حازم صلاح الدين

الأهلي والزمالك.. قمة الدهاء بين موسيمانى وكارتيرون

الجمعة، 05 نوفمبر 2021 10:55 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مباراة الأهلي والزمالك فى القمة 123 بكل تأكيد سيكون لها النصيب الأكبر من أنظار جماهير الكرة المصرية والعربية لمتابعة مباراة الفريقين على أرض استاد القاهرة في الجولة الثالثة من عمر مسابقة الدوري الممتاز، خصوصًا أن هذه المواجهة دائما وأبدًا ما تشهد ندية وإثارة كبيرة، مما جعلها تصنف من أقوى الدربيات في الشرق الأوسط.

مباراة الاهلي والزمالك تحمل شعار "لا بديل عن الفوز"، خصوصاً أن حصد النقاط الثلاث لأى فريق ستجعله ينفرد بصدارة الدورى ، بينما ستكون نتيجة التعادل غير مرضية لكليهما لأنها ستعطل من مسيرتهما وتمنح بيراميدز المنافس الثالث البقاء على القمة بلا منازع بعد فوزه الأخير على الاتحاد السكندري.

الزمالك صاحب الأرض يخوض المباراة منتشياً بالفوز الأخير الذى حققه على حساب طلائع الجيش فى الجولة الأخيرة بهدفين دون رد وقبله الفوز على إنبي بنفس النتيجة، مما جعله يمتلك فى بنك رصيده 6 نقاط،ويسعى إلى الفوز بالقمة لمواصلة الانتصارات والانفراد بالصدارة.

نفس الحال للأهلي بعد فوزه فى مباراته الماضية أمام البنك الأهلى بهدف دون مقابل وقبلها الفوز على الإسماعيلي برباعية نظيفة ليمتلك نفس رصيد الزمالك من النقاط، لكن فارق الأهداف يصب فى مصلحة أبناء القلعة الحمراء، وهدف الفريق خلال مواجهة القمة انتزاع الفوز للانفراد بالصدارة، والمضي قدما نحو استعادة اللقب المحلي مرة أخري بعد أن انتزعه الزمالك في الموسم الماضي.

خططيًا، يلعب الأهلي والزمالك بنفس الطريقة من خلال الاعتماد على طريقة (4-2-3-1)، وهى الطريقة التى يتبعها معظم الأندية ليس فى الدورى المحلى وإنما داخل أغلبية الدوريات العالمية، حيث تعتمد هذه الطريقة على وجود 4 لاعبين فى الدفاع، وأمامهم محورى ارتكاز فى وسط الملعب، يقومان بدعم المدافعين والمساندة الهجومية فى بعض الأحيان على حسب سير اللقاء،ويقف أمامهم 3 لاعبين فى وسط الملعب، اثنان منهما كأجنحة (يسار ويمين) وصانع ألعاب خلف مهاجم وحيد.

ورغم قيام الجنوب أفريقي بيتسو موسيمانى المدير للأهلى تغيير هذه الطريقة في أول مباراتين بدوري الموسم الحالي أمام الإسماعيلي والبنك من خلال الاعتماد على طريقة 3-4-3، إلا أن كل الشواهد تؤكد أنه سيعود إلى الطريقة المعتادة في مواجهة الزمالك، خوفًا من التعرض لهزات عنيفة في منطقة المناورات والهجوم، لاسيما أن المنافس مختلف هذه المرة.

اعتماد الأهلى والزمالك على نفس الطريقة، يؤكد أنه من المتوقع أن تشهد المباراة ندية كبيرة، لاسيما فى حال تطبيق هذه الخطة بحذافيرها من جانب اللاعبين على أرض الملعب، وهنا نحن أمام إمكانية حدوث سيناريوهين:

السيناريو الأول فى مباراة الاهلي والزمالك: وقوع لاعبو الفريقين "فريسة" للالتزام الدفاعى البحت، وعدم خلق فرص تهديفية كثيرة حتى تخرج فى النهاية بالمستوى الهجومى غير المأمول.

السيناريو الثاني فى مباراة الاهلي والزمالك : الهجوم المتبادل السريع بعد تحركات لاعبى خط الوسط والأجنحة والضغط المستمر على المدافعين مما يخلق فرصة إحراز أهداف هنا وهناك على غرار مباريات الفريقين في الفترة الأخيرة والتي تشهد مواجهات ماراثونية وحماس شديد بين اللاعبين.

على أرض الواقع، فإن الفرصة مواتية لتقديم مباراة جيدة، ووفقاً للأوراق المتاحة للجهازين الفنيين للفريقين سيتضح بشكل كبير، فمن المتوقع أن يخوض موسيمانى اللقاء بتشكيل مكون من:

واستقر موسيماني علي مشاركة محمد شريف بشكل أساسي في الهجوم وتغيير طريقة اللعب التي بدأ بها الفريق الأحمر أخر مواجهتين، من المتوقع أن يكون تشكيل الأهلي كالتالي: محمد الشناوي في حراسة المرمي،أمامه بدر بانون وأيمن أشرف وأكرم توفيق وعلي معلول،وفي الوسط يلعب عمرو السولية وأليو ديانج وحمدى فتحي ،أمامهما قفشة وبيرسي تاو،وفي الهجوم محمد شريف.

على الجانب الآخر، يعتمد كارتيرون على نفس التشكيل الذى يخوض به مباريات الأخيرة، فمن المتوقع أن يتكون التشكيل من:

واستقر كارتيرون على التشكيل الذي سيخوض به المباراة، حيث من المتوقع أن يبدأ محمد أبو جبل في حراسة المرمي،ومحمد عبدالشافي ومحمود علاء ومحمود حمدي الونش وحمزة المثلوثي في الدفاع،وطارق حامد وإمام عاشور وأحمد سيد زيزو وأوباما وأشرف بن شرقي في الوسط ،وعمر السعيد في رأس الحربة.

التشكيل المتوقع فى مباراة الاهلي والزمالك يؤكد أن منطقة المناورات سيكون عليها عامل كبير فى حسم نتيجة المباراة لطرف على حساب الآخر، لذلك فإن الفريق الذى سيستطيع الدفاع الجيد من منتصف ملعبه والاعتماد على أخطاء خصمه فى بناء الهجمات السريعة واستغلال أنصاف الفرص سيكون له الكلمة العليا.

المعركة الثنائية فى مباراة الاهلي والزمالك خارج الخطوط لها عامل كبير أيضًا.. موسيماني يخطط للحد من خطورة ثنائي بن شرقي وزيزو تحديدًا عبر فرض رقابة لصيقة عليهما وعدم ترك مساحات أمامهما للتحرك أو تمرير كرات للمهاجمين أو التسديد على المرمى، بالإضافة إلى تحفيز لاعبيه وكيفية استغلالها لتحقيق المكسب في أول مباراتين.

أما كارتيرون فيخطط لاستخدام كل أسلحته لإخماد تفوق الأهلى والسيطرة على قوته الضاربة من أجل خطف المركز الأول وتعزيز فرصة المنافسة بقوة والحفاظ على اللقب للمرة الثانية على التوالي.

لكن الملاحظ هنا بعيدًا عن خطط المدربين في المباراة أن "الداهية" موسيماني و"الثعلب" كارتيرون ينتميان لمدرسة التنويم المغناطيسي للفرق المنافسة حتى الحصول على الهدف المطلوب، فمن المعروف أن المدرب الجنوب أفريقي يجيد اللعب على تلك المنطقة، حيث إنه استخدم هذا الأسلوب مع الزمالك في عام 2016، عندما كان يدرب صن داونز، وتحديدًا قبل مواجهة نهائي دوري أبطال أفريقيا وقال وقتها:" بالتأكيد أتوقع خسارة اللقب لصالح بطل مصر.. فنحن لا نملك تاريخا كبيرا ولا نملك أسطورة مثل شيكابالا".. ثم كانت المفاجأة فوز فريقه باللقب.

 موسيمانى كرر الموقف ذاته، لكن هذه المرة كانت مع الأهلي في نسخة 2019 خلال مباراة ذهاب ربع النهائي،حينما قال: "نحن فريق أولاد أمام العملاق الأهلى".. وحقق حينها مفاجأة كبرى وفاز بخماسية نظيفة، واستمر على نفس النهج حتى بعد توليه مهمة تدريب المارد الأحمر.

أسلوب الفرنسي كارتيرون لا يختلف كثيرًا، فهو معروف أنه يسير على نفس الدرب خلال أحاديثه أو طريقة لعبه مع الزمالك التي تعتمد على خطف الأهداف بأقل مجهود، وكان تصريحه الأخير عن توقعه لمباراة القمة بأنه يرى الأهلى الأقرب للفوز في ظل التدعيمات الأخيرة بالميركاتو الصيفي، أشبه بنفس أسلوب موسيماني بحثا عن الحصول على أكبر من تحفيز لاعبيه وتصدير فكرة أمام المنافس أنه لا يمتلك البدائل أو الحلول لخطف الفوز من بين أنياب الفريق الأحمر.

هنا أؤكد أن الفريق الذي سيفوز بالمباراة هو صاحب الروح القتالية والتعامل بمنتهى الجدية مع كل تفاصيل المباراة، والتهيئة النفسية المسبقة للاعبين، والأداء الجماعى داخل الملعب بفضل ترابط الخطوط وحسن الانتشار لاسيما فى خط الوسط حيث يقومون بأدوار دفاعية وهجومية مزدوجة.

ختامًا، أتمنى أن تخرج المباراة مغلفة بالروح الرياضية بين الأهلى والزمالك، لأن المستفيد الأكبر هنا سيكون المنتخب الوطني الذي يستعد لمواجهات حاسمة في تصفيات افريقيا المؤهلة إلى كأس العام 2022.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة