منجم من الذهب لا يحظى باهتمام الأندية وخاصة الأندية الكبرى في الدوري المصري، حيث يلقى قطاع الناشئين اهمالاً كبيرًا ليس من ناحية الدعم المادي أو الاهتمام بالناشئ، بل من ناحية الفرصة التي لا يحصل عليها اللاعب الصاعد حتى يتمكن من خدمة فريقه ومنتخب بلاده في المستقبل.
قطاع الناشئين من المفترض أن يكون الداعم الأول والرئيسي للفريق الأول في كل نادى يمتلك قطاع ناشئين على مستوى عال، وفى السنوات الماضية كان يعين كل نادٍ كاشف للمواهب يجوب جميع أنحاء البلاد بحثًا عن موهبة يضمها ناديه لقطاع الناشئين ليصبح نجمًا يخدم الفريق والمنتخب في المستقبل القريب، إلا إن الوضع حاليًا تغير وأصبح قطاع الناشئين وخاصة في الأندية الكبرى عبارة عن وسيلة للتربح وتحقيق المكاسب المادية فقط دون النظر إلى الفائدة التي ستعود على الفريق الأول ومن ثم خدمة المنتخب.
الأندية الكبرى مثل الأهلي والزمالك لا يعتمدون على لاعبين قطاع الناشئين بقدر ما يقومون بخروجهم على سبيل الإعارة لعدة سنوات ثم الاستغناء عن خدماتهم، وفى بعض الأحيان يعودون مرة أخرى ولكن عن طريق الشراء مقابل أموال باهظة، والسبب الأساسي في هذا الأمر إن الفرق الكبرى لا تمنح الفرصة الحقيقية للناشئ حتى يظهر أو يقدم أوراق اعتماده، بل تلجئ للاعب الجاهز سواء المحلى أو المحترف، مما يعود بالضرر على المنتخبات الوطنية بمختلف أعمارها لقلة العناصر المتاحة.
ويمتلك قطاع ناشئين القطبين وكذلك أندية بيراميدز والمقاولون العرب وغيرهم من الأندية الكبرى "منجم ذهب" من المواهب، لكنهم ينتظرون الحصول على فرصة حقيقية للظهور وعدم الاستغناء عنهم أو اعاراتهم مثلما حدث مؤخرًا مع لاعبى الزمالك حسام أشرف ياسين مرعى وغيرهم، فى المقابل احتفظ كارتيرون بعدد من الناشئين مع الفريق الأول لكن دون أن يحصلون على فرصة للمشاركة مثل سيد نيمار وأحمد زكى، وفى الأهلى هكذا حيث تمت إعارة أكثر من لاعب مثل عربى بدر ووليد مصطفى وأحمد السيد.
فى بالنظر لقائمة المنتخب الوطنى التي أعلن عنها كارلوس كيروش المدير الفني استعدادًا لمباراتى أنجولا والجابون، الشهر الحالي ضمن الجولتين الأخيرتين لتصفيات المجموعة الأفريقية السادسة لكأس العالم، نجد ظهور وجه جديد "أحمد ياسين" مدافع البنك الأهلى، الذى خرج من قطاع ناشئين المقاصة وحصل على فرصة حقيقية للظهور مع البنك الأهلى حتى قدم أوراق اعتماده ولفت نظر الجهاز الفني للمنتخب وانضم للقائمة لأول مرة.
على النقيض يعد نادى إنبي صاحب الريادة في الفترة الحالية في الاعتماد على قطاع الناشئين وتصعيد اللاعبين للفريق الأول ليكون ذخرًا في الجانب الفني والمادي في المستقبل حيث اعتمد الفريق البترولى بقيادة مديره الفني حلمى طولان على العديد من اللاعبين الناشئين وقدمهم بشكل جيد في مسابقة الدورى حيث أشرك المدرب 10 لاعبين في الموسم الماضى محققًا النسبة الأعلى بين أندية الدورى ونفس الحال في الموسم الجديد ليتفق ذلك مع سياسة النادى البترولى التي تعتمد على تسويق اللاعبين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة