الفتح الإسلامى جنوبى جبل الطير، كما سبقت الإشارة، لكن يجب أن يؤخذ فى الاعتبار أن منشآت هذا الدرب لم تُبنَ دفعة واحدة، وإنما كانت تزيد وتمتد حسب الاحتياجات المتجددة للسكان.
ادوات خاصة بالمزارع الواحاتى القديم
وأفاد عبد ربه أنه على الرغم من عدم وجود روايات تاريخية تشير إلى تاريخ إنشاء هذا الدرب، بالإضافة إلى أن مبانيه خلت من وجود أية نصوص تأسيسية تساعد على تحديد تاريخ إنشائها، كما هو الحال ببعض مبانى بلدات الواحات الداخلة كالقصر وبلاط والقلمون وهنداو وبدخلو والعوينة، فإن بعض الباحثين أرجع بناء درب السندادية إلى القرن الرابع الهدجرى - العاشر الميلادى - دون الإشارة إلى مستندهم فى ذلك، ويبدو هذا الرأى منطقيًا ومقبولا.
استراحة للضيوف فى المنزل
وألمح عبد ربه أن درب السندادية تحدث عنه الدكتور محمد السيد ابو رحاب - استاذ ورئيس قسم الآثار بكلية الآداب جامعة اسيوط فى بحث باسم (درب السندادية بواحة الخارجة فى الصحراء الغربية - دراسة آثارية معمارية مقارنة ) أكد فيه أن الدراسات لم تلتفت إلى ما تبقى من نماذج العمارة التقليدية بواحة الخارجة، والتى اقتصرت – فى الوقت الحالى - على درب (حى أو حارة) السندادية بالخارجة القديمة، بعد أن تهدمت واختفت كل الدروب القديمة بهذه الواحة، كدرب العوامر ودرب الطيارة ودرب سلامون ودرب البحور ودرب الحصر ودرب النجارين ودرب الحدادين ودرب القشور وغيرها؛ بسبب هجرة سكانها إلى الأحياء والمساكن الحديثة، وهو المصير ذاته الذى تعرض له درب السندادية منذ تسعينيات القرن الماضى.
جانب من اعمال الفنانين بالواتدى
وأكد عبد ربه أن الدراسة تشير إلى أن الدرب أصبح مهددًا بالاندثار بعد أن ساءت حالة منشآته من دور ومقاعد وحوانيت، فقد تداعت سقوفها وجدرانها، ونزعت أخشاب النخيل والدوم التى تحمل أسقف كثير من هذه المنشآت، وكذلك المصاريع الخشبية لأبوابها، للاستفادة منها وإعادة استخدامها مرة أخرى؛ ما عجل بانهيار هذه المنشآت، وسد شبكة الطرق المؤدية إليها وإخفاء معالمها، فضلاً عن تداخل المساكن الحديثة المشيدة بمواد بناء دخيلة على البيئة، مع هذه المساكن التقليدية بصورة عشوائية، فى إطار عدم الوعى بأهمية هذا التراث من جهة، وعدم القدرة المادية على الحفاظ عليه من جهة أخرى.
جانب من اعمال الفنانين بالواتدى
غرفة الطعام فى الطابق الاخير من المنزل
تصميم المنزل ليتوائم مع البيئة الواحاتية
الطابق الرابع من المنزل
الكلاف الخاص بالدواب التى يستعين بها المزارع
متعلقات خاصة بسكان المنزل
المهراس الواحاتى لطحن الغلال
اداة تسلق النخيل معلقة على جانب الدرج
احدى الغرف الخاصة بتخزين الغلال
متعلقات خاصة بساكنى المنزل
غرفة المبيت فى المنزل
متعلقات المزارع الواحاتى القديم
الدرج المبنى من الطوب اللبن بالمنزل
فرن الخبيز القديم فى البيت الواحاتى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة