الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بميلاد ورسامة البابا تواضروس الثانى.. البطريرك 118 فى تاريخ الكنيسة.. والده تنبأ برسامته أسقفا وقت طفولته.. درس بكلية الصيدلة وعشق التصوير الفوتوغرافى واختياره بطريرك جاء يوم ميلاده

الخميس، 04 نوفمبر 2021 11:00 ص
الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بميلاد ورسامة البابا تواضروس الثانى.. البطريرك 118 فى تاريخ الكنيسة.. والده تنبأ برسامته أسقفا وقت طفولته.. درس بكلية الصيدلة وعشق التصوير الفوتوغرافى واختياره بطريرك جاء يوم ميلاده قداسة البابا تواضروس الثانى
كتب: محمد الأحمدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية اليوم الخميس، بمناسبتين هامتين، الاولى ميلاد قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، والثانية ذكرى اختياره بطريركا للكنيسة.

ويعتبر قداسة البابا تواضروس الثانى البطريرك 118 في تاريخ الكنيسة، ويعنى اسم تواضروس عطية الله باللغة القبطية، وولد البابا تواضروس يوم الثلاثاء الموافق 4 نوفمبر سنة 1952 م، وهو نفس يوم وقوع القرعة عليه لاختياره للبطريركية عام 2012، ووالده كان يعمل مهندس مساحة، وهو الأخ الأكبر لإخوته.

وتعلمت والدته التعليم الأولى فى دير القديسة دميانة، وكانت هى الأخت الصغرى لأخوتها، وكان الوالد محبًا للنظام جدًا، ومُحبًا للغات (الإنجليزية والفرنسية)، وذلك بسبب تعاملاته مع مهندسين أجانب. 

واهتمت والدته بارتباط الأبناء بالكنيسة والمدرسة، بالإضافة إلى الترابط الأسري بينهم، فكانت أسرة عادية، عالمها هو الكنيسة والخدمة ومحبة الله والكتاب المقدس، بالإضافة إلى الناحية الاجتماعية من فسح وتزاور مع الأقارب والمشاركة، وكان البيت محبًا للقراءة جدًا.

وتنقلت الأسرة فى المعيشة بين المنصورة (حتى سن 5 سنوات) وسوهاج (حتى سن ما بين الثامن والتاسع)، ودمنهور (1961 تقريبًا) والإسكندرية، وله 3 أشقاء "أخت أكبر توفيت فى سن صغيرة - أخت أصغر بثلاثة سنوات "هدى" - وأخرى أصغر بـ11 أو 12 عام "دينا" ولدت فى دمنهور، ورحلت عام 2009"، وتوفى والده يوم 3 يونيه 1967 (صباح أول يوم امتحان الإعدادية للفتى وجيه، وقبل الحرب بيومين).

 

وهناك قصة أُشيِعَت عن زيارة الأسرة وقت طفولة البابا إلى البابا كيرلس السادس، بأنه ربت على كتفه وقال له: "سيكون لك شأنٌ عظيم"، لكن هذه القصة غير سليمة، حيث يقول قداسة البابا أن ما حدث أنه وهو في المرحلة الثالثة أو الرابعة الابتدائية، عندما كانوا أغرابا في دمنهور ذهبت الأم يوم أحد بطفلها إلى البابا كيرلس وقت رسامة شمامسة لرسامته شماسًا، ولكن أخرجه كبير الشمامسة بحِدة من الطابور كونه غريبًا، ورجعت الأم باكية إلى المنزل، ولم يشعر الطفل بأهمية الموقف، وعندما حضر الوالد من العمل ووجدها فى هذه الحالة، وفي إطار تطييب الخاطِر لها، قال لها: "بكرة يرسموه أسقف".

وبدأ قداسة البابا الخدمة فى صيف المرحلة الأولى الثانوية سنة 1968 فى كنيسة الملاك الأثرية بدمنهور، مع الأب ميخائيل جرجس (رُسِمَ سنة 1963، وكان هو أب اعتراف دكتور وجيه حتى دخوله الدير)، وكان قداسة البابا شنوده الثالث يذهب للكنيسة كل فترة ويقضي فيها أسبوع كامل وقت أن كان أسقفًا للتعليم.  وقد حصل على شهادة الثانوية العامة سنة 1970.

وحصل على بكالوريوس الصيدلة بجامعة الإسكندرية سنة 1975 بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف.  وقد كان يحلم بأن يصبح صيدلي، لأنه -وحسب تعبير قداسته- "الصيدلي هو شخص يريح الناس"، وذلك بسبب مرض والده بقرحة في المعدة Peptic ulcer، وكان الطبيب يعطيه روشتة، فينزل -وهو في المرحلة الأولى الابتدائية- إلى الصيدلي، لشراء ما في الروشتة، ويعطي الدواء للوالدة، وعندما يتناوله الوالد يشعر بالراحة..  فارتبط في ذهن قداسته من صِغَره، بأن هذا الشخص يريح الآخرين.

 

البابا تواضروس الثانى طالب بكلية الصيدلة
البابا تواضروس الثانى طالب بكلية الصيدلة

 

وفي سنة 1975 رُسِمً أمين خدمة كنيسة الملاك بدمنهور حينها كاهنًا، ثم تم اختيار د. وجيه ليكون هو أمين الخدمة التالي.

 

وكانت هوايته الأساسية القراءة، وعشق التصوير الفوتوغرافي، ولكن لم يكن لديه كاميرا، وأحضرها أخيرًا بعد أن تخرج بعشر سنوات وهو فى مدينة أوكسفورد،  ومن ضمن مواهبه كذلك موهبة الخط.

 

مراحل في حياة البابا

سيم أغنسطسًا في 27 سبتمبر 1975 بيد الحبر الجليل نيافة الأنبا باخوميوس (بعد التخرج من الجامعة، بالرغم من بداية خدمته من المرحلة الأولى أو الثانية الثانوية).

 

وحصل على بكالوريوس الكلية الإكليريكية من إكليريكية الإسكندرية سنة 1983(2).

 

حصل على زمالة هيئة الصحة العالمية بإنجلترا سنة 1985 - لندن (في موضوع Quality Control of Drugs وQuality Assurance).

 

ودرس دراسات عُليا في الهندسة الصيدلية في جامعة الإسكندرية.

 

عمل كصيدلي تابع لمؤسسات وزارة الصحة، حتى كانت آخر وظيفة له قبل الرهبنة مديرًا لمصنع أدوية تابع للوزارة بدمنهور.

البابا تواضروس الثانى وسط زملائه بكلية الصيدلة
البابا تواضروس الثانى وسط زملائه بكلية الصيدلة

 

ويعتبر قداسة البابا تواضروس الثانى من عائلة كهنوتية، سواء قبل حصوله على نعمة الكهنوت أو بعده..  فكان أول كاهن في تاريخ عائلته الحديث هو أبونا أنطونيوس باقي (عمه)، ورُسِم سنة 1969، ثم أبونا القمص يوحنا باقي 1972 (عمه، كاهن كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة)، ثم أبونا باخوم حبيب (وهو كاهن حالي في كنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا)..  وتلاهم الأنبا تواضروس كراهب..  وبعده رسم القس أنطونيوس باقي سنة 1996 (كاهن كنيسة السيدة العذراء وماريوحنا، سان فرنسيسكو، أمريكا - وهو ابن عم قداسة البابا)، ثم أبونا يونان، ثم أبونا زكريا (يخدم مع الأنبا إبراهام)..

 

وكان يريد الذهاب للدير (حيث كان هذا الاشتياق في قلبه منذ الصِغَر)، ولكنه تأخر بسبب ارتباطات عائلية وعملية، ولم يقل لأحد من أقاربه حين دخل الدير..  وحينما كان يكتب طلب الاستقالة لمكان عمله الحكومي -حيث كانت يجب أن تُقبَل- فكتبوا: "قد قُبِلَت استقالة الدكتور وجيه صبحي باقي سليمان.. بعد أن قضى في العمل الحكومي 10 سنوات و10 شهور و10 أيام"،  وكان ذلك بعد سماح الأنبا صرابامون أسقف دير الأنبا بيشوي بأن يقوم الأخ طالب الرهبنة بتقديم استقالته، وذلك يوم 25 سبتمبر 1986.

البابا تواضروس الثانى
البابا تواضروس الثانى

 

جدير بالذكر أنه عاصَر بداية حبرية الراحل قداسة البابا كيرلس السادس وهو في المرحلة الأولى الابتدائية، وعاصر بداية حبرية الراحل قداسة البابا شنوده الثالث وهو فى أول المرحلة الجامعية (أولى جامعة).

 

ذهب يوم الأربعاء الموافق 20 أغسطس 1986 إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، وكان ذلك في فترة صوم السيدة العذراء مريم (حسب التقليد الرهباني بأن يذهب طالب الرهبنة إلى الدير في فترة صوم)، وظل طالبًا للرهبنة لمدة عامين تقريبًا.

 

وخدم في الدير قبل رهبنته في المطبخ (مبنى الضيافة "القصر")، وقضى في خدمة ذلك المكان سنتين، بجوار مضيفة استقبال الزوار لتقديم الطعام وخلافه وصيدلية الدير.

 

ترهبن يوم الأحد الموافق 31 يوليو عام 1988 م. وكان البابا شنوده هو الذي اختار له اسم "ثيودور"، وبعد الرهبنة أصبح مسئولًا عن استقبال الزوار (رحلات، أفراد، معرفة الدير وتاريخه)..

 

وبعد عام رُسِمَ قِسّاً يوم السبت الموافق 23 ديسمبر 1989، ويعتبر من أبرز تلاميذ نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس القائم مقام (والذي رُسِمَ أسقفًا عام 1971) بعد قداسة البابا شنوده الثالث.

 

وانتقل للخدمة بمحافظة البحيرة (إيبارشية البحيرة بدمنهور -بعد رسامته كاهنًا بشهرين- في يوم الخميس الموافق 15 فبراير 1990.

 

وسافر كراهبٍ إلى الخارج 3 مرات: منها مرتين عام 1990، و1993 إلى قبرص لحضور لقاءات مسكونية في مجلس كنائس الشرق الأوسط، حول "الكنيسة والتنمية"، والمرة الثالثة عام 1995 عندما سافَر إلى ليبيا، لمساعدة الآباء المشاركين فى الخدمة بطرابلس وبني غازي.

رسامة البابا تواضروس الثانى
رسامة البابا تواضروس الثانى

 

ونال درجة الأسقف في 15 يونيو 1997 (في عيد العنصرة)، كأسقف عام لمساعدة نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس المطران، في حقل إيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، باسم نيافة الحبر الجليل الأنبا تاوضروس أسقف عام مطرانية البحيرة.

ومن الجدير بالذِكر أن نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة، والمرشح الثاني للبطريركية، قد نال درجة الأسقفية في نفس اليوم (وهو من دير السيدة العذراء براموس).

 

وقام بدراسة "التعليم المسيحي والإدارة" في سنغافورة سنة 1999، وفي الأسقفية من ضمن ما اهتم به مرحلة الطفولة، سواء في مهرجان الكرازة المرقسية وملتقى الأطفال المبدعين، أو كونه مسئولاً عن لجنة الطفولة بالمجمع المقدس، وألَّف قبل البطريركية 12 كتابًا قبل جلوسه على الكرسي البابوى.

سيامته بطريرك

وفى يوم الاثنين الموافق 29 أكتوبر 2012، وبعد صوم الأقباط 3 أيام صوم من الدرجة الأولى في أيام: الاثنين والثلاثاء والأربعاء التي توافق 22، 23، 24 أكتوبر 2012، أُجْرِيَت الانتخابات البابوية في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لاختيار ثلاثة آباء من الخمسة الموجودين بالقائمة النهائية للمرشحين، وذلك بناءاً على عدد الأصوات.

وانتهت الانتخابات باختيار كل من: الأنبا رافائيل (حصل على 1980 صوتاً)، الأنبا تواضروس (حصل على 1623 صوتًا، أي في المركز الثاني)، القمص رافائيل آفامينا (حصل على 1530 صوتًا).  وقد عرضنا هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت عن الإجراءات النهائية لانتخاب البابا 118 في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

 

وحصل الأنبا تاوضروس على تذكيات للبطريركية من آباء أساقفة من داخل وخارج مصر: نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة - نيافة الحبر الجليل الأنبا دميان أسقف ألمانيا - نيافة الحبر الجليل الأنبا سوريال أسقف ملبورن بأستراليا - نيافة الحبر الجليل الأنبا مكاريوس أسقف المنيا - نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوم أسقف سوهاج - نيافة الحبر الجليل الأنبا أنداروس أسقف أبوتيج وتوابعها.

 

وبعد صيام الأقباط صوم عام من الدرجة الأولى ثلاثة أيام هي: الأربعاء والخميس والجمعة والتي توافق أيام 31 أكتوبر 2012 و 1، 2 نوفمبر 2012، تم إقامة قداس القرعة الهيكلية يوم 4 نوفمبر 2012، ووقع الاختيار الإلهي على الأنبا تواضروس البالغ من العمر 60 عاماً؛ حيث قام الطفل "بيشوي جرجس سعد" (6 سنوات) طفل القرعة الهيكلية بسحب الاسم من بين الثلاثة أسماء وهو مُعْصَب العينين، وحضر اللواء ماهر مراد، مساعد وزير الداخلية حسبما تقتضي لائحة عام 1957.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة