أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب:العاصمة‭ ‬الإدارية 79‭ ‬شهرا‭ ‬من‭ ‬الحلم..رمز‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجديدة‬..تتزامن‭ ‬مع‭ ‬خطوات‭ ‬تتعلق‭ ‬بالحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬وإدارة‭ ‬التنوع ‭‬والاتجاه لتحسين‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬والخدمات‭ ‬الحكومية

الجمعة، 05 نوفمبر 2021 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬فقط‭ ‬كانت‭ ‬العاصمة‭ ‬الإدارية‭ ‬الجديدة‭ ‬مجرد‭ ‬فكرة،‭ ‬ظلت‭ ‬تراوح‭ ‬مكانها‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود،‭ ‬مع‭ ‬توقعات‭ ‬بأن‭ ‬تصل‭ ‬القاهرة‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الجمود‭ ‬والشلل‭ ‬المرورى‭ ‬والخدمات،‭ ‬وكان‭ ‬الخبراء‭ ‬يطالبون‭ ‬بضرورة‭ ‬إخلاء‭ ‬القاهرة‭ ‬من‭ ‬الوزارات‭ ‬والمقار‭ ‬الحكومية،‭ ‬وفى‭ ‬13‭ ‬مارس‭ ‬2015‭ ‬أعلن‭ ‬الرئيس‭ ‬عن‭ ‬البدء‭ ‬فى‭ ‬إنشاء‭ ‬العاصمة‭ ‬الإدارية،‭ ‬ويومها‭ ‬بدا‭ ‬الأمر‭ ‬أقرب‭ ‬للخيال،‭ ‬كان‭ ‬الاقتصاد‭ ‬يعانى‭ ‬والاحتياطى‭ ‬النقدى‭ ‬متآكلا،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬عددا‭ ‬ممن‭ ‬كانوا‭ ‬يطالبون‭ ‬بالعاصمة‭ ‬يسألون‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬وكيف؟،‭ ‬وراهن‭ ‬كثيرون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬مجرد‭ ‬إعلان،‭ ‬اليوم‭ ‬بعد‭ ‬79‭ ‬شهرا‭ ‬فقط،‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬و7‭ ‬أشهر،‭ ‬أصبحت‭ ‬العاصمة‭ ‬اليوم‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬قوة‭ ‬الحلم‭ ‬وإرادة‭ ‬الفعل،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬أجابت‭ ‬عن‭ ‬أسئلة‭ ‬طرحها‭ ‬البعض‭ ‬قلقا‭ ‬أو‭ ‬خوفا‭.‬
 
المفارقة‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬إطلاق‭ ‬برنامج‭ ‬الإصلاح‭ ‬الاقتصادى‭ ‬والبدء‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬العاصمة‭ ‬الإدارية،‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬كانت‭ ‬الدولة‭ ‬تواجه‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وتواصل‭ ‬البناء‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬الاتجاهات،‭ ‬ومع‭ ‬الوقت‭ ‬بدأ‭ ‬العمل‭ ‬بسرعة،‭ ‬مع‭ ‬الرهان‭ ‬على‭ ‬القدرة‭ ‬الذاتية‭ ‬المصرية‭ ‬وهو‭ ‬رهان‭ ‬نجح‭ ‬وأصبحت‭ ‬العاصمة‭ ‬الإدارية‭ ‬واقعا،‭ ‬ووجه‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى،‭ ‬الحكومة‭ ‬بالبدء‭ ‬فى‭ ‬الانتقال‭ ‬الفعلى‭ ‬للحى‭ ‬الحكومى‭ ‬بالعاصمة‭ ‬الإدارية‭ ‬الجديدة‭ ‬اعتبارا‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬المقبل،‭ ‬لفترة‭ ‬انتقالية‭ ‬تجريبية‭ ‬لمدة‭ ‬6‭ ‬أشهر،‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬المرحلة‭ ‬التجهيزية‭ ‬الحالية‭ ‬لمقار‭ ‬ومنشآت‭ ‬الحى‭ ‬الحكومى‭. ‬
 
هناك‭ ‬استعدادات‭ ‬للمؤسسات‭ ‬التشريعية‭ ‬والقضائية‭ ‬والثقافية،‭ ‬واللافت‭ ‬أن‭ ‬استعراض‭ ‬موقف‭ ‬المشروعات‭ ‬داخل‭ ‬العاصمة‭ ‬الإدارية‭ ‬الجديدة،‭ ‬تزامن‭ ‬مع‭ ‬سير‭ ‬العمل‭ ‬بمدينة‭ ‬العلمين‭ ‬الجديدة،‭ ‬وما‭ ‬تضمه‭ ‬من‭ ‬مشروعات،‭ ‬مثل‭ ‬الأبراج‭ ‬والمدينة‭ ‬التراثية‭ ‬والحى‭ ‬اللاتينى‭ ‬والمنطقة‭ ‬الترفيهية‭ ‬والطرق‭ ‬وجامعة‭ ‬العلمين‭ ‬الدولية‭ ‬للعلوم‭ ‬والتكنولوجيا،‭ ‬وعرض‭ ‬الموقف‭ ‬التنفيذى‭ ‬للمرافق‭ ‬والمنشآت‭ ‬والخدمات‭ ‬بمدينة‭ ‬المنصورة‭ ‬الجديدة،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الجامعة‭ ‬ومدارس‭ ‬التعليم‭ ‬الأساسى‭ ‬والأحياء‭ ‬السكنية‭ ‬والكورنيش‭.‬
 
‭ ‬وفى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬يتابع‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى،‭ ‬عملية‭ ‬تطوير‭ ‬منطقة‭ ‬القاهرة‭ ‬التاريخية،‭ ‬والتى‭ ‬تهدف‭ ‬لاستعادة‭ ‬الوجه‭ ‬الحضارى‭ ‬للقاهرة،‭ ‬وجعلها‭ ‬منطقة‭ ‬جذب‭ ‬سياحى‭ ‬وترفيهى‭ ‬وثقافى،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬عملية‭ ‬التطوير‭ ‬الجارية‭ ‬فى‭ ‬حديقة‭ ‬عين‭ ‬الصيرة‭ ‬ومثلث‭ ‬ماسبيرو،‭ ‬و«ممشى‭ ‬أهل‭ ‬مصر‮»‬،‭ ‬والذى‭ ‬يُعد‭ ‬أحد‭ ‬المشروعات‭ ‬الترفيهية‭ ‬المهمة،‭ ‬والتى‭ ‬ستزيد‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬المسطحات‭ ‬الخضراء‭ ‬على‭ ‬ضفتى‭ ‬كورنيش‭ ‬النيل‭.‬
 
كل‭ ‬هذا‭ ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬بدا‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬الخيال‭ ‬أصبح‭ ‬واقعا،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تجهيزا‭ ‬للعاملين‭ ‬فى‭ ‬العاصمة‭ ‬الإدارية،‭ ‬وفى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬السير‭ ‬فى‭ ‬مبادرة‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬لإعادة‭ ‬صياغة‭ ‬الريف‭ ‬ضمن‭ ‬عملية‭ ‬التنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬منظومة‭ ‬المصارف‭ ‬فى‭ ‬الدلتا‭ ‬ومعالجة‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الزراعى،‭ ‬بهدف‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬التى‭ ‬تفقد‭ ‬فى‭ ‬البحيرات‭ ‬والبحر‭ ‬المتوسط،‭ ‬وذلك‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬استراتيجية‭ ‬الدولة‭ ‬لتعظيم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬موارد‭ ‬المياه‭ ‬وزيادة‭ ‬رقعة‭ ‬الأراضى‭ ‬الزراعية،‭ ‬
وهى‭ ‬إجابة‭ ‬لأسئلة‭ ‬ظلت‭ ‬مطروحة‭ ‬حول‭ ‬الأولويات،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتنمية‭. ‬العاصمة‭ ‬الإدارية‭ ‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬إرادة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬لحلم‭ ‬بدا‭ ‬مستحيلا،‭ ‬يشمل‭ ‬البشر‭ ‬مع‭ ‬المبانى،‭ ‬ويشير‭ ‬إلى‭ ‬تخطيط‭ ‬واضح،‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬الملفات‭ ‬التى‭ ‬بقيت‭ ‬مفتوحة‭ ‬لعقود،‭ ‬الدولة‭ ‬تتحرك‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬الاتجاهات‭ ‬والملفات،‭ ‬العاصمة‭ ‬الإدارية‭ ‬والعلمين‭ ‬ومبادرة‭ ‬‮«‬حياة‭ ‬كريمة‮»‬،‭ ‬توازيا‭ ‬مع‭ ‬أنفاق‭ ‬سيناء‭ ‬وتنميتها‭ ‬زراعيا‭ ‬وصناعيا،‭ ‬ونقل‭ ‬التنمية‭ ‬تمهيدا‭ ‬لتوسع‭ ‬اجتماعى‭ ‬يسكن‭ ‬التوسع‭ ‬العمرانى،‭ ‬ونفس‭ ‬الشىء‭ ‬فى‭ ‬القطاع‭ ‬الشمالى‭ ‬الغربى‭ ‬‮«‬العلمين‮»‬،‭ ‬وأراضى‭ ‬الدلتا‭ ‬الجديدة‭ ‬وسيناء،‭ ‬وشبكة‭ ‬الطرق‭ ‬والقطارات‭ ‬والمونوريل‭ ‬والقطار‭ ‬الكهربائى‭ ‬والسريع،‭ ‬وربط‭ ‬موانئ‭ ‬البحرين‭ ‬الأحمر‭ ‬والمتوسط،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬دخول‭ ‬الدولة‭ ‬للريف‭ ‬وضمه‭ ‬إلى‭ ‬خطط‭ ‬التنمية‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬يجعله‭ ‬مجرد‭ ‬مخزن‭ ‬للأصوات‭ ‬الانتخابية،‭ ‬مثلما‭ ‬كان‭ ‬فى‭ ‬السابق‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬عقود،‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬فكر‭ ‬الدولة‭ ‬نحو‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬
 
العاصمة‭ ‬الإدارية‭ ‬الجديدة‭ ‬رمز‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجديدة‭ ‬وتتزامن‭ ‬مع‭ ‬خطوات‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬وإدارة‭ ‬التنوع‭ ‬فى‭ ‬مجتمع‭ ‬الـ100‭ ‬مليون،‭ ‬والاتجاه‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬والخدمات‭ ‬الحكومية،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬منفصلة،‭ ‬فإخلاء‭ ‬المبانى‭ ‬الحكومية‭ ‬يخفف‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬القاهرة‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تحتمل،‭ ‬وفى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬تشهد‭ ‬عملية‭ ‬تحديث‭ ‬شامل،‭ ‬يعيد‭ ‬للمبانى‭ ‬والشوارع‭ ‬صورتها‭ ‬ورونقها،‭ ‬العاصمة‭ ‬الجديدة‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬القاهرة،‭ ‬ترتبط‭ ‬بشبكة‭ ‬مواصلات‭ ‬حديثة،‭ ‬وهى‭ ‬ليست‭ ‬مبانى‭ ‬وقواعد‭ ‬معلومات‭ ‬فقط،‭ ‬لكنها‭ ‬أيضا‭ ‬ستكون‭ ‬عقل‭ ‬الإدارة‭ ‬وقلبها،‭ ‬وتعبير‭ ‬عن‭ ‬إرادة‭ ‬المصريين‭ ‬فى‭ ‬سنوات‭ ‬قليلة،‭ ‬وهو‭ ‬إنجاز‭ ‬أبطاله‭ ‬هم‭ ‬المصريون‭ ‬وحدهم،‭ ‬والذين‭ ‬يحق‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬يجنوا‭ ‬الثمار‭ ‬فى‭ ‬جودة‭ ‬الخدمات‭ ‬والمشاركة‭ ‬فى‭ ‬عوائد‭ ‬التنمية‭.‬
 

 

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة