عادل السنهورى

بين الأهلي والزمالك

الجمعة، 05 نوفمبر 2021 04:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في العديد من دول العالم وخاصة في أوروبا وأميركا اللاتينية ودولنا العربية ينحاز السياسيون والفنانون وكبار المشاهير الى الأندية الكبيرة صاحبة الجماهيرية الشعبية الجارفة داخل أو خارج حدود دولها مثل الريال مدريد وبرشلونة وميلان والاي سي ميلان وريفربليت وبوكا جونيورز في الأرجنتين أو ساوباولو وبالميراس وفلامنجو وسانتوس في البرازيل الى درجة أن كبار المسئولين من الوزراء ورؤساء الوزراء أصبحوا يمتلكون أندية شهيرة لكرة القدم

في مصر ...الكرة جذبت مشاهير السياسة والفن الى ملعبها منذ الخمسينات والستينات مع طغيان جماهيرية الأهلي والزمالك في الشارع المصري والعربي أيضا...ووصل الأمر الى تولي كبار المسئوليين في مصر رئاسة الناديين ورئاسة اتحاد كرة القدم

وفي الفن ربما استحوذ نادي الزمالك على شعبية كبيرة بين كبار الفنانين  مثل كوكب الشرق السيدة أم كلثوم التي لم تكن تفصح عن " زملكاويتها" بل كانت تقيم معظم حفلاتها بالنادي الأهلي حتى تعتم على اتجاهها الكروي بل كانت دائما ما تخرج من المأزق عند سؤالها عن النادي الذي تفضله بقولها انا مطربة لكل العرب وبالتالي كانت تبعد عنها اي اتجاه أو انحياز كروي.

لكنها في احدى المرات في جلساتها المنزلية ويشهد على ذلك الناقد الرياضي الشهير الزملكاوي محمود معروف قالت الزمالك هو نادي الفن وأنا فنانة يبقى طبيعي أبقي زملكاوية. لكنها كانت تخفى ذلك وتبرره بانها مطربة العرب جميعا.

وفي بداية الستينيات استضاف التليفزيون العربي( التليفزيون المصرى حاليا)موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، بعد أن شاعت أغنية "بين الأهلي والزمالك محتارة والله" التي لحنها للفنانة الكبيرة الشحرورة  صباح،  من كلمات الشاعر الراحل حسين السيد وكان على مقدم البرنامج الاعلامى الكبير صلاح زكي أن يكشف بمهارة انتماء عبد الوهاب الكروي، واعترف عبد الوهاب مع ملاحقة صلاح زكي له بزملكاويته وعلل حبه للزمالك بأنه فريق يلعب بمزاج كمزاج الفنان، أي أنه فريق يؤدي حسب حالته النفسية،

العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ أحب نادي الزمالك في البداية فكل من ساندوه ووقفوا بجواره في بداية مشواره كانوا زملكاوية فمنهم حافظ عبد الوهاب الذي اعطاه اسمه كان زملكاويا وكمال الطويل ايضا عاشقا لنفس النادي، وأول من قدمه للحفلات الغنائية هو جلال معوض زملكاوي وكان له علاقات كبيرة بين اعضاء نادي الزمالك مثل علاء الحامولي ونور الدالي ولكن حدث خلاف بينه وبين احد اعضاء نادي الزمالك ليقرر الانسحاب وعدم دخول نادي الزمالك ثانية.

ثم تتغير البوصلة وعندما أصبح العندليب صديقا للفنان عمر الشريف وزوجته انذاك فاتن حمامة المعروف عنهما انهما اهلاوية حتي النخاع وايضا تعرف على الفنان فريد شوقي المتعصب للغاية للأحمر ليقرر حليم ان يكون اهلويا ويصبح من اقرب الاصدقاء للكابتن صالح سليم ويعلن أنه أهلاوي وخاصة بعد ان توطدت علاقته بالفنانة شادية ونادية لطفي وسعاد حسني مشجعات النادي الأحمر.

من أكثر العائلات التي كانت تشجع النادي الأهلي هي عائلة اباظة والتي كان ينتمي اليها الفنان رشدي اباظة. الا أن رشدي شذ عن باقي افراد عائلته ليعلن حبه بل وعشقه لنادي الزمالك وبالتالي كان رشدي هو صاحب فكرة تأسيس مجموعة الفنانين الزمالكاوية التي كانت تضم في عضويتها احمد مظهر، بوسي، نور الشريف، شكري سرحان، سيد اسماعيل، فؤاد المهندس، شويكار، يونس شلبي، السيد راضي، هاني شاكر، ليلي فوزي وزوجها جلال معوض، عبد الله غيث وشقيقه حمدي غيث.

وكانت تعقد اجتماعاتهم في منزل ليلي فوزي بعمارة (ليبون) بالزمالك الملاصقة لحديقة الاسماك ومركز الشباب ويجتمع معهم المهندس محمد حسن حلمي والكابتن محمد لطيف والمهندس نور الدالي والكابتن يكن ونبيل نصير.

الفنان نور الشريف انضم إلي اعضاء نادي الزمالك كلاعب هاوٍ قبل ان يلتحق بالفن وبالتالي كان عشقه الاول للنادي الزمالك ولم يخف يوما هذا الاتجاه الكروي بل كان يساند النادي في جميع انتصاراته وكبواته وعندما ظهر هذا الانتماء كان عن طريق تجسيد دور لاعب في نادي الزمالك (شحاتة ابو كف) في فيلمه غريب في بيتي مع سندريللا الشاشة سعاد حسني.

كان فريد شوقي اهلاويا متعصبا فقد كان يناصر الاهلي في جميع مبارياته وازماته بل كان له صلات وثيقة بكل اعضاء النادي وكان يلجأ اليه في كثير من مشاكل النادي اما صلاح السعدني الذي كان يفاخر بأنه اهلاوي فقد كان يعتذر عن تصوير اي اعمال فنية حال إذاعة أي مباراة للنادي الاهلي اما الفنان عزت العلايلي فكان يعشق النادي الاهلي منذ ان كان شابا يقطن حي السيدة زينب وظل كذلك يناصر ناديه ويدافع عن كبواته.

ويبقى أن نتذكر الزملكاوية الكبار مثل الدكتور مجدي يعقوب والدكتور أحمد زويل والأديب العالمي نجيب محفوظ والفنان فريد الأطرش ومن الجيل التالي هاني شاكر ومحمد منير وعمرو دياب ومحمد الحلو ومدحت صالح وأحمد عز.

علينا أن نشجع ونستمتع باللعبة الحلوة بعيدا عن التعصب الأعمى الذي لا ينتج عنه سوى الفتنة والعصبية والكراهية بين الجماهير...أنت أهلاوي ولا زملكاوي.. الاثنين حلوين ....الاثنين جامدين

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة