أزمة المهاجرين غير الشرعيين صداع مزمن فى رأس أوروبا.. إسبانيا تفكك عصابة تهرب البشر فى الشاحنات.. وإيطاليا تدعو الدول الأوروبية للمساعدة فى إنقاذهم.. و12 دولة تسعى لبناء جدران أسلاك شائكة مسألة تثير الجدل

الجمعة، 05 نوفمبر 2021 06:30 م
أزمة المهاجرين غير الشرعيين صداع مزمن فى رأس أوروبا.. إسبانيا تفكك عصابة تهرب البشر فى الشاحنات.. وإيطاليا تدعو الدول الأوروبية للمساعدة فى إنقاذهم.. و12 دولة تسعى لبناء جدران أسلاك شائكة مسألة تثير الجدل الهجرة فى أوروبا
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أصبح ملف الهجرة يرهق الدول الأوروبية، وسط غياب الحلول العملية لموجات المهاجرين، بالإضافة إلى الهجرة غير شرعية وكيفية مواجهتها، فتظهر عصابات وشبكات إجرامية تستغل تلك الأزمة من أجل تحقيق مكاسب من استغلال ظروف المهاجرين ومساعدتهم على تهريبهم إلى أوروبا.

 

وكانت من بين هذه العصابات، التى تم اعتقال أفرادها فى إسبانيا، بعد مساعدة قوات الشرطة من تسع دول فى تفكيك شبكة دخلت بشكل غير قانونى مئات الباكستانيين إلى الاتحاد الأوروبى عبر شبه جزيرة البلقان، وجمعتهم فى ظهور الشاحنات وفرضت عليهم ما يصل إلى 20 ألف يورو من كل منها.

 

وأشارت صحيفة "20 مينوتوس" الإسبانية إلى أن المهاجرين تم نقلهم فى ظروف خطرة وغير إنسانية فى شاحنات تنقل أكثر من 50 شخصا فى مساحة 8 أمتار مربعة، بحسب ما أوردته الشرطة الوطنية.

 

وشاركت شرطة البوسنة وكرواتيا وسلوفينيا وفرنسا واليونان وإيطاليا ورومانيا فى العملية، التى كشفت كيفية عمل مجموعات التهريب، بدعم من اليوروبول، وهى وكالة التعاون التابعة للاتحاد الأوروبى، وتم القبض على 15 شخصًا، من بينهم 12 إسبانيًا، للاشتباه فى دخولهم ما لا يقل عن 400 مهاجر إلى الاتحاد الأوروبى فى الأشهر الثمانية الماضية. وصنف اليوروبول زعيم الشبكة، الذى تم اعتقاله فى رومانيا، بأنه "هدف عالى القيمة"، ولكنهم لم يكشفوا عن جنسيتهم.

 

وأشار المحققون إلى أن شبكة مهربى البشر اعتقلت مهاجرين فى باكستان وأرسلتهم إلى الاتحاد الأوروبى عبر شبه جزيرة البلقان. كان مخيم بيهاتش للاجئين فى البوسنة بمثابة مركز عمليات الشبكة، وفقًا للشرطة الإسبانية واليوروبول.

 

وبحسب السلطات، عبر المهاجرون الجبال التى تفصل البوسنة عن كرواتيا، العضو الأخير فى الاتحاد الأوروبى، سيرًا على الأقدام بمساعدة المهربين.

 

وقام سائقو الشاحنات من إسبانيا بعد ذلك بنقل المهاجرين الباكستانيين إلى الحدود الكرواتية السلوفينية. وبمجرد وصولهم إلى هناك، اضطر المهاجرون إلى السير مرة أخرى قبل تحميلهم على شاحنة أخرى موجودة بالفعل فى الأراضى السلوفينية، ليتم نقلهم إلى وجهاتهم النهائية.

 

وأوضحت الشرطة أن السعر الذى فرضه المهربون لنقل شخص من البوسنة إلى سلوفينيا كان 3000 يورو، ومن البوسنة إلى إيطاليا كان السعر يتراوح بين 5000 و 8000 يورو، وتراوح السعر المفروض على نقل مهاجر من باكستان إلى آخر دولة فى الاتحاد الأوروبى من 12000 يورو إلى 20000 يورو (13876 دولارًا إلى 23127 دولارًا).

 

تم استئجار الشاحنات فى إسبانيا، وذكرت الشرطة الإسبانية أن السائقين كانوا على دراية كاملة بنوع الحمولة التى كانوا ينقلونها. وقالت الشرطة الإسبانية أن سيارة رافقت كل شاحنة لتحذيرهم من نقاط تفتيش محتملة، وأضافت الشرطة أن سيارات وشاحنات من عصابة التهريب استخدمت أيضا فى تهريب المخدرات.

 

بدأت العملية عندما اعترضت الشرطة الإسبانية شاحنة تقل 77 شخصًا، أربعة منهم قاصرون، فى تاريخ لم يكشف عنه.

 

قالت الشرطة، إن ظروف السفر كانت محفوفة بالمخاطر لدرجة أن المهاجرين اضطروا إلى إحداث ثقوب فى الشاحنات لاستنشاق الهواء النقي.

 

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، أن الاتحاد الأوروبى لن يمول "أسلاكا شائكة وجدرانا" على حدوده لمنع دخول المهاجرين، وقالت فون دير لاين فى وقت سابق "كنت فى غاية الوضوح حول أن هناك منذ زمن طويل موقفا مشتركا للمفوضية والبرلمان الأوروبى حول عدم تخصيص تمويل لأسلاك شائكة وجدران"، حيث أن 12 دولة أوروبية تسعى لبناء جدران لمنع الهجرة.

 

ونصبت ليتوانيا سياجا من الأسلاك الشائكة على طول حدودها مع بيلاروسيا لوقف تدفق المهاجرين الذى يتهم نظام الرئيس ألكسندر لوكاشنكو بتدبيره.

 

وتسعى رئيس ليتوانيا جيتاناس ناوسيدا، مثل هذه التدابير "ذات ضرورة قصوى على المدى القريب للتعامل مع هذه الأزمة".

 

وكان وزراء داخلية 12 دولة هى النمسا وبلغاريا وقبرص والدنمارك وإستونيا واليونان والمجر وليتوانيا ولاتفيا وبولندا والجمهورية التشيكية وسلوفاكيا، كتبوا فى رسالة إلى المفوضية الأوروبية فى 7 أكتوبر لمطالبة الاتحاد الأوروبى.

 

أما فى إيطاليا فأعلنت الحكومة الإيطالية توقيع بروتوكول إنشاء "ممرات إنسانية وعمليات إجلاء"، بمقر وزارة الداخلية فى روما، يسمح لـ1200 لاجئ أفغانى فى دول الجوار (إيران وباكستان) بدخول البلاد بصورة قانونية.

 

وأشارت وزارة الخارجية الإيطالية فى بيان إلى أن المدير العام لسياسات الهجرة، لويجى ماريا فينيالى وقع نيابة عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولى وذلك بحضور وزيرة الداخلية لوتشانا لامورجيزي.

 

وحسب البيان، فإن الموقعين على الاتفاقية، إضافة إلى وزارتى الداخلية والخارجية، هم المنظمة الدولية للهجرة ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمات المجتمع المدنى الإيطالية، من ضمنها جماعة سانت إيجيديو ومنظمة كاريتاس.

 

وكانت وزيرة الداخلية الإيطالية لوتشيانا لامورجيزى أكدت أمس الخميس، أن انقاذ الأرواح عملا نبيلا، إلا أن إيطاليا لا يمكنها فعل ذلك بمفردها.

 

ونقلت وكالة نوفا الإيطالية عن الوزيرة قولها "إن هناك العديد من السفن التابعة لمنظمات حقوقية وعلى متنها الكثير من المهاجرين. إنقاذهم أمر صائب، لكنه ليس من العدل أن تقوم إيطاليا وحدها بهذا الأمر"، فى دعوة لبقية الدول للانضمام لعمليات إنقاذ المهاجرين.

 

وأضافت لامورجيزى، خلال تقديم مذكرة تفاهم لاستقبال مواطنين أفغان: "لا يمكن أن تكون حمولة السفن لبلد الهبوط فقط"، مشيرة إلى أن "إيطاليا دولة مرحب، إلا أن أوروبا تغيب فى بعض الأحيان. أوروبا لابد أن تكون أكثر دعما ومشاركة فى المشكلات التى لا يمكن أن تقع على بعض الدول فقط."

 

وتابعت الوزيرة، التى طالما تعرضت لانتقادات من أحزاب يمينية حول إدارتها لأزمة المهاجرين، "لا يمكن أن يكون هذا عبئًا يجب أن تتحمله دولة واحدة فقط لأنها مكان الهبوط الأول".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة